لا أحد يحب أن يرى بلاده عاصمة رابعة لدولة أخرى مارقة، ولا أحد يريد أن تتزين شوارع مدينته بصور قتلى دولة إرهابية، فقط عبدالملك الحوثي من يقبل أن تدنس بلادنا وتعلو صور قتلى إيران على شوارع صنعاء، وحده الحوثي يقدم بلادنا قرباناً رخيصاً لعمائم طهران.
تختنق صنعاء بالوجوه الإيرانية، وتمتلئ بتواجد عناصر الحرس الثوري، وكأنها فعلاً عاصمة جديدة لإيران، لا يستطيع الحوثي الوكيل الحصري لطهران أن يحكمها وحيداً بدون مساعدة، هو يعمل على تذليل العقبات، وتهيئة الأجواء المناسبة لاستكمال ابتلاعها، ولا يكتمل ذلك إلا بوجود عناصر الحرس الثوري في شوارع صنعاء.
عندما استعان سيف بن ذي يزن بالفرس، كان ذلك مقابل دحر الأحباش، لكن الحوثي يجلب لنا إيران بكل إرهابها، لإخضاع اليمنيين من أجل أن يحكمهم، ومن أجل أن تكون صنعاء قاعدة إيرانية لأنشطتها في المنطقة.
تحول وجه صنعاء العروبي إلى وجه ملامحه فارسية، لم نعد نستطيع التمييز بين صنعاء اليمنية، وصنعاء إيران، لقد اكتست ثوب الثقافة والطائفية الإيرانية، لقد اضمحل وجهها اليمني، واعتراها البؤس والجهل وعلى رأسها عمامة سوداء.
هل يمكن اليوم أن نقول بأن صنعاء أصل العرب؟ من العار أن نقول ذلك وهي تحت الاحتلال الإيراني، هذه ليست صنعاء التي ولدت مع فجر التاريخ فكانت يمناً بالأرض والإنسان والثقافة، ولم تكن يوماً عاصمة رابعة للإرهاب الإيراني، إلا بعد أن سقطت دولة اليمنيين وسيطر الحوثي على الحكم.
عملية تجريف صنعاء من ثقافتها وانتمائها لليمن، تسير بخطوات سريعة ومدروسة، تذهب بعيداً عن أعيننا، وتضمحل بين ثنايا جوارحنا الجائعة والمخذولة، نقول: صنعاء.. صنعاء، ترد علينا: بصمت عجيب ولغة بلون الدم والوجع.
الأكثر وجعاً على اليمنيين بعد سنوات من الحرب والجوع والتهجير والإرهاب الحوثي، هو أن يتم استبقاء الوجوه الإيرانية تخنق صنعاء من خلال التفاوض السياسي، ولا بد قبل التفاوض أن يتم استعادة وجه صنعاء اليمني ودحر التواجد الإيراني، ولن يتم ذلك إلا بالبندقية والدماء الزكية.