دثروا حاجته ورمموا انكساره.. قصة "الحاج" وأهل عدن

متفرقات - Thursday 24 September 2020 الساعة 08:00 am
عدن، نيوزيمن:

يساهم فاعلو الخير في بناء مدن الفرح، يسارعون لترميم انكسار القلوب، يتحدثون بنبض النقاء والحب والحلم، يشعرونك بأنّهم قد اخترعوا الصفاء على الأرض، تبقى قلوبهم في طور الطفولة، لا تكبر أعماقهم ولا تلوَّث أبداً، ترتسم ملامح الطفولة في وجوههم، أَعينهم مرآة صادقة لأعماقهم، تقرأ بأعينهم كل ما تخفيه أعماقهم، فهم لا يجيدون التخفي والإخفاء، ويفشلون في ارتداء الأقنعة، لا يخذلونك أبداً عند حاجتك إليهم.

عثروا عليه بالصدفة بإحدى استديوهات التصوير في عدن، ليلتقط لذاته صورة، لتعمم وتوزع لعلى من مجيب يغيث حاجته التي سوف تسانده في إعاقته لينطلق بحرية بين أزقة المدينة.

جبر أهالي عدن الخيرون بقلب الحاج "مجهول الهوية" بشراء كرسي متحرك آلي، بعد عدة تبرعات وصلت للألف دولار، بعد أن نشر رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورته وحاجته الماسة للكرسي ليعينه على الإعاقة، يساعده على قضاء يومه بين طرقات وحارات المدينة، بعد أن كان حبيس المنزل، بينما لم يسمح وضعه المعيشي الصعب لشراء الكرسي حيث يكلف مبالغ ضخمة.

شكر الحاج، أهالي عدن الطيبين على دعمهم له بكرسي متحرك، وشراء كافة الأدوية بالإضافة إلى مبلغ مالي، وقال ستظل دعواته ترافقهم مدى العمر.

إذا كنت ممّن يُحيط بهم أصحاب القلوب البيضاء فالتصق بهم، فهم عملة نادرة في زمن القلوب الملونة، لتكن قلوبنا بيضاء حتى بعد الغروب، فإذا كانت أسقام الأجساد تداويها العقاقير فأمراض النفوس تداويها الكلمة الطيبة التي تحرض مناعة الروح لتقاوم الدخلاء من وساوس الشياطين وتعيد تدفق النور في شرايين الطين.