نبيل الصوفي
الإمارات تدفع ثمن نصرتها للشرعية واليمن
حكومة هادي توقف مرتبات الموظفين في الداخل، تريد يمناً لها وحدها.. وتصرف على قياداتها وعيالهم!!
أما الإمارات فقد أصبح حلفاؤها في اليمن عبئاً حقيقياً عليها.
فالانتقالي يسمع إخوان قطر ليل نهار يدينون الإمارات بأنها تدعم هدم الشرعية وتشتيت الوحدة، وهو مستمر في خطاب إعلامي هزيل هُلامي، تدخل قيادات كبرى فيه بنقاشات من قبيل نحن مش يمنيين.. وكأنّه لم يتبقَ معهم من تحديات إلا ماذا يكتبون فوق جواز السفر الجنوبي.
لست معترضاً على ما سيكونون، لكن أولاً اخرجوا من الحفرة التي تحفرونها لكم ولحلفائكم اليوم.
والمقاومة الوطنية ومؤتمر عفاش بقيادة نجله، عادهم أسوأ من الانتقالي، ولكن من على الضّفة الأخرى.
حين تتابع محتوى خطابهم الرسمي سياسياً وإعلامياً يخيل لك أنهم خرجوا "حسن اللوزي" معهم من صنعاء إلى الساحل الغربي والقاهرة، وكأنهم عايشون في صنعاء 2007م.
تشعر أنهم "قشرة الأفعى" التي تتصرَّف كأنّها أفعى، يسمّونها عندنا "خلاضة".. جلد بلا روح ولا حتى جسد.
هذه الدولة الفتية الشُجاعة، لم تتأخر ولا لحظة عن حماية حلفائها رغم كل المحاذير.
هي تقدمت بجسارة لتعمل مع السعودية في اليمن، وهي تدرك حجم إرث الفساد والتعقيدات في علاقة اليمن والسعودية، ولكن الظروف خطرة ويتوجب القفز إلى صدر الخطر ومحاولة السيطرة عليه.
فمتى يستوعب حلفاؤها أنَّ الهجوم (الإخواني) الكاذب على الإمارات هو بسببهم هم.
كانت الإمارات هي كل شيء عند شرعية الإخوان، تعرف الشرعية أنّ أدوات اللجنة الخاصة لم تعد مُجدية وإلا لما تركت اليمن وهربت للخارج عند أولَ تحدٍ، ولذا احتاجت أدوات جديدة للحرب، وكانت الإمارات هي الطريق لخلق هذه الأدوات الجديدة، وكانت الشرعية مستفيدة، مالاً سعودياً وقتالاً إماراتياً.
ولكن طريقة العمل الإماراتية أنتجت أدوات عمل جديدة، ترفض الشرعية استيعابها.
الشرعية ترفض أيّ مكوِّن محليّ له ثقله، ترفضه سياسياً لكنها تحتاجه ميدانياً.
تريد أطرافاً تقاتل الحوثي في الساحل والضالع والبيضاء، ولكن بدون صوت سياسي.
فقالت لها الإمارات: هذه ليست قواعد عمل، ليست منهج نجاح، فجُنَّ جنون الشّرعية.
ويمكن للإمارات أن تترك الأطراف اليمنية للشرعيّة التي تشبه ماء النار، تسحق كل ملامح!
تلاحظون حتى السلفيين الذين لم يدخلوا حرباً، إلا انتصروا فيها، مَن ذهب منهم مع الشرعية في البقع وكتاف وجيزان، تلاشى وتتالت هزائمه.
مجرّد الاقتراب من الشرعيّة تسقط همّتك للحرب، ولكم في مهران القباطي عبرة، هذا الشاب الشجاع المقاتل.. بعد أيام من الاقتراب من عيال الرئيس تلاشى.
تدفع الإمارات ثمناً باهظاً بسبب تمسُّكها بحلفائها على الأرض، وهؤلاء الحلفاء: مقاومة جنوبية، عمالقة، انتقالي، حراس الجمهورية، مقاومة وطنية، مؤتمر عفاش، هم فعلاً الأطراف التي تصنع الفارق في الحرب ضد الحوثي.
هم حلفاء على الأرض وليس في الفنادق.. ومقاتلون لديهم قضية قتالية، ثم إنَّ اليمن هي كل مكوناتها وليس فقط حوثي وإخوان.. بمعنى أنّ الإمارات ليست متمسّكة بهم لمجرد الزّينة والصّراع..
لكنهم في السّياسة والإعلام عبء ثقيل، سلحفاة في معركة مع جيش من القرود.
كل شغل الشّرعية إعلام وسياسة، وكل أداء حلفاء الإمارات قتال وميدان، وبينهما تتحرّك قطر في حربها هي لصالح إيران وتركيا، الحاميتين لها.
ولذا كل الجهد في الميدان إماراتي، يقابله جحود مطلق في الإعلام والسّياسة، ليس لأجل الإمارات ولكن ضد حلفائها.. وهم في سُباتهم يعمهون.ر