الجامعات اليمنية أحداث تثير التساؤلات وقضايا تعكس واقع التعليم.. جامعة إب نموذجاً

السياسية - Tuesday 02 March 2021 الساعة 07:10 am
إب، نيوزيمن، خاص، تقارير:

اجتاحت مليشيا الحوثي العاصمة صنعاء أواخر العام 2014، وبدأت بملاحقة طالبات الجامعة وفرض شروط جديدة تتعلق بملابس البنات والفصل بين الجنسين.

انتقل الأمر لرئاسة الجامعة والعمداء والأقسام، طالت عملية التغيير أهم الكوادر مع ارتفاع أصوات خجولة لم تكن كافية لتفسير ما يجري.

تم تطييف الوظيفة لصالح فصيل إيديولوجي واحد يتمتع بمشروع عنصري، ليصل الأمر إلى مناهج التعليم.

 ودمجت ملازم حسين الحوثي ضمن المنهج الجامعي دون عمل أي اعتبار لما تتضمنه هذه الملازم وما جدواها لدى الطالب الجامعي.

نقل الفوضى لبقية الجامعات

ما حدث في جامعة صنعاء انسحب على بقية الجامعات في المحافظات الأخرى، وقد أخذت "جامعة إب" النصيب الأوفر.

تأسست الجامعة في 12 يوليو 1996 وبدأت تمارس نشاطها في نفس العام كخامس جامعة من حيث التأسيس.

تم فرض شعار "الصرخة" في جامعة إب و"قَسَمُ الولاء" للسيد بصورة مخجلة، بعد أن كانت الجامعة نموذجًا أكاديمياً متميزاً.

تحولت إلى ما يشبه "الحسينيات" يتم فيها إحياء المناسبات الخاصة ونشر الطائفية وأفكار الجماعة، متجاوزة كافة الصور الشكلية للعمل الحزبي المفترض.

فرضت مواد جديدة على كافة الأقسام وعينت من يقوم بتدريسها من طرفها، كما أنها استحدثت مقرات خاصة بأنشطتها.

عطلت "المكتبة المركزية" للجامعة وسرحت موظفيها بعد أن فقدوا كل الامتيازات من رواتب وحوافز، كما عينت فضل المطاع عميدا لكلية الحقوق، وليس له أي علاقة بالعمل الأكاديمي.

مختار أحمد، طالب، يقول: الإدارة أهملت حتى عملية النظافة داخل الأقسام وفي فناء الكليات إلى درجة أن منظر القمامة وهي مكدسة يجعلك تعتقد أنك في سوق وليس جامعة.

نهب إيرادات الجامعة

تعرضت جامعة إب لأسوأ فضيحة وعملية نهب لإيراداتها، ففي ديسمبر من العام 2016 تم كسر الخزنة التي تحوي ما يقارب 120 مليون ريال و300 ألف دولار بإجمالي 220 مليون ريال، تم نهبها بالكامل.

 عملية النهب تمت بتواطؤ من قبل أكرم الوشلي نائب رئيس الجامعة حينها قبل تعيينه وكيل وزارة المالية، في وقت كان موظفو الجامعة بأمس الحاجة لصرف الرواتب ومواصلة عملية التعليم.

تم تحميل المسؤولية للمحافظ صلاح، د. طارق المنصوب رئيس الجامعة، مشرف المحافظة عبد الله الطاؤوس، ومدير الأمن محمد الشامي، وكان جميعهم يعمل في خدمة ذراع إيران.

لم تتوقف الجماعة هنا بل أقدمت على نهب ما يقارب 150 قصبة لصالح نافذين من أرضية حرم الجامعة؛ بمعدل 50 مليونا، كحد أدنى، سعر القصبة الواحدة.

رسوم جنونية بدون تقسيط

وكأن المليشيا كانت تخطط لكل عملية نهب تتم، لذا فقد فرضت على طلاب الموازي في عدد من الكليات ومنها "الأسنان" دفع رسوم السنوات كلها دفعة واحدة بحجة أنها ستقوم بشراء معدات.

بلغ ما تم دفعه على كل طالب من قسم الأسنان 13.700 ألف دولار، إضافة إلى ما تم تحصيله من أقسام أخرى منها الهندسة، التجارة، الآداب والعلوم.

الأسبوع الماضي من فبراير/الجاري 2021 قدم عميد كلية الأسنان، مختار المقطري، استقالته اعتراضًا على تسجيل طلاب دون اختبار قبول وإقصاء المتفوقين.

استمر الفساد بأشكال مختلفة حيث وصل الأمر بإدارة الجامعة إلى رفع رسوم البطاقة الجامعية للطلاب، وبدأوا بكلية الهندسة، حيث فرضوا رسوم 20 ألف قيمة البطاقة الواحدة يتم تقسيطها على أربع دفعات 5 آلاف ريال.

إب استثناء في الفساد

تتعامل المليشيا مع محافظة إب عمومًا، ودوائرها الحكومية كخزان من الإيرادات الهائلة إضافة إلى أنها رافد أساسي لحشد المقاتلين.

لم تترك المليشيا أي خصوصية تتميز بها محافظة إب، إضافة إلى نهب أراضي الجامعة تم الاعتداء على أراضي "الجمعية السكنية" لأعضاء هيئة التدريس.

وخلال الأعوام الماضية تم الإعتداء على بعض الأكاديميين ومضايقة آخرين واختطاف طلاب حاولوا الاحتجاج، ومنع أي أنشطة لا تخدم فكرتهم.