ماهلية ورحبة مأرب.. الحوثي يواصل جرائمه وسلطات "الشرعية" تعاقب النازحين

الجبهات - Friday 23 October 2020 الساعة 10:38 pm
مأرب، نيوزيمن، خاص:

يعيش أبناء مديريتي ماهلية ورحبة أوضاعاً مأساوية منذ سيطرة مليشيا الحوثي على المديريتين الواقعتين جنوب محافظة مأرب، ولا يختلف الحال عمن قرروا النزوح حاملين كرامتهم إلى المناطق المحررة، حيث "ظلم ذوي القربى أشد مضاضة".

أبناء المديريتين الذين قاوموا بمفردهم المليشيات الحوثية بعد أن تركتهم الشرعية يواجهون مصيرهم استكان معظمهم للعيش تحت رحمة المليشيا فتعرضوا للاختطافات والقتل ‏والنهب يعانون انقطاع الكهرباء وتوقف مضخات الري الزراعية بسبب شحة الوقود و‏توقف النشاط التجاري بسبب قطع الخطوط، واستخدام منازلهم دروعاً تقيهم الضربات الجوية لطيران التحالف.

‏وتقول مصادر "نيوزيمن"، إن المليشيا بدأت استحداث خنادق قرب منازل مواطنين، لا سيما تلك المطلة على خطوط إمداد مقاتليها في الجبهة الجنوبية الغربية لمأرب اعتبرها سكان من أجل الإضرار بهم واجبارهم على النزوح.

في المقابل قرر جزء من السكان النزوح من المديريتين خشية أعمال انتقامية تقترفها المليشيا بحق أسرهم كما حصل في مديرية ردمان آل عواض وقانية كأحدث مثال لسلوكها الانتقامي فكانوا كالمستجير من الرمضاء بالنار.

تخوين وتعسف وإهمال

ليست التضحية بالروح والدم والممتلكات والرحيل عن الديار هي ما تجرعها النازحون من أبناء ماهلية ورحبة، فما هي إلا نهاية مرحلة لتبدأ مرحلة جديدة من المعاناة في المناطق المحررة، حيث "ظلم ذوي القربى أشد مضاضة" أبرز معالمها الوصم بالخيانة والعار وإهانة الأسر "المرادية" على المداخل قبل السماح لبعضها بالدخول.

لقد وجد التضليل الإعلامي الحوثي بشأن سقوط المديريتين "بفضل تعاون أبنائهما المخلصين للمسيرة القرآنية"، صدى مجتمعياً في مأرب فارتفعت أصوات التخوين والتشكيك في نوايا العائلات والدعوات لمنع إدخال "الخلايا النائمة"، توازى ذلك مع اتخاذ السلطات الماربية إجراءات استثنائية تعسفية بداعي الاحتياطات الأمنية.

الشيخ حسن أبو عشة، أحد كبار مشايخ رحبة ندد بالإجراءات التي وصفها ب"غير القانونية" في نقاط التفتيش التابعة لأمن المحافظة على من هم من المديريتين.

وتحدث عن ممارسات تعسفية حتى مع العائلات التي يتم توقيفها في النقطة لساعات بذريعة ضرورة وجود بلاغ من "قيادة الجبهة" التي لا يوجد لديها أرقام للتواصل.

وعن تلك الاتهامات يقول أحد أبناء مديرية جبل مراد: لا ينتقص من دور أبناء رحبة وماهلية ونضالهم إلا أحمق لا يعي ولا يعلم بتضحيات الأبطال وتاريخهم المشرف، مؤكداً أنهم كانوا في مقدمة الصفوف منذ الوهلة الأولى و"نعرف بسالتهم وإقدامهم في مواجهه العدو"، لافتا إلى انه لولا تخاذل قيادات الدولة عن نصرتهم لما استطاعت المليشيات الحوثيه التقدم في مناطقهم شبرا واحدا.

وأضاف إن الاستفزازات والعنصرية وسوء المعاملة التي نلحظها فهي قمة الحقارة من سلطة هي أول من خذلهم متناسية دورهم البطولي والنضالي الذي لا يزال مستمرا حتى اللحظة، مشيرا إلى إسهامهم في الانتصارات التي تحققت في جبل مراد.

ومع ارتفاع أصوات قبائل مراد استنكارا لما يجري لابناء عمومتهم، تحدثت مصادر عن صرف السلطة المحلية عشرات الملايين باسم النازحين من أبناء مديرية ماهلية دون أن تصل إليهم.

ووفقا لمصدر حقوقي فإن مندوبي النازحين يرفضون تسجيل النازحين والجرحى من أبناء ماهلية في كشوف المساعدات، ولا يزالون يتعالجون ويسكنون هم وأسرهم منذ شهرين في الفنادق على نفقتهم الخاصة وحسابهم الشخصي.

وأمام هذا الإهمال من السلطات في المحافظة، خاطب العامري سعيد الطفاف رئيس لجنة التوعية من أخطار الألغام، مشايخ آل نمران وبني سيف عموما من مراد بتحديد مخيم نزوح في الجوبة للنازحين من أبناء "مراد" من المديريتين.

ودعا الطفاف مشايخ وعقال بني سيف: "ولذلك نتمنى منكم يا مشايخ وعقال بني سيف عموما التعاون مع ابنائهم واخوانهم نازحي ماهلية ورحبة بتحديد مكان في منطقة النقعة لتكون منطقة نزوح لهم أسوة بمنطقة النازحين بالجفينة بمارب"، منوهاً إلى أن النقعة تنطبق عليها الكثير من المعايير الايجابية لتكون فيها منطقة مناسبة للنازحين.