محمد عبدالرحمن
إلى متى ستبقى قيادات الإخوان في الشرعية تمارس الإرهاب.. هل السعودية تدرك خطر ذلك على نظامها؟!
هذا الذي يحدث للناس من عذاب ومصائب وأوجاع ما كان يجب أن يحدث طيلة ست سنوات حرب، عدن لا يوجد فيها حارة أو منزل إلا ونصال الموت يمزقها، وصنعاء التي يبتلعها الطاعون والموت والمخافة بصمت المقابر الممتلئة، وكما عدن تمثل الجنوب وصنعاء الشمال، كان لليمنيين أمل في التحالف الذي يبدو أنه أيضاً يحتفي بالمواجع، ما كان يجب كل ذلك أن يحدث لولا استمرار السعودية في غض الطرف عن الدور المشبوه لجماعة الإخوان المسلمين التي تسيطر على الشرعية.
استمرار الشرعية الإخوانية تمارس إرهابها من فنادق المملكة هو خيانة بحق اليمنيين، عندما نرى سلاح التحالف العربي في أبين تشق به الجماعات الإرهابية الإخوانية طريقها نحو عدن ومدن الجنوب دون أن توقف المملكة هذا النهب والاستنزاف الممنهج للأسلحة والأموال، ودون أن تمارس ضغطاً على قيادات الشرعية في فنادقها لوقف الإرهاب فهذه خيانة أيضاً.
مهما بلغ الدعم الإنساني والإغاثي الذي تقدمه السعودية لليمنيين فلن يجدي نفعاً في ظل بقاء وسيطرة الإخوان على الشرعية في فنادقها، ولا يمكن أن يتغير الوضع الإنساني إلى الأفضل في ظل بقاء تدفق ميليشيا الإخوان الإرهابية والحوثية لممارسة الإرهاب واستغلال أموال المانحين في إبقاء الحرب وإنهاك المملكة واليمنيين.
الناس اليوم لا تنظر إلى الشرعية إلا كيانا إخوانيا يمارس الإرهاب لكنها في نفس الوقت تلقي باللوم على المملكة، لأنها أتاحت لها السلاح والمال والوقت لتمارس الفساد والإرهاب، الناس تلقي بلومها على المملكة رغم جهودها المبذولة، إلا أن تلك الجهود لن تثمر في ظل احتضانها لقيادات الفساد في فنادقها.. إلى متى تبقى المملكة تتفرج على هذا العبث، فلا الإخوان حرروا صنعاء ولا الحوثي عاد إلى مران؟؟
أي حسابات للمملكة أو تعويل على تحقيق أي هدف من أهداف عاصفة الحزم والتحالف عبر قيادات الإخوان فهي حسابات غير منطقية، ومن لم يعتبر ويتعظ من ست سنوات حرب دون تحقيق نتيجة إيجابية لا يمكنه أن يكون إلا مخدوعا بأطراف توهمه بالفوز بينما هي تفتح له مقابر الهزائم وحفر الانتكاسات، وتغرقه في مستنقع يمتص طاقته وثرواته.
تعبت أصواتنا ونحن نقول إن الإخوان والحوثي طرفي الإرهاب يمارسان لعبة التخفي، وبدلاً من أن يكون هناك تحالف عربي لإنقاذ اليمنيين، أصبح هناك تحالف إرهابي إخواني-حوثي يمثل "تركيا وإيران" لإغراق السعودية في اليمن، وضربها في خاصرتها، واستغلال الحرب لامتصاص قدراتها، وتشويه سمعتها في المحافل الدولية.
تعبت أصوات الناس في عدن وصنعاء من الأنين، لكن المملكة تسمع هذا الأنين بآذان الإخوان في فنادقها، وهذا يجعل من اليمنيين أن يضعوها في أمرين: إما أن تختار المملكة بقاء قيادات الشرعية في فنادقها وتستمر الحرب والإرهاب والحوثي والوضع الإنساني الصعب، أو أن تختار الوقوف إلى جانب اليمنيين وإصلاح الوضع وتغيير الاتجاهات والدفع نحو تحرير صنعاء والقضاء على المشروع التركي في الجنوب والمشروع الإيراني في الشمال، وبذلك تكسب مع اليمنيين الحرب وتعزز من مكانتها في الإقليم
ليس هناك وقت، ست سنوات حرب دون تحقيق نتيجة، سلبت كل الوقت وكثيرا من الإمكانيات والقدرات، ورفعت من مستوى السخط المجتمعي ضد المملكة، على السعودية أن تتدارك ما تبقى من الوقت، والعمل على ضبط إيقاع الحرب واتجاهها وأهدافها وعزل قيادات الشرعية الإخوانية، بل وتقديمها للمحاكمة باعتبارها مارست الخيانة واستثمار الحرب وتحقيق مصالح إيرانية تركية تستهدف اليمن والمملكة، ما لم فإنها تذهب نحو ما يحاك ضدها بإغراقها في الحرب اليمنية.