كان اليوم الخامس والعشرون من شهر أغسطس2017، يوما عسيرا في جمهورية الهند، وخاصة في مدينة بانشكولا في ولاية البنجاب.. خرج نحو ثلاثمائة ألف متدين من بيوتهم إلى شوارع بانشكولا، وبقدر أقل في العاصمة دلهي، وفي مدن صغيرة.. دمر الغاضبون سيارات خاصة وعامة، واعتدوا على الصحافيين وكسروا الآلات التي كانت في حوزتهم، وأشعلوا النار لحرق عربات القطارات، وحطموا المحال التجارية.. وأثناء الهياج والتدافع قتل من أولئك المتدينين الغيورين تسعة وعشرون شخصا، وجرح ألوف منهم.. كان أولئك الهائجون من أتباع الطائفة الدينية التي تطلق على نفسها اسم ديرا ساشا ساودا.. توسعت أعمال التخريب، فتدخلت الشرطة واعتقلت نحو ثلاثة آلاف، وزعتهم على ثلاثة ملاعب كرة قدم، وأعلنت حظر التجول، وأغلقت المدارس والمكاتب الحكومية والطرقات، وأوقفت حركة القطارات، كما أغلقت حدود ولاية البنجاب لمنع تدفق الغيورين الآخرين من هاريانا المجاورة.
في ذلك اليوم وصل إلى محكمة بانشكولا، رجل الدين غورميت رام رحيم سينغ، زعيم طائفة ديرا ساشا ساودا، محاطا بحراس معبد الطائفة الذي يقع في منطقة هاريانا تتقدم سيارته خمسون سيارة، وتليها خمسون أخرى لجعل الموقف مهيبا..
لقد كان ذلك اليوم هو الموعد الذي حددته المحكمة للنطق بحكمها بحق رجل أدين باغتصاب امرأتين داخل معبد مقدس.. ذلك الرجل هو غورميت رام رحيم سينغ، زعيم طائفة ديرا ساشا ساودا.. أما أولئك الغاضبون الذين ضحوا بأنفسهم، واحرقوا وخربوا كل شيء قدروا عليه، فهم اتباعه المتعصبون.. ومع ذلك احتجزته الشرطة بعد النطق بالحكم، ونقلته إلى السجن يقضي مدة العقوبة..
لقد قتل تسعة وعشرون من أولئك المتدينين أنفسهم، وفعلوا خرابا، في سبيل إنقاذ إمامهم الذي اغتصب امرأتين داخل المعبد الرئيسي للطائفة!.
كانوا يودون حماية رجل أقدم على أفعال دنيئة داخل المعبد، وعندنا تسمى عمامة رجل الدين دنية، والفعل الشائن يسمى أيضا دنية.. ولنا في هذا كلام، عن أئمة في مدن يمنية التاطوا بأطفال داخل مساجد تقام فيها الآن صلوات التراويح.. كانوا ينجون من العقاب دائما، لأن متدينين مثلهم كانوا يدفعون عنهم المساءلة وليس العقاب فحسب، في حين لم ينج أمثالهم في بلاد الغرب، وفي الهند أيضا، كما رأينا في حالة القديس غورميت رام رحيم سينج قبل قليل، وقبل ثلاثة أعوام كانت راهبة هندية تقول: أشعر أن الكنيسة الكاثوليكية لا تنشغل إلا بالقساوسة الرجال.. أرسلت أربع شكاوى إلى بابا الكنيسة في الفاتيكان، وإلى ممثل البابا في العاصمة دلهي، تقول فيها إن فرانكو مولاكال اغتصبها ثلاث عشرة مرة خلال ثلاث سنوات وهي مكرهة.. لكن لا البابا ولا ممثله فعلا شيئا بحق فرانكو، لأن هذا الأخير كان من كبار الأساقفة الكاثوليك في ولاية كيرالا الهندية، وجاءت النصفة من الشرطة التي اعتقلته في أواخر شهر سبتمبر 2018، واقتادته إلى القضاء..
وفي شهر فبراير الماضي قال أحد رجال شرطة المباحث الفيدرالية الأميركية إن المتدين غريغوري داو، كان ذئبا على شكل حمل، وتساءل بعض الكينيين كيف قبلنا به؟ وذلك بعد أن علموا أن لغريغويري سوابق في الاغتصاب الجنسي في الولايات المتحدة، قبل مجيئه إلى كينيا عام 2008.. فقد استطاع وزوجه المتدينة أيضا، إقناع بعض الكنائس الأميركية بتمويل مشروعه الإنساني.. إنشاء ملجأ للأيتام في كينيا.. وشرع بعمله، ثم فجأة ترك الملجأ وغادر كينيا وإلى بلاده في العام 2017، ولأنه صاحب سوابق استجوبته المباحث الأميركية فاعترف لها أنه أقام علاقات جنسية مع فتيات قاصرات أثناء وجوده في كينيا، لكن التحقيقات المستمرة كشفت أنه اغتصب في مقر مشروعه الإنساني (ملجأ اليتامى) عددا كثيرا من اليتيمات، لم يزد عمر بعض منهن عن عشر سنوات، وكان لزوجه الفضل في عدم كشف جرائمه طوال عشر سنوات في كينيا، إذ كانت تحيط الضحايا برعاية خاصة، وتزودهن بوسائل منع الحمل.. غريغوري داو يقضي الآن فترة العقوبة التي قررتها المحكمة الأميركية وهي السجن خمسة عشر عاما.