مشروع مياه جحزر ينقذ مئات الأسر في ريف المخا من العطش
المخا تهامة - منذ ساعتان و 44 دقيقة
في قرية جحزر بعزلة الجمعة بريف مدينة المخا الساحلية، كانت رحلة الحصول على الماء تشكّل معاناة يومية لأهالي المنطقة، الذين اضطروا لقطع مسافات طويلة تحت حرارة الشمس من أجل جلب ما يسدّ حاجتهم من المياه.
النساء والأطفال كانوا الأكثر تأثرًا بهذه المشقة، إذ بات تأمين المياه النظيفة أولوية تُرهق الأسر وتستنزف وقتها وجهدها، وسط ندرة حادة وجفاف متزايد ضرب ريف مديرية المخا في السنوات الأخيرة. لكن هذه المعاناة بدأت تنحسر مع بدء الضخ التجريبي لمشروع مياه جحزر، الذي يمثل بارقة أمل جديدة تنقذ مئات الأسر من العطش وتعيد إليهم حقهم الطبيعي في الحياة الكريمة.
وبدأت في عزلة الجمعة بريف مديرية المخا غربي محافظة تعز، أعمال الضخ التجريبي لمشروع مياه قرية جحزر، بتمويل من عضو مجلس القيادة الرئاسي ـ قائد المقاومة الوطنية ورئيس مكتبها السياسي الفريق الركن طارق صالح، في إطار الجهود الإنسانية والتنموية الهادفة إلى تحسين الخدمات الأساسية في المناطق المحرومة.
واطلع مدير عام مديرية المخا سلطان عبدالله محمود، برفقة مدير خلية الأعمال الإنسانية في المقاومة الوطنية عبدالله الحبيشي، على سير الضخ التجريبي الذي تبلغ طاقته الإنتاجية سبعة لترات في الثانية في مرحلته الأولى، تمهيدًا لتزويد الأهالي بالمياه بصورة منتظمة ومستدامة.
ويستهدف المشروع توفير المياه النظيفة لأكثر من 430 أسرة في قرية جحزر والتجمعات السكانية المجاورة، التي كانت تعاني لسنوات طويلة من شح المياه وصعوبة الوصول إلى مصادرها، في ظل غياب مشاريع المياه الحكومية والخدمات الأساسية.
وأكد مدير عام المديرية سلطان عبدالله محمود أن هذا المشروع يُعد خطوة نوعية نحو التخفيف من معاناة المواطنين، مشيدًا بالدعم السخي والمبادرات المتواصلة التي يقدّمها الفريق طارق صالح عبر خلية الأعمال الإنسانية في المقاومة الوطنية، والتي باتت ركيزة أساسية في النهوض بالبنية الخدمية للمناطق المحرومة.
وأشار إلى أن مشروع مياه جحزر يجسد نموذجًا للتكامل بين العمل الإنساني والاحتياجات المجتمعية، حيث يُسهم في تأمين مورد مائي مستدام يضمن الاستقرار المعيشي والصحي للأهالي، ويقلل من الأعباء التي كانت تقع على كاهل النساء والأطفال في جلب المياه من مسافات بعيدة.
وبحسب مسؤولين محليين، فإن المشروع لا يقتصر على الضخ فحسب، بل يشمل تركيب شبكة توزيع حديثة وخزانات رئيسية لضمان وصول المياه إلى كافة المنازل، في خطوة تُعيد الحياة إلى واحدة من أكثر المناطق عطشًا في ريف المخا.
ويأتي تنفيذ هذا المشروع ضمن حزمة من المبادرات التنموية التي تتبناها المقاومة الوطنية في قطاعات المياه، والتعليم، والصحة، والبنية التحتية، في إطار استراتيجية شاملة تهدف إلى تعزيز الاستقرار المجتمعي ودعم صمود المواطنين في الساحل الغربي.