ضاقت الدنيا بنا والوضع خارب
وعلينا حلقت من كل جانب
نشرب المر ولا زالت بنا
نفس شخص بشراب المر راغب
ليس حبا فيه لكن خوفنا
من مرارات توارى في العواقب
في بلاد إن تجاوزنا بها
صعب عيش كلما جاءت مصاعب
وإذا ما أطفئت فيها لظى
نار حرب جاءت الأخرى تواكب
ننتهي من حرب أحزاب إلا
حرب أخرى بين أتباع المذاهب
نشتكي الظلم إلى أصحابه
مثل ظل يشتكي جسما مصاحب
كم تركنا حرب كانت بيننا
ثم عدناها بأطماع الأجانب
كم صنعنا نصرنا من بعضنا
وأيادي غيرنا تجني المكاسب
كم عزمنا السير عن أحزاننا
ولها الأحزان قادتنا مواكب
دون علم أننا سرنا لها
هربا منها لها كنا المراكب
كطيور هجرت أقفاصها
واستقرت بين أجحار الثعالب
ولنا بالأمس من تاريخنا
قصه أخرى بقاموس العجائب
عندما الأحزاب قادت ثورة
ضد حكم تعتلي فيه المناصب
ونظاما هي تعني بعضه
ووزارات لها فيها حقائب
فانبرت أبواقها معلنة
ثورة شعبيه والشعب غاضب
ومضت قطعانها رافضة
كل إذعان لتنفيذ المطالب
كان حكما فاسدا أركانه
هم لصوصيون من أعلى المراتب
لا خلاف حول هذا إنما
حول من ساروا طريقا غير صائب
فتحوا الباب ولا إذن لهم
تسمع الماضي ولا عينا تراقب
جهلت ساحاتهم أن له
ساحة أخرى لتجهيز الكتائب
خشية التأبيد في السلطة أو
خيفة التوريث من بعض الأقارب
أفقدتنا سلطة نملكها
نحن نعطيها ونسلبها نحاسب
نرجع العداد صفرا أو لنا
نقلع العداد في الوقت المناسب
عبر صندوق انتخاب قوله
حكما ما بيننا والشعب ناخب
افتقدنا أمس حريتنا
ولها قد أحرقت كل التجارب
في مسيرات بأسماء الحياة
شيعت جثمانها كم يا مواكب
ذهبت آمالنا في دولة
لتعد حقا إلهيا وواجب
لسلالات أتت من كهفها
باسم هذا الحق للشعب تناصب
عبدالسلام الغرباني