عقدت قبائل بكيل آ ، مساء أمس الاثنين، لقاء ، بعقد أول لقاء للجنة التحضيرية من أجل "وحدة القبيلة"، الذي دعاء اليه الشيخ صالح محمد بن شاجع، أحد أبرز شيوخ قبيلة بكيل وصاحب فكرة التأسيس.
وفي اللقاء، الذي حضره أكثر من ألف رجل ينتمون الى بكيل؛ مشائخ وعقال وأكاديميون وعسكريون ومناضلون قدامى، القى الشيخ بن شاجع كلمة رحب فيها بالحاضرين وخاطبهم قائلا:" يا أبناء بكيل الشرفاء في هذا اليوم المشهود من أيام بكيل الأبية وايام اليمن المشرقة، وفي هذه الليلة الرمضانية المباركة نلتقي لنعلن وحدتنا وتعاوننا على الخير ونصرتنا للحق وتصدينا للظلم والباطل". وأضاف ليقول:" إن هذا اللقاء ينعقد في ظل ما يشهده وطننا من تحولات وتطورات تأريخية كبيرة تجعلنا نقف على مفترق طرق فإما طريق الخير والعزة والكرامة والوحدة، وذلك ما نؤمن به ونصر عليه وننتصر له بإذن الله، وإما التراجع الى الخلف وراء اصحاب المشاريع الصغيرة".
كلمة الشيخ صالح بن شاجع، تطرقت الى التاريخ والأدوار الوطنية لقبيلة بكيل، كبرى قبائل اليمن والجزيرة، وقال مخاطبا اللجنة التحضيرية من المشايخ والوجهاء:" إن تأريخكم النضالي في مسيرة الثورة والجمهورية والوحدة يحتم عليكم اليوم أن تكونوا أكثر توحدا وتلاحما في المشهد الوطني الراهن كي تؤدوا دوركم الوطني على أكمل وجه في بناء اليمن الجديد؛ يمن الدولة المدنية الحديثة دولة النظام والقانون والعدالة والمواطنة المتساوية واستئصال ملفات الفساد ودعاة التمزق والتفرقة تحت أي مبرر".
وقال إن بكيل كبيرة، حيث تمتد من الصحراء الى البحر، وأكد على ضرورة التلاحم والوحدة:" وهي اليوم تعلن وحدتها بعد التفرد الذي أراد ويريد البعض تكريسه وحضورها الوطني المشرق بعد الغياب والتغييب المقصود وغير المقصود". داعيا الجميع الى رص الصفوف واستنهاض الهمم العالية والوطنية الصادقة، للوقوف إلى جانب مصلحة الوطن العليا وتجاوز كل الرؤى والمصالح الضيقة "في هذا الظرف التأريخي الهام".
ويعتبرهذا اللقاء، بمثابة لجنة تحضيرية، تلبية لتلك الدعوة من الشيخ صالح بن شاجع، وعلى ضوء مشروع الرؤية:" من أجل وحدة بكيل"، التي نشرتها وسائل الاعلام في وقت سابق ولاقت صدى واسعا في أوساط هذه القبيلة مترامية الأطراف، وبهذا الانعقاد تكون هذه اللجنة، التي يربوا عدد أعضائها على الألف رجل، هي الأكبر في تأريخ اللجان التحضيرية في اليمن، حيث يتم الإعداد لذلك منذ شهور.
وألقيت العديد من الكلمات، من قبل المشايخ والأكاديميون ومناضلون قدامى ينحدرون من ذات القبيلة، كما القيت قصائد شعرية حماسية وبعض الزوامل، وكانت القاعة تستمع اليهم بإنصات.
الكلمات القيت من قبل الشيوخ؛ ناجي الزايدي، حسين العجي العواضي، نايف الاعوج، يحيى محمد غوبر، أحمد مشلي الحميدي، محمد يحيى محسن الغولي، عبدالغني جميل ، والشيخ الرضي، وآخرين، والقى الشيخ ضيف الله مريط كلمة شباب بكيل، والعميد يحيى سرور، وهو ضابط قديم ومناضل معروف، كلمة العسكريين، حيا فيها جهود الشيخ صالح بن شاجع، الحريصة على وحدة وتماسك أكبر قبائل اليمن، وقال:" شكرا لك أيها الرمز والطود الشامخ، على هذه الفكرة الوطنية، لأن بكيل في أمس الحاجة اليها". وناشد الجميع الى ان يرصوا الصفوف ويتركوا الثارات والمكايد الصغيرة :" ياعيباة، ياعيباة، ياعيباة". والقى أحد اساتذة الجامعة كلمة باسم الأكاديميون.
المشايخ المتحدثون، وجهوا الشكر الجزيل لصاحب الدعوة الشيخ صالح بن شاجع، وقال الشيخ ناجي بن علي الزايدي مخاطبا الحاضرين:" نحن نؤكد لكم من هذا المكان بأننا لا ننظر بمنظار ضيق لا قبلي ولا مناطقي وإنما شأننا وهدفنا توحيد هذا المجتمع لأنه مهم للوطن إذا كان موحد وتماسكه مهم لأن ذلك يصب في مصلحة الشعب اليمني". واضاف الزايدي:" هناك من سيشكك في جدوى نشوء هذا الكيان، ونحن نؤكد بأن الفكرة وظنية خالصة". واضاف:" نحن نطمئن الآخرين الذين لديهم مصالح بأن هذا الأمر ليس على حساب مصلحة أحد ولا ضد مصلحة أحد لأننا لن نأخذ مصلحة أحد، إنما الهدف الرئيسي هو مصلحة الوطن ويهمنا مصلحة الجميع، بكيل تمثل نسبة لا يستهان بها لا تقل عن 45 بالمائة من الشعب اليمني".
الشيخ حسن العجي العواضي، القى كلمة ، وعبر في مستهلها عن سعادته الغامرة لمشاهدة "هذه الوجيه التي غابت عني وغبت عنها طويلا وأنا خارج الوطن". وإذ شكر وحيا الشيخ صالح محمد بن شاجع، وشيوخ بكيل جميعا، أشار العجي العواضي الى أن بكيل كانت ولا تزال ساحة للصراع، ودفعت الرقم الأكبر من الشهداء " ربما لأن بكيل ممتدة على طول الساحة اليمنية، فبكيل ليستآ فقط قبيلة إنما هي شعب". ولفت العواضي، الى أن قبيلة بكيل بحكم هذا الإمتداد العريض، هي القبيلة التي تعترف بالتنوع ، حيث وفيها تتعايش جميع المذاهب، ولهذا فوحدتها تمثل أحد جسور الوحدة الوطنية، كما قال.
وجاء في كلمة الشيخ يحيى محمد غوبر، بأن قبيلة بكيل كانت في الماضي ولاتزال مهمشة رغم أنها تمثل 9 ملايين نسمة من سكان اليمن "وهو ما يتطلب منا ان نقف وقفة جادة موحدة ونتجاوز الخلافات في ما بيننا، لأن هناك من استطاع أن يزرع الخلافات بيننا منذ ثورة سبتمبر 1962 المباركة ، حيث ومعظم الثوار من بكيل". واضاف قائلا:" يجب أن تدركوا يا ابناء بكيل أن خلافاتنا ضعف وتهميش لنا، لابد من جمع الكلمة تحت راية واحدة وقلب واحد: بكيل أولا وأخيرا".
واتهم الشيخ أحمد مشلي الحميدي، قلة قليلة استحوذت على كل شيء في البلاد، قائلا:" لا شيخنا مثلما شيخهم ولا ضابطنا مثلما ضابهم، يجب أن نأخذ حقوقنا انتزاعا، نحن قوة وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم، بكيل ضمان للوحدة اليمنية أرضا وانسانا، نحن لسنا مع التقاسم وأي حكومة تثير الكراهية والنعرات لسنا معها، نحن عصبة واحدة، إن الله لا يحب الجهر بالسوء من القول الا من ظلم، وبكيل ظلمت".
واكتظت القاعة الكبرى، القريبة من جولة الخمسين جنوب دار الرئاسة، برجال القبيلة "المبندقين"، وفي اللقاء تم توزيع الرؤية الخاصة بتوحيد القبيلة، واختتم الشيخ صالح بن شاجع، اللقاء بتوضيح:" نحن الحاضرون جميعا: اللجنة التحضيرية، جميعنا لجنة للتواصل والإعداد للاجتماع الموسع، وسنشكل لجنة صاغة من المؤهلين لصياغة برنامج مؤسسي يشمل كافة شرائح بكيل وفقا لآليات العمل الجماعي، على أن يقوم البقية بالتواصل والاعداد للإجتماع الموسع الذي سيحدد في وقته "شاكرين كل الشكر الأخوان من مشايخ وعقال بني مطر الذين طلبوا استضافة هذا اللقاء عندهم".