مصطفى النعمان
مهازل الشرعية وفسادها في "عام التعافي"
المشهد الأول:
مجلس القضاء الأعلى المناط به حماية الدستور واحترامه سافر للقاء الرئيس في مقره الدائم بالرياض.. ثم لم يرف له جفن بالموافقة بأثر رجعي على تعيين نائب عام بطريقة غير دستورية.. مقابل حصولهم على مستحقاتهم و"طز" في الدستور والقوانين.
المشهد الثاني:
تقدم مدير أمن لحج بطلب لإلقاء القبض على قائد لواء النقل في الحماية الرئاسية بتهمة الإرهاب فرد الأخير بطلب مماثل لإلقاء القبض على مدير أمن لحج بنفس التهمة.
المضحك أن الاثنين استخدما أوراقا رسمية عليها شعار الجمهورية واستخدما ختمًا، النسر الجمهوري.
مهازل الشرعية وفسادها في "عام التعافي" والمصفوفات تستحق أن تكون مسلسلا ساخرا ليتعرف الخلق على كوارثها.
* * *
مذهل حد الصدمة أن الكل في اليمن يعلم أن خط النهاية هو هاوية الفناء الذي نشاهده في كل اليمن، إلا أنهم يسرعون نحوه بأقصى جهد وبإيمان عجيب، ولا يقبلون ولا يرغبون في التوقف للحظة واحدة لالتقاط أنفاسهم وإعادة التفكير في مصيرهم.
غبي وأحمق من ظن أنه يستطيع أن ينجو بنفسه مهما بذل لتأمين ذاته، فالإنسان لا يمكن له أن يحجب نفسه عن محيطه الجائع المريض الفقير، وما لا تدركه الجماعات المتحكمة بمصائر الناس أنها لن تنجو هي الأخرى مهما اكتنزت من الثروات.
* * *
الاستقطابات التي أحدثتها الخلافات الإقليمية انخرط فيها كثيرون ارضاء لأطرافها.
اليوم تجري تحولات جذرية في مكونات التحالفات القديمة، الحديثة، وستتبدل مواقع الدول وتصنيفاتها عند المطبلين.
مشكلة العالم العربي الأزلية أن تحالفاته هشة وتحولاته مضطربة وبلا رؤية مستقبلية طويلة الأمد.
*جمعه نيوزيمن من منشورات للكاتب على صفحته في الفيس بوك