أين الحكومة من فايروس كورونا يا قوم؟ المصابون عددهم خمسة آلاف ومائة، وقد توفي منهم الخُمس، وهذا العدد ليس فوق قدرة الحكومة.. ثم ما لها حملة التحصين تأخرت، وكان موعدها شهر مارس؟
عدد المصابين وعدد الوفيات الذي تذكره الحكومة تشكك فيه منظمة الصحة العالمية ومنظمة أطباء بلا حدود وغيرهما، إذ تقولان إن العدد الحقيقي للإصابات والوفيات أكثر من ذلك بكثير.. والشك في محله، فعدد مثل هذا يصاب به في يوم واحد رجال ونساء في دولة مجاورة عدد سكانها أقل من عدد سكان المحافظات الخاضعة للحكومة اليمنية، ويحصل سكانها على خدمات صحية راقية، وتنفذ إجراءات وقائية صارمة.
لنفترض أن عدد المصابين بالفايروس خمسة آلاف ومائة شخص، فأي حكومة هذه التي تتواضع قدراتها إلى ما دون هذه الخمسة؟ وأين هي من تعز التي يدفن فيها ضحايا الفايروس في قبور جماعية هذه الأيام؟
لقد أصبحت تعز تتصدر قوائم الإصابات اليومية، بعد أن كانت الثالثة بعد حضرموت وعدن.. الوضع عصيب حقا من كل جهة وجانب!
هذا الدكتور راجح المليكي مدير مكتب وزارة الصحة بتعز قال قبل يومين إنهم عدوا أربعمائة وستة وخمسين مصابا، وستين متوفياً بينهم ثلاثة أطباء، في التسعة والثلاثين يوما الأخيرة.. بينما خلال ثلاثة شهور من العام الماضي كان عدد المصابين 331 شخصا، والموتى 81، وهذا يرينا أن الهجوم الكوروني هذه المرة عنيف، أصبحت تشعر به 30 منظمة غير حكومية أطلقت أمس نداء للاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والقطاع الخاص اليمني للتحرك.
كورونا يواجه بالعقاقير، والإجراءات الاحترازية التي يتبعها الراشدون في العالم كله، ويواجه بمراكز صحية ومستشفيات مجهزة بالأجهزة الطبية.. ولا يواجه بصلاة استسقاء ولا استغفار.. يقول مدير المستشفى الجمهوري التعليمي إنه لم يتسلم ريالا واحدا لمركز العزل، ولم تصل بعد العشرون مليون ريال التي وعدت بها السلطة المحلية لتوسعة مركز العزل في المستشفى نفسه، ولا اسطوانات الأكسجين، ولا أجهزة التنفس الصناعي، وأمس تفضل الدكتور شوقي الشرجبي وكيل وزارة الصحة بزيارة المركز، ليستمع من مديره إلى (جملة الإشكالات التي تعترض سير العمل..)، بينما الإخوان هناك يريدن مواجهة الفايروس، من حيث هم يمكنونه من الناس.. قال لك: إقامة صلاة الاستسقاء في المساجد، ومقاومة الفايروس بالاستغفار والتوبة، والرجوع إلى الله، وكأن وزارة الأوقاف قد شاهدتهم يهربون منه.
المساعدة المؤكدة التي تلقاها القطاع الصحي في تعز حتى الآن جاءت من خارج الحكومة.. وهي الأربعين المليون ريال التي قدمها قائد المقاومة الوطنية العميد طارق محمد عبد الله صالح، لشراء أسطوانات أوكسجين، بذلات، مواد وقاية، شرائح الفحص السريع، ومكافآت للأطباء والعاملين الصحيين، وقد خول المحافظ مدير مكتب الصحة باستلام المبلغ.
المبادرة الثانية جاءت من رجل الأعمال والمحافظ الأسبق شوقي أحمد هائل، الذي دعم هيئة مستشفى الثورة العام بأجهزة طبية مختلفة قيمتها تزيد عن خمسين ألف دولار، قد تصل من الخارج قريبا، وفاقا لقول رئيس الهيئة.