رسالة عيدية من مغترب لقريته
متفرقات - Wednesday 12 May 2021 الساعة 10:08 pm
في سماء القرية تطوف الآن أرواح المغتربين، تتجول بين بيوتها وعلى الطرقات، وتلقي التحية حتى على أشواكها، يحاولون بكل ما لديهم من قدرة أن يعيشوا أجواء ليلة العيد ويشاركوا أهلها فرحتهم ولو على هيئة حلم. هم هنا نعم، في أرض المهجر، لكنهم أجساد بدون أرواح، فقد تخلت عنهم أرواحهم عند أسفل "طلعة الدار" وأبت أن تسافر معهم مفضلة البقاء في القرية لحراسة فرحة أطفالها.
اليوم في القرية لا صوت سيعلو فوق صوت ضحكات الصغار، ولا شيء بإذن الله سيعكر صفوهم وفرحهم، ففي فرحهم راحتنا وفي ابتسامتهم سلوتنا وفي لعبهم ومرحهم عيدنا وسعادتنا.
وإلى شباب القرية، أرجو أن تفرحوا بالعيد كما يليق به، وأن تتزينوا كما يجب، اذهبوا في الصباح إلى مصلى العيد وسلموا على كل من يمر بكم، وقبلوا رؤوس كبار السن وبلغوهم تحياتنا، شاركوا الأطفال فرحتهم، والتقطوا الصور معهم، ومن لم يفعل ذلك منكم سيندم ذات يوم لأنه لن يستطيع فعلها.
في مقيلكم يوم العيد تذكروا بأننا بينكم، وبأن أرواحنا تحفكم، إذا سمعتم صوتا لا تعرفون مصدره فاعلموا أنه صوتنا، وإذا أتاكم هواء بارد فاعلموا أنها أنفاسنا، وإذا هطل عليكم مطر فاعلموا أنه من دموعنا، دموع الفرح لا دموع الحزن، ففرحتكم بالعيد تكفي لأن نواجه الغربة لألف سنة قادمة.
*من صفحة الكاتب على الفسيبوك