من ميون وباب المندب إلى المخا.. الزُبيدي وطارق يتحركان لإنهاء عبث إيران

تقارير - Wednesday 20 December 2023 الساعة 09:19 am
المخا، نيوزيمن، خاص:

تحولت مياه البحر الأحمر، خلال الأسابيع القليلة الماضية، إلى ساحة للعبث والفوضى بفعل الهجمات الإرهابية المتصاعدة التي تشنها مليشيا الحوثي -ذراع إيران في اليمن- ضد السفن التجارية المارة في مياه البحر الأحمر.

هذه الهجمات تزعم الميليشيات الحوثية أنها لنصرة فلسطين وأبناء غزة ضد العدوان الإسرئيلي المستمر منذ أكثر من سبعين يوماً دون توقف، فيما الحقيقة أن الميليشيات انخرطت في هذه المغامرة لاستعادة حاضنتها الشعبية التي تتراجع يوماً بعد يوم بسبب انتهاكاتها المستمرة ورفضها لجهود السلام التي تنهي الحرب وتعيد الاستقرار للبلاد.

وتزامن مع هذا العبث الحوثي تحركات حثيثة وسريعة لمجلس القيادة الرئاسي، ممثلاً باللواء عيدروس قاسم الزبيدي والعميد طارق محمد عبدالله صالح، من أجل تشكيل قوة محلية تساهم في إنهاء العبث الإيراني وأنشطتها العدائية التي تستهدف اليمن خاصة والمنطقة بشكل عام.

وفي 9 ديسمبر الجاري، اطلع الزُبيدي، من قائد القوات البحرية الفريق الركن عبدالله سالم النخعي وقيادات القوات البحرية على جاهزية القوات البحرية للقيام بدورها في تعزيز الأمن البحري وحماية خطوط الملاحة الدولية في باب المندب وخليج عدن والبحر الأحمر.

وناقش اللقاء استعدادات وجاهزية القوات، والجهود المبذولة لإعادة بنائها وتطوير قدراتها القتالية للقيام بالمهام الوطنية المسندة إليها في تعزيز الأمن البحري وحماية خطوط الملاحة الدولية بالمنطقة. 

وشدد الزُبيدي على أهمية تكثيف الجهود للوصول إلى الجاهزية المطلوبة، مجدداً ثقته بقدرات وكفاءة القوات البحرية في تنفيذ المهام على أكمل وجه.

والاثنين، قام اللواء الزبيدي يرافقه وزير الدفاع الفريق ركن محسن الداعري، ووزير الدفاع الأسبق اللواء محمود الصبيحي، بزيارة إلى جزيرة ميون ذات الأهمية الجيوسياسية كونها تتوسط باب المندب، والتأكيد منها على استعداد القوات المسلحة للمشاركة في تأمين خطوط الملاحة الدولية.

وفي 12 ديسمبر الجاري، كان قائد المقاومة الوطنية العميد طارق صالح، على موعد مع عرض لتشكيلات بحرية من خفر السواحل واللواء الأول مشاة بحري في مدينة المخا، احتفاءً بانتهاء العام التدريبي للقوات البحرية.

وأظهر العرض الجاهزية العالية لهذه القوات للقيام بمهامها في حماية السلام والأمن داخل الحدود البحرية للجمهورية اليمنية في قطاع الساحل الغربي.

وأكد العميد طارق صالح حينها أن استقرار اليمن هو الهدف المنشود من بناء أي قوة عسكرية، وأن الأنشطة العدائية لذراع إيران في اليمن الغرض منها قتل اليمنيين والعبث ببلادهم ومياهها الإقليمية؛ حماية لمصالح إيران ومشروعها الذي يسعى للتحكم بالمياه الدولية في مضيقي هرمز وباب المندب.

تصريحات العميد طارق صالح أكدها وزير الدفاع الإيراني محمد رضا اشتياني الذي قال صراحة "إن البحر الأحمر يعتبر منطقة ايران ولا احد من خارج المنطقة يستطيع أن يناور فيها"، هو ما يعني أن ما يحدث في البحر الأحمر مخطط إيراني للسيطرة على خطوط التجارة العالمية ولا علاقة له بما يحدث في الأراضي المحتلة كما تزعم الميليشيات الحوثية.

وعلى الرغم من تحركات الزبيدي وطارق جاءت لإنهاء عبث إيران باستقرار اليمن وأمنه الغذائي، الا انها على ما يبدو أثارت أيضا قلق تنظيم الإخوان الذي يعيش تحالفا معلنا مع أذرع إيران في المنطقة بهدف استغلال العدوان الإسرائيلي على غزة سياسيا والعودة من خلاله إلى واجهة الأحداث.

ويؤكد هجوم وسائل إعلام الحوثي والإخوان وصفحات نشطائهم الذي استهدف خلال الأيام الماضية اللواء عيدروس الزبيدي والعميد طارق صالح بشكل شخصي، حجم القلق من هذه التحركات التي تزامنت مع تحركات دولية لتشكيل قوة من أجل تأمين البحر الأحمر، ولكن الأخيرة لم تحظ بهذا الاهتمام.