"نهى وتيما" شقيقتان سلبت مليشيا الحوثي رونق حياتهما

تقارير - Friday 22 December 2023 الساعة 09:25 am
تعز، نيوزيمن، خاص:

آلاف المدنيين ضحايا لجرائم مليشيا الحوثي الإرهابية، ذراع إيران في اليمن، التي أوصلت الحزن والألم والإعاقة إلى كل منزل في مدينة تعز المحاصرة، وخلفت هناك أمهات ثكالى وأطفالاً بترت أطرافهم. وهنا آهات حزن وجرح مستمرة، وإعاقة مستدامة، ارتكبتها بحق الشابة نهى وشقيقتها تيما صالح الوافي.

"مليشيا الحوثي سلبتني رونق الحياة". بتلك الكلمات عبرت نهى الوافي، في حديثها لنيوزيمن، عن ما خلفته مليشيا الحوثي الإرهابية في حياتها وأسرتها من مأساة كبيرة ومعاناة مستمرة منذ سنوات.

صباح ملون بالدم

السابع عشر من أبريل 2018، تاريخ لا يمكن طمسه من ذاكرة الشابة "نهى". صباح ذلك اليوم تعرضت لرصاصة قناص اغتالت حياتها وأظلمت شمس صباحها.

تبتسم نهى بحزن قائلة: "بعد الانتهاء من تجهيز وجبة الإفطار لإخواني وتوديعهم، كان قناص المليشيا يبحث عن وجبة إفطار من دماء الأبرياء.

كان قناص مليشيا الحوثي المتمركز في المرتفعات الجبلية المطلة على قرى مديرية جبل حبشي، وجه بندقيته صباح يوم مشؤوم نحو منزل الشابة نهى في قرية "وهرة" غربي تعز.

بصوت ممزوج بالدموع تكمل حديثها: "استودعت الأطفال إلى المدرسة وكنت على استعداد للعودة إلى المنزل، إلا أن القناص الحوثي وعلى بعد مسافة (1 كم) كان يراقب عن قرب تحركات المواطنين فأطلق رصاصة الموت نحو جسدي، تعرض ساقي لرصاصة بمعدل (12/7)، تلته رصاص كثيفة وعشوائية صوب القرية استمرت لساعات".

وأضافت، "فقدت القدرة على النهوض بعد أن سقطت أرضاً والدماء تملأ ملابسي...". لم يتمكن الأهالي من إسعافها نتيجة استمرار الرصاص على المنطقة. وبعد ساعتين وهدوء أصوات الرصاص تمكن الأهالي من الوصل إلى المكان ونقلها إلى مستشفى البريهي في مدينة تعز وقد نزفت الكثير من الدماء.

معاناة..

كان يراودها الأطباء لبتر قدمها الأيمن، لكنها رفضت على أمل أن تستعيد حركتها الطبيعية. خضعت نهى لعدد من العمليات الجراحية لأجل استعادة قدمها الأيمن الذي تمزقت شرايينه وضمرت أعصاب رجلها اليسرى نتيجة رصاصة قناصة المليشيات. ومنذ 6 أعوام ما تزال تخضع لعمليات جراحية لاستعادة الحياة لأطرافها السفلى.

تقول نهى، "عندما أخبروني أنه يجب أن يُبتر أحد أطرافي السفلى، اعتبرت أن ذلك سيكلفني حياتي.. فرفضت".

نزوح وقناصة

أجبرت مليشيا الحوثي أسرة نهى على النزوح ليستقر بها الحال في منزل أحد أقاربهم في منطقة الزنقل بمديرية المظفر شمال غرب مدينة تعز. ورغم النزوح إلا أن قناص المليشيات ماهر في ارتكاب الجرائم.

وبينما كانت نهى تخضع لعمليات جراحية على فترات متقطعة تعرضت أختها تيما لرصاصة قناص استهدفتها إلى جوار المنزل بمنطقة الزنقل، شمال غرب مدينة تعز.

تعرضت نهى لوضع نفسي واقتصادي صعب، بعد أن أصابتها رصاصة قناص حوثي، كلفتها مسيرة طويلة للبحث عن علاج، وما تزال على أمل أن تقف مجدداً على قدميها بدون عكاز.