اتفاق ستوكهولم.. نقطة سوداء قوَّت الحوثي لنشر إرهابه في البحر الأحمر
تقارير - Thursday 07 December 2023 الساعة 09:15 amبات البحر الأحمر، قبالة السواحل اليمنية، من المناطق الأكثر خطورة لحركة التجارة البحرية في العالم، عقب أعمال القرصنة والهجمات التي تنفذها ميليشيا الحوثي- ذراع إيران في اليمن، منذ منتصف نوفمبر الماضي.
وتتخذ المليشيا الحوثية من مدينة الحديدة، وموانيها الاستراتيجية، قاعدة انطلاق لعملياتها البحرية التي تستهدف السفن التجارية المارة عبر قناتي باب المندب والسويس، وتحت مظلة الحرب ضد إسرائيل. هذه التهديدات للملاحة الدولية لاقت إدانة واستنكاراً من المجتمع الدولي، وسط أنباء عن تحركات تقودها الولايات المتحدة الأميركية لتشكيل قوة واجب بحرية تحمي السفن التجارية المارة في البحر الأحمر، والتصدي لأي تهديدات محتملة من قبل الميليشيات الحوثية.
التحركات العسكرية القادمة للتصدي لهجمات الحوثي، أعادت التذكير بمعركة تحرير مدينة الحديدة التي كانت تقودها القوات المشتركة قبل إبرام اتفاق ستوكهولم في السويد أواخر العام 2018؛ ففي الوقت التي كانت القوات على مشارف تأمين مدينة الحديدة موانيها تدخلت الأمم المتحدة في إبرام هذا الاتفاق، الذي يمثل اعترافا حقيقيا ورسميا بالميليشيات كسلطة واقع في الحديدة. في الوقت الذي روجت الأمم المتحدة أن إبرام هذا الاتفاق كان لدواعٍ إنسانية بحتة؛ كانت الميليشيات تبحث عن أي طوق للنجاة لاستمرار سيطرتها على الحديدة لما تحتله من أهمية كبيرة.
ومنذ توقيع الاتفاق المشؤوم، بحسب أبناء الحديدة، عززت الميليشيات الحوثية من إحكام سيطرتها على الحديدة وشريطها الساحلي المطل على البحر الأحمر، ناهيك عن استغلال مواني الحديدة لتهريب الأسلحة والطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية القادمة من إيران. لتصبح هذه المنطقة جزءاً من مناطق نفوذ طهران لتهديد الملاحة الدولية وخطوط التجارة العالمية.
تهديدات مستمرة
يعتبر تواجد الميليشيا في ميناء الحديدة وفرض نفوذها على الموانئ الأخرى، تهديداً للبحر الأحمر وممر الملاحة الدولية في المندب، فهذه العصابة المدعومة من إيران ارتكبت منذ سيطرتها عام 2014م ما يزيد عن 100 هجوم في البحر الأحمر ضد سفن تجارية وهجمات إرهابية ضد دول الجوار:
- 1 أكتوبر/تشرين أول 2016: تعرضت السفينة الإماراتية "إتش إس في-2 سويفت" لهجوم حوثي الحق بها أضراراً بليغة أثناء إبحارها قبالة سواحل المخا على البحر الاحمر.
- 10 أكتوبر/تشرين الأول 2016: الحوثيون يطلقون صاروخين باتجاه المدمرة الأميركية (يو إس إس مايسون).
- 29 يناير/كانون الثاني 2017: هجوم حوثي بثلاثة زوارق على فرطاقة سعودية ما أدى إلى مقتل اثنين من أفراد طاقمها.
- 14 يونيو/حزيران 2017: جماعة الحوثي تستهدف بارجة حربية إماراتية قبالة سواحل مدينة المخا.
- 3 أبريل/نيسان 2018: هجوم فاشل على ناقلة النفط السعودية (البقيق) قبالة ساحل الحديدة.
- 10 مايو/أيار 2018: جماعة الحوثي تنفذ هجوما صاروخيا على السفينة التركية (إنسي إنيبلو) المحملة بالمواد الغذائية.
- 25 يوليو/تموز 2018: هجوم على ناقلة نفط تابعة للشركة الوطنية السعودية، تحمل اسم (أرسان)، ما أدى إلى إعلان الرياض تعليقا مؤقتا لتسيير ناقلات النفط عبر البحر الأحمر.
- 17 نوفمبر/ تشرين الثاني 2019: الحوثيون يحتجزون سفينة سعودية صغيرة وزورق سحب يحمل علم كوريا الجنوبية.
- 13 أكتوبر/تشرين الأول 2021: التحالف بقيادة السعودية يعلن إحباط "هجومين وشيكين" من قبل جماعة الحوثيين في جنوب البحر الأحمر.
- 23 ديسمبر/كانون الأول 2021: التحالف يعلن تدمير زورق مفخخ لجماعة الحوثي قبل تنفيذه لهجوم وشيك على سفينة جنوب البحر الأحمر.
- 2 يناير/ كانون الثاني 2022: الحوثيون يستولون على السفينة "روابي" التي ترفع علم الإمارات جنوبي البحر الأحمر ويقتادونها إلى ميناء الحديدة.
- 18 و19 أكتوبر/تشرين الأول 2022: طائرات مسيرة تابعة للحوثيين تشن هجمات على السفينتين (hana) و(التاج بوت بليو ووتر) الراسيتين في ميناء رضوم بمحافظة حضرموت على البحر العربي.
- في نوفمبر 2023: حدوث عملية قرصنة قام بها الحوثيون على سفينة تجارية (جلاكسي) تضاربت الأنباء حول هويتها فيما الحوثيون قالوا إنها إسرائيلية، وتم احتجازها واقتيادها إلى ميناء الحديدة. ولا تزال الهجمات مستمرة حتى اللحظة.
نهاية التنازلات
قال قائد محور الحديدة، العميد إبراهيم المعصلي، إن ميليشيا الحوثي ذراع إيران، مستمرة في التحشيدات وفتح المعسكرات وتعزيز خطوطها الدفاعية بالرغم من الهدنة الإنسانية واختراقها، وتحاول بالتكرار استهداف القرى المجاورة لحيس والخوخة في جنوب الحديدة، وهناك سقوط ضحايا مدنيين معظمهم أطفال، والرأي العام يشاهد تلك الجرائم والمجازر التي يرتكبها الحوثيون، لكن الأمم المتحدة تلتزم الصمت أمام ما يحدث دون تحريك أي ساكن.
وأضاف العميد المعصلي لـ"نيوزيمن": إن الميليشيا مستفيدة من ضعف بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة (أونمها) والتنازلات التي تقدم من قبل الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً، في سبيل الحلول السلمية التي تجنب اليمن المزيد من إراقة الدماء، موضحاً: "نحن نعرف نواياها فهي تريد تجعل باب المندب هدفا لها بضغط وتعليمات إيرانية، فمنذ 2014 والحرس الثوري وقادة إيران يحلُمون ببسط نفوذ على الممر الدولي عبر ميليشياتهم المسلحة (الحوثيين) وقد زودت البحرية الإيرانية هذه العناصر بزوارق سريعة ولِنشات متطورة وأجهزة اتصالات ورصد لتهديد البحر الأحمر".
وأكد أنه "منذ أن أعلن اتفاق السويد الجائر الذي أجبر القوات العسكرية وألوية المقاومة التهامية على الانسحاب من مطار الحديدة والدوار وحي 7 يوليو بوابة دخول المحافظة لتحريرها والتراجع لكيلو مترات "توسعت عمليات الدعم اللوجستي الإيراني للحوثيين بعد فتح الميناء واستيلائهم على معظم مناطق الساحل التي كانت محررة مع الحكومة المعترف بها دولياً، ذلك ضمن التخادم الأممي والإيراني وبعض الدول الغربية ذات المصالح منها اسرائيل".
وأكد قائد محور الحديدة أن "هناك أشياء غريبة تحدث، وتخادما خفيا يمارس في الحديدة وبدأ يظهر مؤخراً مع أحداث غزة عبر عملاء ومليشيات محور إيران، فالذي مارس الضغوط ومنع عملية تحرير الحديدة وأجبر القوات على الانسحاب هو يعاني اليوم من القرصنة ويبادل المصالح مع محور إيران الذي يقف متفرجاً على فظاعات الاحتلال الإسرائيلي في غزة".
استعادة الحديدة
ما تمارسه إيران عبر الحوثيين، يكشف زيف الادعاءات بشأن الحرب ضد إسرائيل ودعم المقاومة الفلسطينية وغيرها من الشعارات التي تروج لها المليشيات الإيرانية لتنفيذ أعمال القرصنة في البحر الأحمر. فالواقع يؤكد أن الهجمات الحوثية تأتي على حساب اليمن وتفتيتها وكذا زيادة إحاطة اليمن بأسلحة الغرب وتعزيز القواعد العسكرية في الشرق الأوسط. فالحوثيون يسعون من خلال تهديداتهم للملاحة تأمين موطئ قدم لإيران في البحر الاحمر وباب المندب.
ويقول العميد المعصلي: "عيوننا ساهرة ونعرف نوايا إيران ومليشياتها في الحديدة والسواحل، ولا يضرنا المتعاطفون بالوهم، ونقدر الموقف. هدفنا واضح: "استعادة الجمهورية والدولة بما فيها الحديدة وصنعاء والسيادة الوطنية في كل شبر في اليمن".
ويؤكد وليد القديمي وكيل أول محافظة الحديدة، أن مليشيا الحوثي لا تريد الخير للسلام، واليوم نحن أمام عصابة تقوم باختطاف السفن من البحر الأحمر، وتهدد الممر الدولي التجاري، وهذا سيسبب كارثة كبيرة على اليمن والعالم أجمع، إذا لم يقف أبناء اليمن ودول الشرق الأوسط وعلى رأسهم دول الخليج والعالم، ضد هذه الميليشيا فإننا أمام كارثة كبيرة جداً لن نستطيع تجاوزها.
وأضاف: "ليس فقط هذه الميليشيا تقوم بالنهب والتدمير والاعتقالات أو التهديدات، هناك برنامج معد لما هو بعد هذه الفترة، هي اليوم تقوم بتعليم الأطفال ثقافة الخميني الإيرانية التي تنعكس سلباً مع قيمنا الاجتماعية وديننا الإسلامي التي تعلمنا وتربينا عليها في مجتمعنا اليمني. نتمنى من الجميع التكاتف ضد هذه الميليشيا الإرهابية. وزوالها سيكون قريباً، بإذن الله".