اليمنيون وحجر" السحاوق ".. علاقة حنين مكتظة بروائح الطعام والقرية

متفرقات - Saturday 19 September 2020 الساعة 08:00 am
نيوزيمن، فاروق ثابت:

كمية عجيبة من الشوق واللهفة لها من قبل أي يمني يفارقها أكان في الداخل أو في الخارج.

انها علاقة عاشق بمحبوبته يرتبط ذلك بلوعة الحنين للرائحة واللذة وذكرى القرية، وإن أوتي لهذا المولع بغير نتاجها، فذلك بالنسبة له إنما جمال اصطناعي. 

حجر السحاوق، أحد أبجديات المطبخ اليمني القديم والحديث، وأهم ركائزه، تستخدم عادةً في عصر أو طحن السحاوق (الطماطم بالبسباس والثوم والنعناع والكبزرة)، وهي امتداد تاريخي قديم أيضاً لطحن البهارات اليمنية، وتعد هذه المطحنة الحجرية احدى عجائب واسرار تميز اليمنيين في صنع المأكولات ازاء الاعتماد عليها في دقّ وطحن المواد المفترض اضافتها إلى الطعام.

تستخدم هذه الحجر في كل منازل القرى دون استثناء، وما تزال كثير من الأسر في المدن تحتفظ بها في مطابخها تفضلها عن الخلاط الكهربائي في عصر وطحن السحاوق ومتعلقات أخرى نظراً لما يتركه هذا المسحق الحجري من طعم على كل ما يتم طحنه أو سحقه فيه خلافاً لطعم المواد ذاتها إن تم عصرها أو طحنها على الخلاط.

ولم يعد الامر حكراً على القرية والمدينة في اليمن بل وتجاوز الامر إلى وجودها لدى بعض الأسر في المهجر، يشترونها باسعار باهظة من محلات البهارات اليمنية في الخارج وبعض آخر يحضرها شحناً من اليمن بمعيته أو مع اصدقائه المسافرين رغم وزنها الثقيل.

ترتبط هذه المسحقة لدى كل يمني بذاكرة القرية، وبملحقات المأكولات اللذيذة كالسلتة والعصيد والشفوت، المأكولات التي تتصدر جميع مطاعم اليمن في الداخل والخارج ويتهافت عليها اليمنيون والاجانب معاً.

وعادة ما يتم تجهيز ملحقات هذه المأكولات بالسحاوق الاخضر والاحمر، إلى جانب أنه يتم تجهيز "خضاور" الشفوت خلال هذه المسحقة والتي عادة ما تتكون من الكبزرة والثوم والبسباس والنعناع والخوعة.