أضحكني أحدهم وهو يروي لي أحداث نقاش جرى بين دنبوعنا العظيم والهارب من ساحة المعركة الجنرال العجوز علي محسن، حيث إنه وفي إحدى نقاط النقاش تطرق الدنبوع إلى كثير من تجاوزات علي محسن وحزب الإصلاح (إخوان اليمن) في إدارة الدولة وتعيينات الجيش ومنها التعيينات التي لم يعلم بها عبدربه نفسه إلا من خلال اتصالات الاستنكار، ومنها على سبيل المثال إعادة تعيين خالد فاضل قائدا لمحور تعز قائلا: إن هذا التعيين لم يصدر منه وليس شرعيا، عندها فاجأه العجوز حين رد عليه بقوله: جلست عشرين سنة وأنت نائب رئيس الجمهورية، وأنت بدون قرار وغير شرعي وما حد حاكاك وللان احنا بنشرعنك.
هذه المحادثة هي نفسها أو تكرار لما تم في 2013م، حين حاول الدنبوع أن يقوم بتعديل حكومي يطيح بالوزراء الأكثر فسادا حينها وهم سميع وقحطان وصخر الوجيه والسعدي نظرا لأن رائحة الفساد قد شاطت من مكاتبهم واستفحل الأمر كان القطيع الحكومي الموالي للمشترك هو الاكثر فسادا في حكومة توافق الفاسدين.
أيامها تتذكرون ماذا قال اليدومي والآنسي وحميد الأحمر للدنبوع نفسه (الجيش جيشنا والبنك المركزي بنكنا وخروج باسندوه أو اي وزير من حصتنا من باب يعني خروجك من الباب الآخر) أو بهذا المعنى إن لم يكن حرفيا.
ثم توالت الأحداث ليخرج الشارع بكل أطيافه واولهم مساندو المشترك ليقولوا: لا للفساد.
وللتاريخ نقولها إن سبب تمدد الحوثيين بعد ذلك، كان هذا الموقف المتصلب للإخوان المؤيد للفساد، هو أهم محفزاته بل وسبب أن البعض نظر للحوثي منجيا ومخلصا من كل هذا الفساد المدجج بالفرقة والقبيلة.
اليوم هذه المحادثة إن ثبتت مصداقيتها تكرار لما كان وستكون لا محالة هي القشة التي تجعل الناس تلفظ شرعية الضعف والهوان والفساد المستشري في نخاع عظم الشرعية المتهالكة.
هل لي أن أنبه هذا الرئيس المغيب من قبل نائبه العجوز ومدير مكتبه الإرهابي أن تعيين خالد فاضل ليس التعيين الوحيد غير الشرعي والذي لا يعلم عنه شيئا؟
هل لأحد ان يوصل لهذا النائم في فندق الغفوة والغفلة وهدر الامانة ان ألوية عسكرية بكل عدتها وعتادها وجندها وقادتها وتموينها أنشئت في جمهوريته دون علمه مثل اللواء 145 مشاه واللواء 170 دفاع جوي واللواء الرابع مشاه جبلي وو والخ من الوية المليشيا التي تهيئ لتكون جيش امارة الخلافة في تعز؟!
بل إن النكتة الأكثر حماقة أن يعلم ان تشكيل قيادة اللواء الرابع جبلي أتت وفق جلسة مقيل في مدينة التربة تم فيها تعيين الاركانات وقادة الكتائب ومنحهم رتبا عسكرية ومناصب دون علمه كعبده نعمان الزريقي وعبدالحكيم الدربعي وووالخ.
والأكثر سخرية أنهم لم يكن لديهم فرد يذكر، وتم في اليوم الثاني سرقة كشف ب1200 جندي من قوام اللواء 35 مدرع مع ارقامهم من قبل المحور ليتم جعلهم نواة للواء غير الشرعي وما زال!!
وهل يعلم أن غالبية مديري عموم المكاتب التنفيذية والمديريات منذ المحاصصة التي قام بها المعمري ما زالوا بلا قرارات؟، بل مجرد تكاليف بمزاولة العمل مثلهم مثل صاحب صالون الحلاقة؟ بل ان هناك مديريات مغتصبة وفرض فيها حكم القوة والبسط مثل مديرية المسراخ وغيرها!!
استعير جملة من الإخوة المصريين في وصف رئيس شرعيتنا المفدى وهي أنه "رئيس ملطوم على قفاه" لانه لا يعلم ما يتم في حق هذا الوطن، من نائب هارب من المعركة بثياب النساء، ومدير مكتب الإرهاب والفساد والعمالة إحدى جينات دمه الوراثية.
ولهذا لن يعلم الرئيس الشرعي أن قادته للألوية والمحاور أبناء غير شرعيي القرارات.
ترى أيضا هل يعلم أن تنسيقهم مع الحوثيين في مختلف الجبهات والاستلام والتسليم دون علمه أو بعلمه (ربما) ليس مبنيا على فراغ فهم يعلمون كما يعلم الحوثي ان كلاهما غير شرعي وهنا تأتي السياسة والبيع والشراء في أن يتم الاعتراف بكل أولاد زنا القرارات ومعاملتهم كشرعيين من كلا الطرفين ثم التخلص من ورقة التوت الدولية والاجهاز على كل من يعارض إقامة دولة المحاصصة المذهبية والملشنة وأول هذه المشاريع المجلس الانتقالي وكل الأحزاب المدنية الأخرى دون تمييز.
يا هؤلاء المثل الشعبي يقول: (إذا غرتك الأصول تدلك الأفعال)، والمليشاويون لم ولن يبنوا دولة، بل سيقفون ضد قيامها، لأن وسطهم الذي ينمون فيه هو الفراغ ومستنقعات الاقتتال ولا يمكن أن يعمر الإرهاب وطنا.
