تتذكر نخبتها كل يوم.. شبوة تعود لزمن التقطعات والبلطجة والاعتقالات وجماعات الإرهاب

تقارير - Sunday 26 July 2020 الساعة 12:20 am
شبوة، نيوزيمن، خاص:

لا يمر يوم دون أن يحدث في شبوة ما يزيد حسرتها على "زمن النخبة الشبوانية"، حيث عادت كل الأحداث التي كانت اختفت أيام النخبة.

تتسع أحداث الانتهاكات وتتكرر جرائم القتل لأهداف سياسية ويقمع الإعلام، وتنتشر نقاط الجبايات والتعسف بحق المسافرين عبر أراضي المحافظة.

وبعد سنتين من انضباط نقاط الطرقات تحت قيادات النخبة عادت نقاط مسلحي الإخوان تعبث بأمن المارة، وتصل حد احتجاز تلفوناتهم وتفتيشها.

ورغم ما يظهره إعلاميو الإخوان عن تطور عتق ومشاريع بن عديو فيها، فإن وضع المحافظة وعاصمتها مزرٍ للغاية، وفق شهود عيان.

ينشر نيوزيمن تالياً نص رواية سجلها محرر نيوزيمن في زيارته للمحافظة مؤخراً:

في طريقي يوم أمس إلى مدينة عتق وقبل دخولي إلى العاصمة مررت بإحدى نقاط القوات الخاصة التابعة لمليشيا الإصلاح، استوقفنا أفراد النقطة وإذا بأحد الجنود يسأل: "من أين أتيتم وإلى أين ذاهبين؟ اعطوني بطائقكم...".

أعطيناه البطائق، فنظر إليها قليلا، ثم قال كل شخص يعطيني هاتفه الخاص، نفذ ذلك رفقاء الرحلة إلا أنا اعتذرت منه وقلت له إنني تركته في المنزل.

قال لي: بهذه اللهجه شفني بافتش السيارة إذا وجدت هاتفك سوف أدخلك السجن، حيث قام بدعوة أحد الجنود الموجودين وأمره بالبحث داخل السيارة، وقال إذا وجدتوه اخبروني فبحثوا ولم يجدو شيئا.

حين تجاوزنا النقطة سألت نفسي: نحن في محافظتنا أم انتقلنا إلى دولة أخرى.

واصلت المسير إلى العاصمه عتق حيث تكتشف غياب الدولة والإدارة.

كل شيء غائب في هذه المدينة، والملفت للنظر فيها انتشار الجماعات المسلحة وتراكم القمامة التي تستقبلك في كل حي وشارع.

التقيت أحد أبناء المدينة وتحديداً في "شارع حنيش"، وسألته: هل من الممكن أن أستقي منك معلومات حول الوضع العام في العاصمة عتق؟

بدا حذراً، فاستمررت بالحديث معه، وحين اطمأن بدأ يسترسل في إجابته قائلاً: يا أخي الوضع في عتق لا يسر عدواً ولا صديقاً، هنا كل شيء جامد لا يتحرك، وكما تشاهد بأمّ عينيك فأكوام القمامة متكدسة أكواماً أكواماً، ولا وجود يذكر للسلطات المحلية حتى تتلافى هذه الكارثة، لقد انتشرت المظاهر المسلحة التابعة لمليشيا الإخوان وكذلك عمليات البلطجة والنهب والسرقة.

أحبطني كثيراً هذا الكلام الذي سمعته؛ لقد غاب الأمن وظهرت الجريمة والاغتيالات والقتل دون رقيب منذ مغادرة قوات النخبة الشبوانية من شبوة.

ذكرت مصادر حقوقية جرائم ميليشيات الإصلاح منذ سيطرتها على محافظة شبوة حيث قتلت 43 مواطناً، فيما بلغ عدد الجرحى 67، خلال فترة تواجدها في شبوة.

حزب الإصلاح يقتل 43 مواطناً ويصيب 67 ويعتقل 532، بينهم 29 طفلاً، ويداهم 24 منزلاً، وينهب ممتلكات خاصة.

وصعّدت ميليشيات حزب الإصلاح وقواته من عمليات المداهمة للقرى والمنازل واعتقال واختطاف المواطنين، بمن فيهم أطفال وكبار السنّ، وكان آخرها مساء الجمعة في هذا الأسبوع الموافق 17 يوليو، حيث داهمت ميليشيا حزب الإصلاح منازل عدد من المواطنين في منطقة الروضة أرض الــ حبتور بمحافظة شبوة.

وفيما يخصّ الإحصائيات في هذا الجانب، فقد أكدت معلومات حصرية من مصادر حقوقية خاصة، أنّ عدد الاعتقالات التعسفية والاختطافات، منذ آب (أغسطس) وحتى تموز (يوليو)، بلغت 532، ومن بينهم 29 طفلاً، و11 إعلامياً، وسجلت 16 ملاحقة.

كما تشير الإحصائيات إلى أنّ ميليشيات الإصلاح قامت خلال تلك الفترة بمداهمة 24 منزلاً، ونهب 11 ممتلكات خاصة، وكذلك استبعاد 70 كادراً وموظفاً من وظائفهم.

ووصلت جرائم وانتهاكات ميليشيات الإصلاح حدّ اجتياح وشنّ حملات عسكرية على قبائل شبوة وقراها، حيث رُصدت 7 حملات عسكرية واقتحامات، طالت قرى وقبائل شبوة؛ ففي تموز (يوليو) اجتاحت الميليشيات الإخوانية منطقة "باعرام" في تموز التاسع من شهر يوليو أرض الــ(رشيد) ونفذت عمليات واسعة من الاختطافات في تلك الحملة.

وفي 13 يونيو الماضي 2020، اقتحمت ميليشيات حزب الإصلاح احتجاجاً لأبناء مديرية جردان، وقتلت احد ابناء المنطقة وأصابت آخر، لأنّ أقاربهما جنود في قوات النخبة الشبوانية.

كما شنت ميليشيات حزب الإصلاح حملة عسكرية بعد مطالبات اهالي منطقة نصاب بتسليم قاتل الشاب طلال عريق التي طالته ايادي مليشيا الإصلاح في سوق المدينة، أواخر شهر رمضان، وأسفرت الحملة عن اعتقالات واختطافات وإصابات ومقتل مواطن جراء القصف العشوائي واستخدام الأسلحة الثقلية.

"شبوة تغيرت" أصبحت تعيش حالة من الفوضى بعد خروج قوات النخبة التي بسطت الأمن والأمان، وانتشر بدلاً عنه العصابات الإجرامية المتلبسة بغطاء الشرعية..

وجدت شبوة وكأنها كنتونات مغلقة لصالح مليشيات مكونة من جماعات إرهابية وإجرامية كل منها تأخذ صبغة ولوناً معيناً تزرع الرعب والخوف في نفوس المواطنين وتمارس عمليات القتل والسطو والاغتيالات.