خنق إنساني متواصل.. اعتقالات حوثية جديدة تطال موظفين أممين في صنعاء
السياسية - منذ 4 ساعات و 12 دقيقة
صنعاء، نيوزيمن:
تواصل ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران حملتها الممنهجة ضد العاملين في المنظمات الأممية، في تصعيدٍ جديد يعكس نهج الجماعة في استخدام أدوات الترهيب والابتزاز السياسي لإحكام السيطرة على النشاط الإنساني داخل مناطق نفوذها.
فبعد أيام فقط من الإفراج عن عدد من الموظفين الأجانب بوساطة عُمانية، شنّت الميليشيا حملة مداهمات واعتقالات استهدفت موظفين يمنيين تابعين لبرنامج الأغذية العالمي ومنظمات أخرى، في خطوة تُظهر استمرار سياسة "الخنق الإنساني" التي تنتهجها الجماعة للهيمنة على موارد المساعدات ومساراتها.
وكشف الصحفي فارس الحميري عن حملة مداهمات واعتقالات جديدة شنتها الميليشيا، طالت عدداً من الموظفين المحليين العاملين في المنظمات الإنسانية بصنعاء، مشيراً إلى أن المعتقلين تم اقتيادهم إلى جهة مجهولة. وبهذا يرتفع عدد الموظفين المحليين العاملين في المنظمات الأممية المختطفين لدى الميليشيات إلى نحو 60 موظفًا في صنعاء ومحافظات أخرى.
وقال الحميري، في سلسلة تغريدات على منصة “إكس”، إن ميليشيا الحوثي نفذت حملة مداهمات واعتقالات ليلية استهدفت عاملين إنسانيين في منازلهم بعدة أحياء سكنية في صنعاء، مضيفاً أن من بين المعتقلين خمسة يمنيين من العاملين في منظمات الأمم المتحدة، بينهم أربعة موظفين في برنامج الأغذية العالمي (WFP)، فيما تم اعتقال الموظف الخامس من مجمع سكن الأمم المتحدة في حي حدة جنوب صنعاء.
وأشار الحميري إلى أن جميع المعتقلين اقتيدوا إلى وجهة مجهولة دون معرفة أسباب الاحتجاز أو السماح بالتواصل مع ذويهم أو مؤسساتهم، في انتهاك صارخ للحصانة الوظيفية والاتفاقيات الدولية التي تحكم عمل المنظمات الإنسانية.
ويأتي هذا التصعيد بعد أيام قليلة من إفراج الحوثيين، بوساطة عُمانية وتوجيهات إيرانية، عن 15 موظفًا أمميًا يحملون جنسيات أجنبية كانوا قد اختُطفوا سابقًا، بينهم 12 أجنبيًا جرى تسفيرهم مباشرة عبر مطار صنعاء، في مشهد يعكس تناقض الجماعة بين الانصياع المؤقت للضغوط الدولية من جهة، واستمرارها في قمع العاملين المحليين من جهة أخرى.
ويرى مراقبون أن هذه الإجراءات تمثل محاولة واضحة من الحوثيين لابتزاز الأمم المتحدة والمنظمات الدولية العاملة في اليمن، خاصة مع تزايد الانتقادات لسياسات الجماعة في نهب المساعدات الإنسانية وتقييد حركة المنظمات، إضافة إلى سعيها المستمر لتوظيف العمل الإنساني كأداة ضغط سياسي واقتصادي.
ويحذر مراقبون من أن استمرار هذه الانتهاكات سيؤدي إلى مزيد من العزلة الدولية للحوثيين، ويهدد بوقف أنشطة الإغاثة في مناطقهم، ما ينذر بتفاقم الأزمة الإنسانية التي يعيشها ملايين اليمنيين تحت سلطتهم.
>
