استنفار إخواني غير مسبوق في مأرب وسط مخاوف من تحولات عسكرية
السياسية - Tuesday 16 December 2025 الساعة 09:42 pm
مأرب، نيوزيمن، خاص:
تعيش قيادات حزب الإصلاح الإخواني المقيمة في محافظة مأرب، شمال شرق اليمن، حالة من التوتر المتصاعدة في وقت تشهد فيه الساحة اليمنية إعادة اصطفاف سياسي وأمني عقب الأحداث الأخيرة التي شهدتها محافظتا حضرموت والمهرة، وتصاعد الحديث عن تحركات عسكرية محتملة قد تعيد رسم موازين القوى داخل معسكر الشرعية.
وتُعد مأرب، أحد أهم مراكز الثقل العسكري والسياسي للتنظيم الإخواني باليمن، وتمثل نقطة ارتكاز حساسة لأي تغيير محتمل، الأمر الذي يفسر ارتفاع منسوب القلق داخل صفوف قيادات حزب الإصلاح، لا سيما القادمة من محافظات الساحل الغربي وعلى رأسها الحديدة.
وفي هذا السياق، كشفت مصادر قيادية في حزب الإصلاح بمحافظة الحديدة، المقيمة حاليًا في مأرب، عن أن قيادات الحزب تعيش حالة استنفار غير مسبوقة، على خلفية أحداث حضرموت والمهرة، في ظل هواجس تعتريها عن تحركات لقوات المجلس الانتقالي الجنوبي باتجاه مدينة مأرب، وهو ما أعاد إلى الواجهة كذلك هواجس الصدام داخل معسكر القوى المناهضة للحوثيين.
وقالت المصادر إن قيادات الإصلاح الموجودة في مأرب اتخذت خلال الأيام الماضية إجراءات أمنية احترازية مشددة، شملت تغيير أماكن السكن، وإتلاف بعض الوثائق التنظيمية والحزبية، إضافة إلى إلزام القيادات الوسطى والكوادر برصد أي تحركات مشبوهة داخل مدينة مأرب، في مؤشر واضح على تصاعد المخاوف من تطورات أمنية مفاجئة.
وفيما أشار مصدر محلي في محافظة مأرب إلى أن الأوضاع العامة داخل المدينة ما تزال شبه اعتيادية على مستوى الحياة اليومية، أكد في الوقت نفسه وجود تحشيد عسكري واسع على أطراف المحافظة، لافتًا إلى أنه جرى استدعاء المنقطعين والغائبين للعودة بشكل طارئ إلى ثكناتهم ووحداتهم العسكرية، ما يعكس حالة رفع الجاهزية والاستعداد لمواجهة أي سيناريو محتمل.
وبحسب المصادر، أصدرت قيادة حزب الإصلاح على مستوى الجمهورية توجيهات مباشرة إلى قيادات المكاتب التنفيذية للحزب في المحافظات، وإلى كوادره التنظيمية، تقضي بـرفع مستوى اليقظة وعدم الركون إلى المراهنات السياسية، في ظل ما وصفته القيادة بتسارع التحولات الميدانية والسياسية.
وفي الشق الإعلامي، أوضحت المصادر أن توجيهات صارمة صدرت من الأمانة العامة لحزب الإصلاح إلى الكوادر والناشطين بعدم الانخراط في أي مراشقات إعلامية تتعلق بأحداث حضرموت والمهرة، معتبرة أن تلك الأحداث لا يتحمل الإصلاحيون وحدهم مسؤولية الدفاع عنها، وأن المسؤولية تقع على عاتق قيادة الدولة والمجلس الرئاسي، مع دور محوري للمملكة العربية السعودية في إدارة المشهد وإيجاد حلول شاملة.
وأكدت الأمانة العامة، في توجيه داخلي، أن هناك أطرافًا تسعى إلى اختزال قضية حضرموت والمهرة باعتبارها صراعًا مباشرًا بين حزب الإصلاح والمجلس الانتقالي، داعية إلى تفويت الفرصة على هذا الطرح، والتأكيد أن حضرموت قضية دولة، وأن السعودية معنية بإيجاد تسوية تضمن الاستقرار وتحول دون الانزلاق إلى صراع داخلي جديد.
وفيما يتعلق بمأرب، قال قيادي بارز في إصلاح الحديدة إن المحافظة ليست لقمة سائغة يمكن تسليمها أو المساومة أو المناورة بشأنها، مؤكدًا أنها تُعد المعقل الأهم لحزب الإصلاح، ولن يتخلى عنها في ظل ما تمثله من ثقل عسكري وسياسي في معركة مواجهة الحوثيين.
وأوضح القيادي محمد خادم، أن حزبه اتخذ ويتخذ كافة الإجراءات اللازمة لحماية مأرب، مشيرًا إلى تعزيز التنسيق مع الجهات الرسمية والعسكرية، بما يضمن بقاء المحافظة مستقرة، ومنع أي محاولات لزعزعة أمنها أو استغلال حالة التوتر السياسي القائمة.
>
