7/7 كما وثّقه الكاتب والشاعر السوري بشير البكر، في كتابه "حرب اليمن: القبيلة تنتصر على الوطن"، ص 88- 89.
والبكر كان في عدن خلال تلك الفترة ـأي شاهد عيان.
يعمل البكر حاليا رئيس تحرير "العربي الجديد":
(ما تعرضت له عدن بعد سقوطها، وعلى مدى أسبوع يفوق الوصف، ولكن يمكن تلخيصه بعبارة واحدة "السبي الكيفي المُنظم".
أي أن هناك تجاوزات منظمة وتجاوزات كيفية.
لكن اختلاط الناهبين من جنود ومقاتلي القبائل والإسلاميين أراح الحكومة في صنعاء من المسؤولية من دم تلك المدينة التي تفرق بين القبائل.
لقد نُهبت المؤسسات والقطاعات العامة للدولة والمحلات والمتاجر وأرزاق المواطنين وممتلكاتهم من سيارات وأدوات كهربائية ومواد غذائية وأثاث، فاكتظ طريق عدن -صنعاء البري على نحو غير معهود بالسيارات الذاهبة شمالاً وهي تحمل الغنائم أو تلك الآتية للبحث عن الغنائم.
فخبر سقوط عدن والفتوى لاستباحتها انتشرا بسرعة البرق في أوساط الشمال، الذي هبت قبائله للسبي.
وبعد أسبوع من السبي، والجانب الرسمي المحلي والعربي والدولي مطبق في صمته، خرج نائب رئيس الوزراء ليقول إن عمليات النهب توقفت.
فرد عليه عُمر الجاوي، الذي عُين بعد الحرب رئيساً للجنة إنقاذ عدن، بالقول: "لم يبق ما يُنهب"!)
والأمر ذاته ينطبق على باقي محافظات الجنوب.
* * *
الفكرة الرئيسية المحركة لغزوة 1994:
"ومن هُنا ازدادت قوة عنصر المناطقية في التحالف بين الرئيس صالح وحزب الإصلاح، على أساس شمال ضد جنوب يحاول استعادة شخصيته، وهو ما سوف يتبلور لاحقاً على نحوٍ واضح لا يقبل اللبس والتأويل، عندما أعلن الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر قبل الحرب بحوالي أسبوعين، أن الأقلية الجنوبية تُحاول الانفصال للاستئثار بثلثي ثروات وأراضي وممرات وسواحل اليمن البحرية، لتحويل الأكثرية الشمالية إلى عمالة، وما علينا سوى أن نعد سلاح الأكثرية لإفشال مشروع الأقلية حتى لو أدى الأمر إلى أبادتها".
بشير البكر، حرب اليمن: القبيلة تنتصر على الوطن، ص5
*جمعه "نيوزيمن" من منشورات للكاتب على صفحته في الفيسبوك