من ذكرى انقلابهم إلى مولد النبي.. الحوثيون وسرقة أموال الناس بالتهديد والابتزاز

تقارير - Thursday 15 October 2020 الساعة 10:45 pm
صنعاء، نيوزيمن، تقرير خاص:

في مشهد إعلامي صاخب، قامت مليشيات الحوثي، الذراع الإيرانية في اليمن، بحمل ما نهبته من أموال من الناس لتعرضه في ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء تحت مسمى قوافل الدعم الشعبي للمجهود الحربي ودعم الجبهات حيث مقاتلي مليشياتها.

المشهد الذي تفاخرت به المليشيات الحوثية إعلامياً وادعت أنه دليل على وقوف الناس خلفها لم يكن سوى مجرد قناع ومحاولة للتغطية على حجم ما تمارسه المليشيات من عمليات نهب وسرقات ممنهجة لأموال ومدخرات وأرزاق الناس في العاصمة صنعاء ومناطق سيطرتها تحت مسميات الاحتفاء بالمناسبات الخاصة بها.

طرق قديمة/ جديدة للسرقات

لم تكن القافلة التي حشدتها مليشيات الحوثي في العاصمة صنعاء قبيل الاحتفاء بيوم انقلابها وسيطرتها على مؤسسات الدولة في 21 سبتمبر 2014م إلا مشهداً قديماً/ جديداً يتكرر كل عام بذات الممارسات من قبل المليشيات التي لا تدخر جهداً في سرقة الناس بشتى الطرق.

وما إن انتهى مهرجان النهب باسم ذكرى انقلابهم حتى شرعت المليشيات في التحضير للاحتفاء بذكرى المولد النبوي، وتحت هذا المسمى بدأت بممارسة عمليات السرقة والنهب بالقوة، وجمع التبرعات بأساليب الابتزاز والانتهازية.

مادة الغاز المنزلي هي أحد أساليب ممارسة المليشيات الحوثية لعمليات السرقة بالتهديد لأموال المواطنين، فبعد أن أرغمت المليشيات عقال الحارات على جمع تبرعات تحت مسمى قافلة ذكرى انقلابهم، وأوقفت توزيع الغاز المنزلي لكل حارة لم تشارك بكثافة في عملية جمع التبرعات من المواطنين، عادت اليوم لممارسة أسلوبها في السرقة مرة أخرى.

وقالت مصادر محلية في أمانة العاصمة لنيوزيمن: إن عقال الحارات أبلغوا المواطنين بضرورة الحضور والمشاركة في مهرجانات الاحتفاء بالمولد النبوي على مستوى حاراتهم ومديرياتهم خلال الايام القادمة، والمشاركة بعملية التبرع لما سموها قافلة المولد النبوي، مهددين المواطنين بانه لن يتم تسليم أي اسطوانة غاز من الآن فصاعدا إلا لمن يشاركون في هذه الفعاليات ويقدمون التبرعات لصالح القافلة.

وأضافت المصادر إنه وبموازاة ذلك عمدت المليشيات إلى فتح سوق سوداء لبيع أسطوانات الغاز بمبالغ تصل إلى عشرة آلاف ريال للأسطوانة وبحيث يجد المواطن الذي يرفض التبرع عبر حارته لقوافلهم نفسه مرغما على شراء اسطوانة الغاز من السوق السوداء وبالتالي دفع مبلغ أكبر يذهب لصالح تجار المليشيات.

وقال محمد المطري، وهو أحد سكان العاصمة لنيوزيمن، إن عاقل حارته يحتجز اسطوانة الغاز الخاصة به منذ ما قبل 21 سبتمبر، بسبب رفضه تقديم تبرع لما تسمى بالقوافل لدعم المقاتلين، وأنه أبلغ من قبل عاقل الحارة بانه اذا لم يدفع التبرع هذه المرة لما سموها قافلة المولد النبوي فسيتم مصادرة اسطوانته، وحذف اسمه من قائمة سكان الحارة ولن يسلم أي اسطوانة غاز بعدها مطلقا.

وأضاف: إن هذا التهديد والابتزاز الذي تمارسه مليشيات الحوثي يشمل كافة سكان العاصمة وان ما اظهرته مليشيات الحوثي من اموال زعمت انها جمعت بتبرعات من المواطنين قبيل 21 سبتمبر المشؤوم لم تكن سوى اموال سحت يسرقها الحوثيون من افواه الجياع والمحتاجين.

إرغام أساتذة الجامعات على المشاركة بجمع التبرعات

إلى ذلك قالت مصادر أكاديمية في جامعة صنعاء لنيوزيمن: إن مليشيات الحوثي وجهت كافة اساتذة الجامعة للمشاركة في عمليات التحضير والحشد للاحتفاء بالمولد النبوي سواء في اطار الجامعة نفسها أو في اطار مناطق وحارات سكنهم.

وأضافت المصادر إن المليشيات هددت أساتذة الجامعة الذين سيرفضون المشاركة في الحضور للمهرجانات التي ستقام في الجامعة أو في الحارات والذين سيمتنعون عن حث الناس على التبرع بالمال لما تسمى بقافلة المولد النبوي بإيقافهم عن العمل، ومصادرة الشقق السكنية الخاصة بهم لمن يقطنون في سكن الجامعة، وحتى فصلهم ان تطلب الأمر ذلك.

وأشارت المصادر إلى أن المليشيات، وعبر مشرفيها في جامعة صنعاء، كلفت بعض الأكاديميين بمشاركة قيادات المليشيات في حضور مهرجانات جمع التبرعات في مديرياتهم في المحافظات الواقعة تحت سيطرة المليشيات وأن بعضهم أذعن لهذا الابتزاز وبات يشارك في الدعاية للمليشيات الحوثية على مستوى قراهم وعزلهم.

فحوصات المرضى وسيلة للسرقة

وفي نفس السياق، وفي أسلوب جديد من عمليات الابتزاز الذي تمارسه المليشيات الحوثية أرغمت هذه المليشيات ملاك المختبرات الطبية على إضافة مبلغ على كل فحص يجرونه للمريض تحت مبرر دعم المجهود الحربي.

ولوحظ أن المختبرات الطبية في العاصمة صنعاء رفعت مبالغ إجراء بعض الفحوصات بشكل مفاجئ منذ شهر تقريبا، وقال موظف في أحد المختبرات الطبية بالعاصمة صنعاء لنيوزيمن: إن الزيادة التي أضيفت إلى قيمة بعض الفحوصات تمت بتوجيه من قبل قيادات المليشيات الحوثية.

وأضافت المصادر إنه تم إضافة مبلغ مئة ريال ومئتي ريال في بعض الفحوصات وبحيث تجمع هذه المبالغ من كافة المختبرات الطبية حتى تلك الموجودة داخل المستشفيات وتسلم لقيادات المليشيات كمشاركة في دعم ما تسمى بالقوافل والمجهود الحربي.

وبالإضافة إلى الأساليب الجديدة تواصل مليشيات الحوثي عمليات جمع التبرعات بالقوة من قبل تجار القطاع الخاص عبر فرض إتاوات مع كل مناسبة تحتفي بها وآخرها مناسبة الاحتفاء بالمولد النبوي الذي بدأت المليشيات في جمع التبرعات بمبرر التحضير للاحتفاء به، حيث تصل هذه الإتاوات إلى مبالغ تقدر بعشرات الملايين التي يرغم التجار على دفعها وهم بدورهم يقومون بإضافتها على قيمة السلع والبضائع التي يتاجرون بها ما يشكل أعباء جديدة على كاهل المواطنين.