عادل البرطي

عادل البرطي

تابعنى على

سلطان اليمن وأحقاد الإخوان

Monday 09 November 2020 الساعة 04:22 pm

حريم السلطان، مسلسل تركي أنفقت عليه إمكانيات ضخمة إعداداً وإخراجاً وإنتاجاً فاق كل التوقعات في البذخ ليأتي ثمرته بأن من أدار وحكم الباب العالي في الدولة الاستعمارية "تركيا" لم يكن ذلك السلطان الذي أزعجتنا كتب المتأسلمين بمكرماته وما أسميت بفتوحاته.

بل إن هذا السلطان المسمى سليمان باشا كان يدار وتدار مملكته بواسطة مجموعة من الحريم والجواري جعلنه ألعوبة بين كيدهن ومكائدهن، وهو فعلاً ما تم، كون الشاهد على ذلك هم الأتراك أنفسهم (وشهد شاهد من أهله).

ولعل هذه الطريقة في إدارة الأمور لم تستثن الزمان والمكان لدى تنظيم الإخوان وملحقاته، بل إن الساعة الزمنية توقفت لدى هذا الفصيل ليحاولوا تكرار المحاولة مع اختلاف السلطان واختلاف ثقافته، فلا سلطان الوطن البركاني سليمان باشا، ولا ثقافة اليمني الأصيل شبيهة بانحلال التركي..

في وطن يتخاطفه الأوباش من كل جهة وتغتصبه العمالة في عقر داره، وتدار أروقته من غرفة ماخور قديم في أقاصي الرياض، وتنتزع كرامته من موالي الباب العالي بتركيا، نرى هذا الوطن كغرفة سحيقة يلطمها الظلام من كل جهة وفي إحدى زواياه بصيص لنور مصباح يحاول جاهداً أن يمزق ثوب السواد عن كاهلها.

تصيبك بالفجيعة وهي تحاول الالتفاف عليه حشرات المجاري علها تطفئ هذا القبس لتستفرد وحدها بالعيش على بقايا جسمك النحيل المشارف على الموت، وهذا فعلا ما تحاول القيام به حريم السلطان بنسختها المحدثة المسماة (تنظيم الإخوان) على سلطان اليمن إجمالاً وتعز خصوصاً..

اختلفنا مع الشيخ سلطان البركاني مراراً وتكراراً، وأوسعناه سبا فلاذ بالسكينة، اتهمناه بكل موبقات الكون فكان رده الصمت ومزيدا من العمل. جافيناه ولم ينقصنا حينها الا طرده من رحمة الله وقد فعلها البعض ولا جدال.. وفي غمرة هذا الكيد الذي مارسناه أتى الانقلاب على الوطن فأين كان موقعه وموقفه هل يستطيع أحد أن ينكر أن أول من رفض المليشيا الحوثيه ورفض ان يكون مرسالا اليهم هو سلطان البركاني، بينما انكشف الإصلاحيون وهم تحت قدمي السيد يطلبون صفحه وكرمه، يومها كان سلطان يتغنى بالوطن والوطن يلوذ به فكان من اوائل من وقف ضد المليشيا ومن التحق بالشرعية لا من اجل مصلحة ولكن من اجل الوطن وبغض النظر عما لاقاه حينها من حرب ضروس من اتباع الشرعية واتباع الانقلاب الا انه ظل واقفا على مبدئه الذي اختاره وما زال حتى اللحظة.

ولأن السلطان التعزي الحجري رافض للانبطاح والتملق ولا يرضى بالاملاءات عليه كما فعل بعض من وثق بهم ابناء الوطن فباعوه، ولن اسميهم فقد سنت عليه سكاكين الكره واطلقت عليه حراب الضغينه وتآلبت عليه كلاب الحقد فاصبح في مرمى كل هذه الاحقاد والضغائن من كل اعداء الوطن.

والغربب في الامر فعلا ان تشن عليه الحرب من كل المليشاويين سواء مليشيا الحوثي الانقلابيه أو مليشيا الإخوان الإرهابية، فكل يوم يتهموه بتهمة وكل يوم يرشقونه بفرية عل وعسى ان يحتكم السلطان لحريم العصر لكن دون جدوى..

لم يكن البركاني أول من تراشقته هذه الاقلام والاحقاد، ولن يكون الاخير، فقد سبقه في ذلك الشهيد القائد /عميد ركن عدنان الحمادي حتى اغتالوه خلسة وغدرا، وسيلحقه في ذلك الكثير من الوطنيين من لا يرضون الهوان ولا تجرهم عمالة تركيا وقطر وإيران إلى منزلقات الخيانة والركوع فهو ابن للحجريه محب لتعز مخلص لليمن، وهكذا وجدناه بعد ربع قرن من العداء..

أخيراً .. أقسم بالله لا تربطني بهذا السلطان أي علاقة لا صداقة ولا حتى رسالة واتس، وما كتبت ذلك تملقا ولا محاباة، بل احقاقا لحق واعترافا لمكارم رجل وجدت رفاقي في الاشتراكي بالمعافر والحجرية أول من يقولها واول من يدافع عن هذا الحجري الأصيل الذي لم ينكر جذوره ولم ينس أصالته، بل ظل كما عهده الكل نبراسا لكل حميد رغم ما لاقاه منا جميعاً..

من يعشق الوطن كسلطان لن ينحني لحريم الأتراك، معادلة وطنية بحتة!!