نزعم أن أكثر القراء قد وقفوا على المثل الشعبي السيار بين اليمنيين، ولفظه: أين بيتها عليها لعنة الله؟!
ولهذا المثل قصة.. وهي أن خطيب جمعة تعرض إلى امرأة في الحي.. قال هي فاسقة، لا ترد يد لامس.. أي أنها مومس، بائعة هوى.. ولكثرة الأوصاف الجنسية التي ذكرها خطيب الجمعة في هذه جارة الحي، تحرك في أحد السامعين ذلك الشيء الذي تعرفونه.. فقام من الصف يسأل الخطيب: أين بيتها عليها لعنة الله؟!
ظن المصلون أن غيرة الرجل قد تحركت، بينما كان في حقيقة أمره يود التعرف على عنوانها ليقضي منها وطره، أسوة بزبائنها الآخرين.
حضر إلى ذهننا هذا المثل بينما كنا نتابع أخبار آخر غزوات غيارى الجماعة الحوثية.. غزوة ذات الكناشل.
الغزوة التي غزوا بها محلات بين الملابس، وكسروا فيها بياعي الملابس على البسطات والعربات كسرة مهولة.. حيث صادروا كل قطعة ملابس نسوية ملصق بها صورة دعائية.. حمالات الصدور (الكناشل).. الكلسونات.
قالوا هي بضائع إسرائيلية، لكنهم تحاشوا ما يتعلق بالذكور على الرغم من أن الملصقات الدعائية المرفقة بها مثيرة لانتباه المرهقين والمرهقات جنسياً.
السلوك الذي أبداه أتباع عبد الملك الحوثي في غزوة ذات الكناشل، هو سلوك أشخاص مكبوتين جنسياً.. ينم عن اشتهاء الأنثى، لكنه يتقنع بقناع الفضيلة.. سلوك ينم عن رغبة جنسية مكبوتة.. رغبة لم تتحقق في الصغر داخل مجتمع محافظ يقيم جداراً عازلاً بين الجنسين، فتم ترحيل هذه الرغبة، إلى الباطن.. بعد البلوغ سرعان ما تقفز من الباطن إلى السطح متخذه أشكالاً متعدد من الاهتمام بكل ما هو أنثوي، بما في ذلك الأعضاء التناسلية، وملابس الإناث، خاصة منها الداخلية الكناشل والكلسونات.. في حالات كثيرة ينتج هذا السلوك عن ممارسة آثمة، أو عن مثلية جنسية.
هذا الانحراف الذي أبداه غيارى الجماعة الحوثية، تم العبير عنه على المستوى العملي في غزوة ذات الكناشل، وما ارتبط بها من غنائم.. مصادرة ملابس النساء من المتاجر وإحراق الصور التي تسوق لجوارب الساقين وحمالات الصدور والكلسونات.
أما على المستوى اللفظي فقد تم التغطية على هذا الانحراف، بكلمات وجمل من قبيل: الحشمة، المسيرة القرآنية، حماية الأخلاق، الهوية الإيمانية، التقاليد والعادات.. وزيادة في التضليل قالوا إن هذه الملابس إسرائيلية جلبت إلى صنعاء من عدن!
في المحصلة النهائية تتكشف لك هشاشة أخلاقهم.. خاصة وقدر رأيت أن الكنشلي أصبح ذريعة للنشل، والكلسون موضوعاً للنصب، والصورة المروجة للسلعة مدعاة للكسب غير المشروع، والنطاق مبرراً للابتزاز.