د. صادق القاضي
على محك كورونا: "شياطين" أنبل من "الملائكة".!
في مبادرة متوقَّعة منها، تبرعت ممثلة الأفلام الإباحية الإيطالية "إلونا ستالر" مؤخراً بمبلغ 60 مليون دولار. لدعم حكومة بلدها في مواجهة أزمة كورونا.
عاهرة نبيلة.. نموذج بديع لـ"الرذيلة" التي تسعد الناس في الرخاء، وتقف بجانبهم في الشدة، مقارنةً ببعض أشكال "الفضيلة" التي تسرق أموال الناس في اليسر والعسر.
سيتذكر معظمكم البيت الشعري:
كَمُطعِمَةِ الأيتام مِن كدِّ فرجِها .. لكِ الويلُ لا تزني ولا تتصدّقي
لكن الأولى أن تتذكروا جيداً أن الله غفور رحيم، وأن "أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس"، وبالذات في الظروف الحرجة والأزمات العصيبة.
بالمناسبة. ليست هي المرة الأولى التي تنحاز فيها "إلونا ستالر" -بطريقتها- لقيم الخير والسلام، ففي عام 1991 عرضت جسدها على الرئيس العراقي صدام حسين إذا سحب جيشه من الكويت، من أجل تجنيب المنطقة ما عرف بحرب الخليج الأولى.
لاحقاً في 2002، قبيل اندلاع حرب الخليج الثانية، جددت على الرئيس صدام، نفس العرض، وصرحت: "أنا مستعدة لأن أفعل ذلك وأنا مغلقة العينين، أود أن أفعل ذلك من أجل السلام".
تخيلوا لو أن صدام حسين قبل العرض الأول، أو حتى الثاني، وتجنب وجنب شعبه وبلاده والمنطقة والعالم أهوال تلك الحروب وويلاتها وتداعياتها الكارثية!
تخيلوا أننا مثل بقية خلق الله في العالم. أشخاص أسوياء ومجتمعات محترمة، لا نحشر أنوفنا في الأعضاء التناسلية للناس، ونحترم خصوصياتهم الشخصية، ونقيّم الفرد بمدى ما تنطوي عليه سلوكياته تجاه الآخرين من قيم الحب والخير والحق والجمال.