عُمان تُهدد بالفوضى والحوثي انتقاماً لخسارة نفوذها في المهرة وحضرموت

السياسية - منذ ساعتان و 49 دقيقة
حضرموت، نيوزيمن، خاص:

بعد صمت لأكثر من أسبوع، خرجت سلطنة عُمان عن صمتها إزاء الأحداث في محافظتي المهرة وحضرموت، مهددة بتحريك أوراقها لمنع تثبيت الواقع الجديد هناك.

وجاء موقف مسقط عبر افتتاحية صحيفة "عُمان" الرسمية، وصفت فيها الأحداث الأخيرة في محافظة المهرة ووادي حضرموت بأنها "اللحظة الأخطر في تاريخ اليمن الحديث".

افتتاحية الصحيفة، التي تمثل رأي النظام في مسقط، عكست حجم انزعاجه من نتائج الأحداث بسيطرة القوات الجنوبية التابعة للمجلس الانتقالي على مديريات وادي وصحراء حضرموت، والتمدد نحو محافظة المهرة الحدودية مع عُمان، والتي تعتبرها الأخيرة منطقة نفوذ تاريخي لها.

حيث اعتبرت الأحداث بأنها تذهب باليمن "نحو صراع نفوذ وخطر تقسيم داخلي"، مشيرةً إلى أهمية ما تمثله محافظتا حضرموت والمهرة بالنسبة إلى مسقط، إذ قالت إن "المهرة مفصل حساس يجاور دولاً، وتعيش فيه المجتمعات على حركة الناس والبضائع والمعابر".

وهو تلميح إلى حساسية المحافظة بالنسبة إلى مسقط، والتلميح أيضاً إلى خشيتها من أن يؤثر الواقع الجديد على عمليات التهريب التي تُديرها شبكات وجماعات موالية لعُمان في المهرة ووادي حضرموت، لصالح مليشيا الحوثي المدعومة من إيران.

افتتاحية الصحيفة تضمنت هجوماً حاداً ضد دول التحالف العربي، وتحميلها مسؤولية ما حدث، مع تهديدات صريحة من قبل مسقط بمنع تثبيت الواقع الجديد في محافظة المهرة ووادي حضرموت.

حيث شددت افتتاحية الصحيفة، قائلة: "لا ينبغي تحويل حضرموت والمهرة إلى ساحة تنافس نفوذ إقليمي عبر وكلاء محليين، ولا إلى ورقة ضغط في مساومات مؤقتة"، في لغة اتهام واضحة تتطابق مع لغة مليشيا الحوثي الإرهابية ضد دولتي التحالف، الإمارات والسعودية، وحلفائهما على الأرض، وعلى رأسهم المجلس الانتقالي الجنوبي.

مليشيا الحوثي، التي تحظى برعاية سياسية ولوجستية خلال سنوات الحرب من قبل مسقط، كانت إحدى الأوراق التي لوحت بها الأخيرة لإرباك المشهد الجديد في شرق اليمن، حيث هددت الصحيفة بأن "القوى المؤثرة في اليمن قادرة على كبح تمددات أحادية، ودفع الأطراف إلى ترتيبات أمنية تحمي المجتمعات المحلية".

وفي سياق لغة التهديد، وصفت "صحيفة عُمان" الأحداث الأخيرة بأنها "عبث خطير"، وأضافت أنه "فتح باباً كبيراً لا يمكن أن يُغلق بسهولة، حتى لو أراد أهله غلقه في لحظة من اللحظات"، في تهديد غير مسبوق بعرقلة مسقط لأي تفاهمات قد يتم التوصل إليها بين الأطراف اليمنية برعاية دول التحالف.

وهو ما عادت الصحيفة لتؤكد عليه في ختام الافتتاحية، بالإشارة إلى رفضها للجهود التي تبذلها قيادة التحالف للتوصل إلى تفاهمات داخل معسكر الشرعية لتجاوز الأحداث الأخيرة في المحافظات الشرقية، دون مراعاة لمصالح ومطالب مسقط.

حيث ختمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول إن "لغة التهدئة لا تكفي إذا كانت الأرض تتحرك في الاتجاه المعاكس"، وإن "ما يلزم هو وقف واضح لأي خطوات توسعية"، مؤكدةً أن ذلك "أهم شرط في سبيل إنقاذ فكرة اليمن الواحد، وحماية شرقه من أن يتحول من منطقة تعافٍ إلى جبهة صراع وتقسيم جديدة".

اللافت أن صدور هذا الموقف من جانب عُمان جاء عقب زيارة وفد قيادة التحالف إلى العاصمة عدن، ولقائه بقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي في قصر المعاشيق، لبحث ترتيبات تطبيع الأوضاع في محافظتي المهرة وحضرموت عقب الأحداث الأخيرة.

وعقب الزيارة واللقاء، كشفت تقارير إعلامية عن ملامح تفاهمات بين الطرفين لإعادة ترتيب المشهد عسكرياً في محافظتي المهرة وحضرموت، عبر خطة لإعادة الانتشار بين كل من القوات المسلحة الجنوبية، وقوات النخبة الحضرمية، وقوات ردع الوطن.

وهي تفاهمات تعني عملياً ضربة مؤلمة للنفوذ الذي كانت تتمتع به مسقط في شرق اليمن، وخاصة في محافظة المهرة الحدودية، ما دفعها إلى الخروج عن صمتها، وإبداء موقفها من الأحداث، والتهديد بتحريك أوراقها ضد المشهد الجديد على حدودها.