اعتماد الرئيس هادي والتحالف على أدوات الفشل حذرنا منه منذ مرحلة مبكرة، وحذرنا من اعتمادهم على الأدوات الفاشلة والفاسدة والضعيفة، لذلك لم يحققوا نجاحاً في الشمال وعلى وشك خسارة ما حققوه من انتصارات في الجنوب .
لم يكفهم إنقاذ الحوثي عندما كان على وشك السقوط في الحديدة، بل تآمروا على كل صناع النصر وعلى الحاضنة الشعبية التي كان لها دور كبير في دحر الحوثي من الجنوب والوصول إلى الحديدة، وذلك بسبب اعتمادهم على عناصر في الشرعية تعمل لصالح الحوثي وأجندة إقليمية معادية للتحالف، وهمها الأول إفشال التحالف من خلال اغراقه في فوضى المحافظات الجنوبية، بهدف تعطيل تحرير الشمال.
بات الحوثي أكثر قوة وما تسمى الشرعية تستنجد بالعالم لإنقاذ مأرب آخر معاقلها من السقوط وتستخدم ورقة النازحين عذرا لمنع سقوطها، بعد أن استنزفت كل الدعم الذي قدم لها من قبل التحالف واستخدامها ايرادات مأرب وشبوة تحت ذريعة دعم ما يسمى جيشا وطنيا، وهو الجيش الذي لم نر له اي انتصار ضد الحوثي، وكان الانتصار الوحيد الذي حققه ارجاع شبوة إلى الوراء عشرات السنوات، بعد ان حققت اهم انجاز في تاريخها من خلال السيطرة الأمنية التي انجزتها قوات النخبة الشبوانية خلال اشهر محدودة والتي كانت تهدف إلى الحفاظ على ثروة وسمعة المحافظة.
اليوم وبعد كل هذا الفشل يطرح السؤال نفسه، هل سيحرر علي محسن وقواته صنعاء؟
بكل تأكيد لا ومليون لا، وهذا الأمر بات من الماضي حيث تحول الخطاب من "قادمون يا صنعاء"، إلى مناشدة للعالم لإنقاذ مأرب تحت حجة النازحين.
إذن لماذا التحالف وضع من الجنوب وانتصاراته وحاضنته الشعبية رهينة بيد علي محسن وفشله في الشمال؟
لماذا يتم معاقبة أبناء الجنوب على فشل الشرعية في الشمال؟
لماذا تريد هذه الشرعية الانتقام من الجنوب المنتصر من خلال اذلاله وقطع الرواتب والكهرباء عنه ولسان حالهم يقول: اما موتوا قهرا أو اسمحوا للحوثي بالعودة وكلنا في الهواء سوا!
طبعاً إذلال الجنوب ليس مستغربا من قوى الشمال النافذة والفاشلة، ولنا تجربة معهم بغدرهم باتفاقية الوحدة واتفاقية العهد والاتفاق واجتياح الجنوب بالقوة واستعماره وتقاسم ثروته بين هذه القوى بحسب اعترافات علي محسن وعلي عبدالله والرئيس هادي نفسه!
بل إن علي محسن الأحمر كان ضد تحرير عدن في العام 2015 والجميع يعرف هذه الحقيقة.
والذي يستغربه المواطن في الجنوب تماهي التحالف مع فشل الشمال، ورضاه عن تعذيب أبناء الجنوب الذين انتصروا له خلال ثلاثة أشهر فقط، وقطعوا يد إيران عن أهم الممرات الدولية في العالم، وامنوا كل السواحل الجنوبية وصولاً الى الحديدة.
لماذا يراد من أبناء الجنوب أن يتحولوا شعبياً ضد التحالف العربي، بعد أن شكل صمودهم ودعمهم للتحالف أبرز عوامل الانتصار..؟
هذا السؤال مطروح أمام قيادة التحالف العربي!
وأخيراً الناس في الجنوب وتحديداً في عدن تعبت وغياب الأمل يدفعهم إلى التعبير عن غضبهم ومخاوفهم بالطرق التي يرونها مناسبة وخاصة أن الأمر وصل حد المساس بكرامتهم، بعد كل الانتصارات التي حققوها وبعد أن كان املهم في التحالف يعانق السماء، اليوم وبعد 6 سنوات من عاصفة الحزم يفتقدون أبسط مقومات الحياة ومنهم من مات قهراً وهو ينتظر راتبه.
* من صفحة الكاتب على الفيسبوك