معركة "البلق".. مغامرة حوثية مكلفة لقطع الإمداد عن "العبدية"

السياسية - Wednesday 03 March 2021 الساعة 07:05 am
مارب، نيوزيمن، خاص:

لا يزال تصعيد مليشيا الحوثي على أشده في مأرب بطول خطوط التماس مع الجيش والقبائل والممتدة من مديرية العبدية على حدود البيضاء جنوباً وصولاً إلى الجبهات الشمالية المرتبطة مع مناطق عدة تقع ضمن محافظة الجوف، إلا أن الجهد القتالي في مسعاها للوصول إلى مدينة مأرب يتركز على جبهات غرب المحافظة لا سيما جبهة المشجح والكسارة.

كانت معركة جبل البلق، التي استمرت يومي 26 - 27 فبراير، هي أعتى المعارك التي تخوضها قوات الجيش ورجال القبائل في محيط مأرب من حيث مدتها ومسافة الاشتباكات بين الطرفين ونوعية الوحدات المهاجمة والمدافعة والأسلحة المستخدمة في المواجهات وكذلك أعداد القتلى والجرحى.

ووفقاً لروايتين متضاربتين، استطاع الحوثي أن يصل إلى جبل البلق القبلي الاستراتيجي فجر الجمعة، الأولى تحدثت عن عملية التفاف واسعة من جهة وادي ذنه نفذتها قوات النخبة في مليشياته، فيما أوضحت الثانية بأنه تم بهجوم واسع من الزور بكثافة نيرانية وغطاء من الطيران المسير وشاركت فيها قوتها الصاروخية بإطلاق عدة صواريخ باليستية وزخات كاتيوشا.

وبهجوم معاكس، مساء اليوم ذاته، تمت استعادة الجبل الاستراتيجي المطل على مدينة مأرب، فجر الجمعة والتمركز على أجزاء واسعة منه وتأمينه بعد معارك استمرت حتى الساعات الأولى من صباح اليوم التالي.

وبرغم استعادة البلق، إلا أن الخروج من دائرة الخطر لن يتم إلا باستعادة الزور وكوفل كضرورة عسكرية قصوى لأنه لا توجد مسافة للمناورة أو الكر والفر والسماح بحدوث اختراق آخر في هذه الجبهة غير مقبول، خصوصاً أن الحوثي يعد لهجوم جديد باتجاه البلق.

فرغم الخسائر الجسيمة في العنصر البشري للحوثيين حتى وصفت معركة البلق بالجمعة الدامية، نظراً لأعداد القتلى والجرحى من الحوثيين الذين قدرتهم قوات الجيش بأكثر من 350 عنصراً سقطوا خلال 30 ساعة من المواجهات، علاوة على عشرات الأسرى؛ إضافة إلى القصف الجوي العنيف من قبل طيران التحالف العربي منذ معارك معسكر كوفل إلا أن الحملة العسكرية في هذه الجبهة أظهرت استماتة للوصول إلى هدفها. 

كما أن عملية التحشيد منقطعة النظير التي لا تزال متواصلة في جميع المحافظات الخاضعة لسيطرة المليشيا، والوحدات النوعية التي دفعت بها قيادات الحوثيين في هذه الجبهة مثل (كتائب الموت والحسين والإمام الهادي) تؤكد عزمها مواصلة التصعيد للوصول إلى مبتغاها باعتلاء جبل البلق.

ويرى الكاتب رياض حسين، أن تركيز الحوثي هجومه على جبل البلق بهدف قطع خط الإمداد الرئيسي القادم من المدينة إلى مديريات قبائل مراد جنوبي المحافظة وبالتالي عزلها.

وأضاف إن الحوثي يسعى لاستكمال سيطرته على مديرية العبدية ومنها سينزل مباشرة على مديريتي حريب التي تتبع مأرب، وعين التي تتبع محافظة شبوة، مشيراً إلى أن هاتين المديريتين سيسيطر عليهما بأقل خسارة وبزمن قياسي، كون لا يوجد فيها أي قوات عسكرية ولا حتى استعدادات قبلية.