حسام ردمان
التصعيد الحوثي وعلاقته بالصراع العربي - الإيراني
■ لا يمكن فصل التصعيد الحوثي الأخير في الجبهات الشرقية الشمالية اليمنبية عن سياق الصراع الإقليمي ما بين المحورين العربي والإيراني.
ومن الواضح أن طهران تواجه في اللحظة الراهنة تحديين استراتيجيين:
• الأول، الانتفاضات الشعبية في لبنان والعراق.
•والثاني، موجة العقوبات الجديدة من قبل واشنطن.
■ كي تواجه طهران التحدي الأول فإنها لا تفضل أن تظل السعودية في حالة استقرار داخل مجالها الحيوي اليمني بينما هي تستنزف إقليمياً. لذا تدفع بوكيلها في اليمن إلى التصعيد الدموي في الداخل اليمني والتصعيد المنضبط على الحدود.. بحيث يخلط الأوراق على السعودية في ملفين أساسيين:
•أولاً، ملف اتفاق الرياض، وكان واضحاً كيف أن هجمات نهم الأخيرة أعادت بشكل ما تفجير التناقضات السياسية والإعلامية داخل معسكر الشرعية بين (المقاومة الوطنية، الجيش الوطني، المجلس الانتقالي).
•والثاني، ملف الهدنة السعودية الحوثية، وقد هدد المشاط صراحة بذلك، وفي هذا الملف تتقاطع مصلحة الحوثي وإيران، لأن تصعيد المليشيات تزامن مع زيارة وفد الاتحاد الأوروبي وغريفيث، وكان يطالب بفتح المطار وتنشيط ميناء الحديدة كشرط لعودة "خفض التصعيد".
■ من جهة أخرى، وفي حال قررت واشنطن فرض حزمة قصوى مثلما حصل في أبريل 2019، فإن ذلك سوف يدفع طهران للرد من خلال موجة تصعيد تشبه ما حدث في يونيو وسبتمبر الماضيين. وبطبيعة الحال فإن الرد الإيراني يجب أن يكون بالوكالة ويجب أن يكون من المنصة اليمنية لأنها الوحيدة التي يمتلك فيها أذرع إيران مشروعية لاستهداف المصالح الحيوية لحلفاء واشنطن (بينما كانت ضريبة التصعيد ضد أمريكا في العراق هي رأس سليماني).
خيار كهذا يقتضي بالضرورة إسقاط الهدنة السعودية الحوثية لاستهداف الداخل السعودي. لذا من المتوقع أن يستمر إيقاع العمليات الحوثية بشكل تصاعدي حتى يتم الوصول إلى نتيجتين:
• تحسين شروط التهدئة الحدودية، ودفع السعودية إلى تقديم مزيد من التنازلات تجنباً لأي مواجهة بالوكالة.
• سقوط التهدئة وعودة قواعد الاشتباك إلى ما كانت عليه قبل أرامكو، وهذا يقتضي شرطين لتحققه: إما أن يكون الرد السعودي على هذا التصعيد قويا وموجعا للحوثي مثل إسقاط استوكهولم وفتح معركة الحديدة، أو قتل قيادات حوثية.. أو أن تقرر إيران إسقاط التهدئة لحشد ذرائع سياسية وأخلاقية تمكنها من الرد على التصعيد الغربي والعقوبات الأمريكية عبر البوابة اليمنية مع تجنب الإدانة الدولية.
باختصار.. إسقاط اتفاق التهدئة وخلق ذارئع سياسية وأخلاقية في اليمن، هو ما يمكن إيران من الرد على العقوبات وذلك دون أن تخسر نفوذها بالحديدة.