ياسر اليافعي
التجاذبات السياسية والنعرات المناطقية
يافع ليست عائلة صغيرة تقدر تتحكم بقرارها السياسي، يافع تتكون من 8 مديريات وتعداد سكاني في الداخل والخارج يقترب من مليون نسمة، وعدد السكان خارج يافع أكثر ممن هم في الداخل على امتداد البلاد كلها بطولها وعرضها، وهذا الأمر ينطبق على باقي المناطق والمحافظات.
يافع تأثرت مثلها مثل غيرها من المناطق بالتجاذبات السياسية ما قبل الاستقلال وبعده، لذلك تشهد تنوعا سياسيا مثلها مثل باقي المناطق.
يمكن ما يميز يافع أن الأكثرية تتعصب للفكرة التي تؤمن بها حتى على حساب يافع وقيادات يافع المخالفة لها، وهذا ما أثبتته الأحداث الأخيرة على الأقل التي شهدتها اليمن منذ انطلاق الحراك الجنوبي.
ومن وجهة نظري حصل مبالغة كبيرة في هذا الجانب شجع الآخرين على مهاجمة يافع وابرازها انها لون واحد فقط وهذا خطأ كبير.
على العموم، لو هاجم شخص يافعي ينتمي لحزب الاصلاح أو المؤتمر المجلس الانتقالي أو احد رموزه هذا أمر طبيعي جداً في ظل التشنج السياسي الحاصل اليوم، وهذا يحدث بكل المحافظات، والانقسام موجود بكل بيت.
بالتالي لا تربط هجوم شخص معين ضد رمز من الرموز الى المنطقة التي ينتمي اليها، فهذا معيب بحقك انت شخصياً، دافع عن الرمز الذي تؤمن به او التوجه السياسي الذي تدعمه وتسانده بعيداً عن اللهجة المناطقية.
وفي الأخير أي رمز من الرموز هو عرضة للنقد والانتقاد ولن تستطيع ان تجعل الناس بفكر واحد مهما حاولت ومهما كانت امكانياتك، وهذه الرموز لم تصل الى ما وصلت اليه إلا ان لها تاريخا حافلا، وهو من يحكم عليها وليس ذلك الشخص المنتقد.
ابتعدوا عن النفس المناطقي في النقد سواء كان ذلك لمؤيدي الانتقالي او معارضيه.
دعوا الناس تسير في الاتجاه الصحيح من خلال المكونات السياسية انتقالي وغيره، والنقد يكون لهذه المكونات ورموزها وليس لمناطقها إن كنتم تبحثون على وطن.
* من صفحة الكاتب على الفيسبوك