السديري حذَّر من تدخلات جديدة وحسام: الاتفاق أفضل من المسوَّدة.. نيران الإخوان في شقرة سباق مع الحوثي ضد الرياض

تقارير - Monday 16 November 2020 الساعة 09:58 pm
شبوة، نيوزيمن، صالح لزرق:

بعد أيام من سجالات حول سخرية الموالين لتحالف الشرعية والإخوان من “حصة” الانتقالي في الحكومة، انفجرت المدافع في “جبهة شقرة” من طرف واحد هو ذاتها التي تدعي أن الانتقالي “باع القضية بسبب قرب تشكيل الحكومة”.

في ذات الأسبوع الذي التقى فيه رئيس الجمهورية “المؤقت” عبدربه منصور، برئيس المجلس الانتقالي “عيدروس الزبيدي”، التقى هادي بكل من هيئة مستشاريه وهيئة رئاسة البرلمان ورئيس الحكومة في لقاءات منفصلة، كلها قالت المصادر الرسمية إنها بخصوص “إعلان تشكيل الحكومة”.

تلى ذلك تصريحات مما يطلق عليه “حلفاء قطر” في قطر وعمان وداخل الرياض نفسها بصفاتهم قيادات في الشرعية، كلها هاجمت التشكيل الحكومي، ليس اعتراضاً على أشخاص هنا أو هناك، يتوقع اختيارهم، ولكن باعتبار التشكيل الحكومي يغلق ملف “التجاذبات” مع هذا المحور، حيث يخرجه من داخل الشرعية خاصة وقد قررت قيادات “الإخوان” الصمت، وعدم التعبير عن أي موقف “قد يعرضها لغضب الرياض” التي يسعى محور قطر تركيا إلى إلحاق الضرر بها.. وكل ذلك سينهي استخدام عنوان “الشرعية” في صراعات “كيدية”.

كما شهد النقاش عن التشكيل الحكومي، مساراً إيجابياً في الشارع السياسي جنوباً وفيما تحرر من الشمال، في مؤشر على إمكانية نجاح اتفاق الرياض في منح “الشرعية” أقوى ما تحتاجه وتفتقد إليه، وهو الثقة الشعبية والدعم العام بما يقويها في مواجهة الذراع الإيرانية داخلياً ودولياً، بعد مرحلة من الضعف والانتقادات الدولية لأدائها، وسوء علاقتها بمواطنيها وما يحتاجونه على الأرض وهي تقيم في الفنادق، وتحاول “السعودية” قائدة التحالف العربي في اليمن ترميم جبهة الشرعية المتصدعة في سباق مع إيران التي تباهت مؤخراً بإرسالها سفيراً جديداً هو أحد قيادات الحرس الثوري الإيراني الذي قال حين وصل صنعاء “هنا الشرعية”.

>> مكاسب الشمال والشرعية وأهداف التحالف.. الانتقالي يفكِّك “دولة الإخوان”

الصمت.. وانفجار النيران

وبعد أسبوع ثالث من الصمت، دون حديث عن الحكومة سلباً أو إيجاباً، فوجئ الرأي العام الذي ينتظر التشكيل الحكومي بمقتل ستة جنود من القوات الجنوبية المرابطين في شقرة شمال شرق محافظة أبين، في هجوم مباغت من قوات “تحالف” الأصوات في الدوحة وعمان واسطنبول وبعض من الشرعية في الرياض، كلهم يتفقون في موقف عدائي لكل حلول تغلق “الصراعات الكيدية” وتفتح بابا لتقوية التحالفات المحلية جنوبا وشمالا مع التحالف العربي لتحرير صنعاء.

وأعلن المجلس الانتقالي الجنوبي أن “التصعيد محاولة أخيرة لإجهاض تنفيذ اتفاق الرياض”، مشيدا بـ”صمود القوات الجنوبية المسلحة الاسطوري في محور أبين وإفشال جميع محاولات الإخوان”.

وواصلت “مليشيا” تحالف “الإخوان” هجومها قرابة خمسة أيام، ولا تزال تحشد الدعم من جبهات مواجهة الحوثي إلى “شقره”، إلى جانب حشدها “للمتطرفين والارهابيين في القاعدة” غير أن القوات الجنوبية كسرت كل هجمات الإخوان، وقتلت عددا من قيادات تشكيلات المهاجمين.

وقال المتحدث العسكري باسم محور أبين القتالي النقيب محمد النقيب، إن “الهجوم الذي شنته مليشيات الإخوان فشل أمام صمود واستبسال القوات الجنوبية”، مؤكداً بأن النتيجة كانت: “مصرع العشرات والجرحى من عناصر الإخوان وارتقاء شهداء من أبطال قواتنا”. وقال إن ”مليشيات الإخوان الإرهابية تهدف إلى التعطيل النهائي لاتفاق الرياض وتشكيل الحكومة وقطع الطريق امام تفاهمات الرئيسين عيدروس وهادي”.

“الإصلاح”.. سباق جديد مع “الحوثي” وليس ضده

>>إفشال تشكيل الحكومة يعزز دور الحوثي ويعاقب المحافظات المحررة.. حملات الفوضى الإخوانية ومهمة إفشال "الرياض"

هجوم الإخوان في أبين تزامن مع تسليم المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث الحكومة اليمنية والحوثيين ما يسميها مسودة الإعلان المشترك لحل الصراع ووقف الحرب في اليمن.

وتوقع مراقبون تحركات الإخوان في أبين “محاولة أخيرة لفرض واقع عسكري جديد في أبين وعدن يدعم حضورها في المفاوضات النهائية”. وقال الباحث السياسي بدر قاسم محمد إن مسودة الإعلان المشترك “قد تمثل عامل اغراء للطرف المتعنت في اتفاق الرياض”، بانتظار أي تغيرات دولية تمنع السعودية من التدخل في اليمن، مقابل نفوذ جديد لصالح تركيا التي تدعم “الإخوان” في اليمن عسكريا وسياسيا وتسعى لتمكينه من السيطرة على الجنوب وافشال مشروع التحالف الذي يقوده في اليمن المناهض لمشروع تركيا في المنطقة.

وكان السفير السعودي في الأردن نايف بن بندر السديري، قال مطلع نوفمبر الجاري “إذا انسحبت قوات التحالف التي تقودها الرياض ضد الحوثي من اليمن قد يضطر القوى الغربية للتدخل بشكل مباشر لمحاربة الجماعات الإرهابية، وإيقاف العدو الإيراني".

وأضاف السفير السعودي: إن "المجتمع الدولي يعي اليوم بأنه بات من الضروري دعم جهود التحالف الذي تقوده المملكة في اليمن لمكافحة الجماعات الإرهابية، بما فيها القاعدة وداعش".

واعتبر الناشط ناصر المخزم، في تصريح خاص لنيوزيمن: أن ما حدث في جبهة أبين جاء ضمن مخطط إخواني لإرباك الوضع في الجنوب وافشال التحالف الغربي في عدن وذلك قبل أي تسوية شاملة تنهي الحرب في اليمن.

وقال المخزم، إن رهان قيادات الإخوان على مليشياتهم في صنع أي نصر عسكري في أبين وعدن على قوات الانتقالي هو رهان خاسر وقد يكلف الإخوان خسارة المناطق التي تسيطر عليها المليشيات في أبين وشبوة.

حسام ردمان: اتفاق الرياض.. نجاح سعودي يمني أممي ومبادرة جريفيث تشرعن الحوثي

وكان حسام ردمان، هو زميل باحث في مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية، قد حذر من توافق مآلات المصالح والرؤية الحوثية مع جهود المبعوث الدولي “جريفيث” الذي يسوق “مسودة السلام” على حساب “اتفاق الرياض”، ملاحظا في مقال نشره نيوزيمن، أن الشرعية تركز “مجدداً على إدارة الصراع جنوباً، بينما تلعب دوراً تعطيلياً مزدوجا للمسارين الأممي والسعودي”، مستدلا بـ”التصلب المفاجئ الذي أبدته قيادة الشرعية في مفاوضات الرياض برغم ما تم إنجازه من توافقات مهمّة على مدار الأسابيع الأربعة الماضية”.

حسام حدد معوقات مسار السلام في اليمن خلال الأعوام الماضية، وعدها بثلاث معوقات أساسية: ضعف الشرعية وتصاعد انقساماتها البينية وارتباك حلفائها الإقليميين، تعنّت طهران ووكلائها لا سيّما بعد إلغاء الاتفاق النووي وسياسة الضغط الأقصى، وأخيراً استبعاد ممثلي القضية الجنوبية والأحزاب السياسية عن مشاورات وقف الحرب”.

وقال: “واليوم ثمّة تناقض جديد يُضاف إلى هذه القائمة؛ تنافس الوسطين الأممي والسعودي على التفرد بمسار الحل السياسي. وعليه فإنّ جهود الطرفين تتنافر بدل أن تتكامل.

ناصحا “جريفيث والسعودية أن يستثمرا أكثر في إنجاح اتفاق الرياض بدل أنّ يستنزفا جهودهما في مسارين متعارضين، والفرق بين اتفاق الرياض وإعلان مارتن جريفيث كالفرق بين المبادرة الخليجية واتفاق السلم والشراكة. الأول يراعي التوازنات المحلية والمصالح الإقليمية ويفتح أفقاً سياسياً لإتمام عملية التغير والإصلاح السياسي، أمّا الثاني فهو "اتفاق لأجل الاتفاق" يهدف إلى شرعنة الأمر الواقع (المتمثل هنا بالحوثي) وبالكاد يضمن تحقيق بعض الاختراقات الإنسانية”.

للمزيد اقرأ:

حسام ردمان يحذرمن توافق جريفث والحوثي لافشال "الرياض" ويراقب "حسابات الشرعية" وينبه "الوسيط السعودي"