الحوثي يحظر تصوير مواقع القصف الإسرائيلي ويثير مخاوف من التعتيم على الخسائر

السياسية - Saturday 13 September 2025 الساعة 08:59 pm
صنعاء، نيوزيمن:

تكشف الإجراءات الأخيرة لميليشيات الحوثي المدعومة من إيران عن استراتيجية مدروسة للتعتيم الإعلامي على الخسائر التي تتعرض لها الميليشيات جراء تصاعد الغارات التي يشنها جيش الإحتلال الإسرائيلي على مواقعها في صنعاء وعدة محافظات يمنية.

وأصدرت وزارة الداخلية التابعة لميليشيا الحوثي الحوثي في صنعاء، تحذيراً صارماً للمواطنين يمنع تصوير أو نشر أي مشاهد للأماكن التي تتعرض لقصف الاحتلال الإسرائيلي، مهددةً باتخاذ "الإجراءات القانونية بحق كل من يقدّم خدمة للعدو" كما جاء في بيانها.

وقالت الوزارة في بيان نشرته وسائل الإعلام التابعة للجماعة، إن "توثيق جرائم العدوان سيتم عبر الجهات الرسمية المختصة"، فيما سبقها تعميم مشابه من مكتب النائب العام التابع للحوثيين، حذر فيه المواطنين والقنوات الإعلامية من نشر أي صور أو مقاطع فيديو توثق الهجمات الإسرائيلية على صنعاء وبقية مناطق سيطرة الجماعة.

وقبل أيام نشرت الميليشيات تصريحًا على لسان مكتب النائب العام، تحذيرًا مماثلًا أوضحت فيه أن هذا الإجراء جاء "حرصًا على سلامة المواطنين والمصلحة العامة وبناءً على مقتضيات الاحتياطات الأمنية"، مضيفاً أن "الإجراءات القانونية الحازمة ستُتخذ تجاه كل من يخالف ذلك".

هذه التغيرات تكشف الوجه الحقيقي لأسلوب الحوثيين في التعامل مع المعلومات: محاولة السيطرة على السرد الإعلامي، وإخفاء الحقائق حول الاستهداف المباشر للمواقع القيادية أو العسكرية، وتقديم روايات مضللة تهدف إلى تصوير الخسائر على أنها اقتصرت على المدنيين فقط. كما تعكس هذه السياسة تخوف الجماعة من فقدان الدعم الشعبي إذا انكشفت حقيقة الأضرار والخسائر، وتسلط الضوء على الطبيعة القمعية لإدارتها الإعلامية، التي تجعل المواطنين رهائن للرواية الرسمية وتزيد من فجوة الثقة بين الجماعة والمجتمع المحلي.

مصادر محلية في صنعاء أوضحت أن هذا التحرك يعكس مخاوف الجماعة الحقيقية من كشف حجم الخسائر التي تتكبدها جراء الغارات الإسرائيلية، مؤكدة أن البيانات المتكررة من الداخلية والنائب العام تهدف لإخفاء تفاصيل هامة من المواقع المستهدفة، وكذلك الشخصيات والقيادات البارزة التي تتعرض للقصف.

وأضافت المصادر: "الميليشيات كانت خلال حرب 2015 تدعو المواطنين لتوثيق أماكن قصف قوات التحالف العربي تحت شعار فضح جرائم العدوان، واليوم هي نفسها تمنع التصوير في المواقع التي تتعرض للقصف الإسرائيلي". وأضافت المصادر أن الهدف هو "تقديم صورة كاذبة بعد القصف، والادعاء بأن الهجمات استهدفت مواقع مدنية والخسائر اقتصرت على مواطنين أبرياء، في حين أن الوقائع غالبًا مختلفة"، مشيراً إلى أن "التشديد الحوثي عبر بيانات متكررة له خفايا وأجندة خبيثة لا علاقة لها بحماية المواطنين كما تحاول الجماعة التبرير به".

وأكد المصدر أن هذا التعتيم يمثل جزءاً من استراتيجية الجماعة الإعلامية، التي تسعى إلى "إعادة إنتاج روايات مضللة حول طبيعة الخسائر والمواقع المستهدفة، وطمس أي دلائل على الاستهداف المباشر لمواقع قيادية أو عسكرية"، مضيفاً أن "أي محاولة لتصوير الأضرار الحقيقية أو توثيق المشاهد بعد القصف تُعتبر بمثابة 'خدمة للعدو' بحسب تصنيف الجماعة".

وتعكس هذه الإجراءات حدة التوتر بين محاولات الحوثيين لإظهار سيطرتهم الإعلامية، والواقع العسكري المتأزم أمام الغارات الإسرائيلية التي تستهدف مواقع حساسة، وفقاً لما تؤكده المصادر المحلية، مشيرة إلى أن "سياسة التعتيم قد تزيد من الشكوك داخل أوساط المجتمع المحلي وتؤدي إلى فقدان الثقة في روايات الجماعة".

وتأتي هذه التطورات في وقت تتزايد فيه الغارات الإسرائيلية على مواقع داخل مناطق سيطرة الحوثيين، وهو ما يجعل حجم الخسائر الفعلية وماهية الأهداف المستهدفة محل متابعة محلية ودولية، وسط تحذيرات من استمرار التضليل الإعلامي ومحاولات الجماعة للسيطرة على المعلومات المتاحة للصحفيين والمواطنين.