نيويورك تايمز: انخفاض أسعار النفط ضربة جديدة لإيران

السياسية - Saturday 25 April 2020 الساعة 08:58 pm
نيوزيمن، ترجمة:

قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إنه لطالما كان بيع النفط الإيراني في ظل العقوبات الأمريكية مشروعاً محفوفاً بالمخاطر ومعقداً للوسطاء الإيرانيين، ليضاف إليه الآن الانخفاض الحاد في الأسعار بسبب فيروس كورونا، والتي قلصت الطلب على النفط إلى مستويات غير مسبوقة.

وأضافت إن سماسرة النفط الإيرانيين وكثيرين غيرهم، تابعوا باستمتاع التراجع الوجيز في أسعار النفط الأمريكي إلى ما دون الصفر يوم الاثنين 21 أبريل، انخفاض اضطر معه البائعون إلى الدفع للمشترين لاستلام النفط. ومع ذلك، فقد أتى اليوم التالي بانخفاض في سعر خام برنت، وهو مزيج قياسي له تأثير مباشر على سعر النفط الإيراني، إلى 20 دولاراً للبرميل، في أدنى مستوى له منذ عقدين تقريباً.

وبحلول يوم الأربعاء، كان سماسرة النفط الإيرانيون، الذين يبيعون بالفعل بخصم كبير للتحايل على العقوبات الأمريكية، يراقبون في توترٍ إلى أي حدٍ يمكن أن تنخفض الأسعار، قبل أن يفقدوا أموالهم.

واعتبر تقرير الصحيفة الأمريكية بأن انهيار أسواق النفط هذا الأسبوع كان ضربة أخرى غير متوقعة لإيران، خاصة بعد أن عانت السلطات لاحتواء أسوأ تفش لفيروس كورونا في منطقة الشرق الأوسط متحسسة ألا ينهار اقتصاد البلاد، الذي لطالما اعتمد على صادرات النفط قبل أن تعرقل ذلك العقوبات الأمريكية.

وأكد التقرير أن انهيار الأسعار زاد من تعقيد الجهود التي يبذلها القادة الإيرانيون لإعادة فتح الاقتصاد، بعد سلسلة من التحركات المكبوحة والمتناقضة في بعض الأحيان فيما يتعلق بإغلاق الأعمال التجارية وحظر السفر على أمل الحيلولة دون انتشار فيروس كورونا.

ومع ذلك، فإن مسؤولي الصحة الإيرانيين قلقون، فهم يشهدون بالفعل زيادةً في عدد الأشخاص الباحثين عن العلاج في المستشفيات جراء ظهور أعراض الإصابة بفيروس كورونا. وقال علي رضا زالي، رئيس لجنة مكافحة فيروس كورونا في إيران، إن معدلات الدخول إلى المستشفيات في طهران وحدها ارتفعت بنسبة 6% بحلول منتصف الأسبوع.

وأقرَ الرئيس الإيراني حسن روحاني في اجتماع متلفز لمجلس الوزراء بمعاناة إيران جراء انخفاض أسعار النفط.

وكشف التقرير أن وزارة النفط الإيرانية، تبيع، بواسطة مجموعة من الوسطاء الموثوق بهم، نفط البلاد بنحو 10 دولارات أقل من سعر خام برنت في السوق، وذلك لخلق حافز لمشترين مثل الصين بالمخاطرة رغماً عن العقوبات الأمريكية. وتبلغ تكلفة إنتاج برميل النفط الواحد في إيران نحو 5.50 دولار.

وتشكل عائدات النفط نحو 10% من ميزانية إيران. غير أن ميزانية هذه السنة المالية في إيران اعتمدت في أرقامها على أساس بيع مليون برميل من النفط في اليوم بسعر 50 دولاراً للبرميل.

بيد أن مزيج العقوبات الامريكية وتقلص الطلب على النفط وانخفاض الأسعار أفضت إلى الإطاحة بخطة إيران المالية لهذا العام.

وقال هنري روما، خبير الشؤون الإيرانية في "مجموعة أوراسيا" الاستشارية لنيويورك تايمز: "إن انخفاض أسعار النفط سيعيد ترتيب الكثير من أولويات التمويل الحكومي، لكنه ليس ضربة قاضية للاقتصاد الإيراني لأنه اضطر إلى التكيف بشدة مع أوضاع صعبة كهذه خلال العامين الماضيين".

وأوضح التقرير أن العقوبات الأمريكية التي استهدفت مبيعات النفط الإيرانية أجبرت إيران على إيجاد مصادر أخرى للدخل، من ضمنها زيادة الضرائب وخصخصة ممتلكات حكومية.

ومنذ أن فرضت واشنطن عقوبات على إيران بعد تراجع ترامب عن الاتفاق النووي الذي عقده أوباما، تراجعت مبيعات النفط الإيراني من 2.5 مليون برميل إلى نحو 300 ألف برميل يومياً.

وقال روحاني، إن حكومته ستواجه عجزاً يبلغ ثلث الميزانية، بيد أن اقتصاديين ومحللين يتوقعون أن يشهد الاقتصاد الإيراني معاناة أكبر هذا العام بسبب العقوبات إضافة إلى تداعيات تفشي فيروس كورونا.