البحر الأحمر في زمن الحوثي.. ألغام تدميرية في طريق الملاحة الدولية

تقارير - Tuesday 26 December 2023 الساعة 04:46 pm
الحديدة، نيوزيمن، خاص:

بالتزامن مع تصعيد هجماتها على السفن التجارية في البحر الأحمر، بزعم مناصرتها للمقاومة الفلسطينية في غزة التي تواجه عدوانا إسرائيليا لليوم الـ80 تواليا، تتجه مليشيا الحوثي لزرع ألغام بحرية بسواحل البحر الأحمر وبالقرب من خط الملاحة الدولية، ما يرفع درجة المخاطر على الملاحة الدولية وخطوط التجارة وإمدادات النفط العالمية، ويشكل تهديداً لحياة الصيادين وسكان السواحل والجزر اليمنية.

وتؤكد مصادر حكومية استخدام مليشيا الحوثي -الذراع الإيرانية في اليمن- الألغام كسلاح استراتيجي في حروبها البرية أو البحرية، وتقدّر هذه المصادر عدد الألغام التي تمتلكها الجماعة بأكثر من مليون لغم ،فيما أقرت المليشيا في سبتمبر/ أيلول 2023 أن مجموع الألغام البحرية التي تم الكشف عنها 16 لُغما فقط وهو ما اعتبرته إنجازاً قياسياً، قياسا بما تسميه الحرب والحصار وشحة الموارد.

 ورسمياً عرضت مليشيا الحوثي في سبتمبر/ أيلول 2023 عدد 8 أنواع من الألغام البحرية في عرض عسكري نظم بميدان السبعين وسط صنعاء، وأطلقت المليشيا على الألغام أسماء (ثاقب، كرار، مجاهد 1 و2 ، عويس، مسجور 1 و2، آصف)، وتبع هذا العرض إعلان للجماعة في نوفمبر/ تشرين الثاني 2023 زعمت فيه امتلاكها ألغاماً بحرية أسمتها (المجور، ثاقب، كرار، مجاهد).

أحجام مختلفة ومسميات متعددة 

وكانت الجماعة أعلنت في أكتوبر 2018 إنتاجها نوعين من الألغام البحرية الغاطسة تحت مسمى مرصاد 1 ومرصاد 2،  قبل أن تعرض بعد ذلك بـ3 أعوام (في العام 2021)   عدد 11 لُغماً بحرياً، منها ما أسمتها (كرار 1، 2، 3، عاصف 2، 3، 4. وشواظ، ثاقب)، مشيرة إلى أن اللغم ثاقب يتميز بما وصفتها (آلية مغناطيسية للتثبيت على بدن القطع البحرية المُعادية، عبر عناصر الضّفادع البشريَّة).

 وخلال ذات الفترة عرضت ألغاماً بحرية تحت مسميات (أويس، مجاهد، النازعات)، لتعلن في سبتمبر/أيلول 2022 عن ثلاثة أنواع جديدة من ألغامها البحرية من طراز ما أطلقت عليهم مسمّيات (مسجور 1، ومسجور 2، وثاقب)، واعتبرت مليشيا الحوثي ألغامها البحرية (تمثّل أسلحة استراتيجية، يمكن أن تُشكّل معادلة فارقة في المواجهة مع تحالف ما تصفه بالعدوان، في حال لم يرضخ للغة السلم).

  ألغام موجّهة وأُخرى عائمة 

وحسب مصادر استخباراتية فإن مليشيا الحوثي تستخدم نوعين اثنين من الألغام هي الألغام الاعتراضية الموجهة، والتي تزن 42 كيلوغراما، وتتسم بأنها شديدة الانفجار، والألغام العائمة البدائية وهي على شكل اسطوانات غاز منزلي ويزن أكبر أحجامها 70 كيلو غراماً.

>> انتهاك صارخ للقوانين الإنسانية والدولية.. ألغام الحوثي تقتل اليمنيين 

وذكرت وكالة (شيبا) الاستخبارية أن هذه الألغام تحمل رأسين أو أربعة رؤوس متفجرة، وبالتالي فهي قادرة على اختراق "5 سنتيمترات" من فولاذ أي سفينة، مشيرة كذلك إلى قدرة هذه الألغام على البقاء عائمة في البحر لعدة سنوات، "مما يجعلها تشكل خطراً كبيراً على خطوط الاتصالات البحرية والملاحة الدولية والسفن وقوارب الصيد".

 منوهة إلى أنّ مليشيا الحوثي، وبدعم من خبراء أجانب، كثفت زراعة الألغام البحرية منذ بدء عمليات التحالف العربي في مارس/آذار 2015. كما زرعت ألغاماً زائفة بشكل عشوائي في مناطق شاسعة من البحر أحالت المياه الإقليمية اليمنية إلى شبكة من الألغام والمتفجرات.

تطابق 3 ألغام حوثية مع ألغام البحرية الإيرانية 

وكان فريق خبراء الأمم المتحدة ذكر في تقريره لعام 2017 أنه حقق في ثلاثة ألغام بحرية عثر عليها في ميناء المخا، مشيراً إلى تطابقها في الشكل والحجم مع ألغام القاع البحرية الإيرانية الصنع، والتي تم رصدها لأول مرة في معرض للأسلحة الإيرانية في أكتوبر 2015.

وفي تقريره للعام التالي 2018 أكد فريق الخبراء أن مستوى التهديد للأمن البحري في البحر الأحمر مرتفع للغاية، منوها في هذا السياق إلى أنّ ارتفاع مؤشر التهديدات هنا جاء مع تكثيف مليشيا الحوثي لعمليات "نشر الألغام ضد السفن المدنية والعسكرية العاملة في البحر الأحمر".

وكان المتحدث باسم التحالف العربي تركي المالكي اتهم مبكراً مليشيا الحوثي بتهديد الملاحة البحرية "بأكثر من 247 لغما بحريا"،  منوها إلى وجود أدلة قال إنها "تثبت تورط حزب الله اللبناني الموالي لإيران في تقديم الدعم الميداني للحوثيين لاستهداف السعودية وتهديد الملاحة الدولية".