الغارات الأمريكية البريطانية تزيد من تعقيدات ملف السلام في اليمن والحوثي هو المستفيد

تقارير - Monday 15 January 2024 الساعة 11:09 am
عدن، نيوزيمن، خاص:

ألقت العملية العسكرية التي نفذتها الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا فجر الجمعة، بمزيد من التعقيدات على جهود تحقيق السلام وإنهاء الحرب في اليمن التي تبذلها الأمم المتحدة بوساطة عمانية سعودية.

وشنت مقاتلات وسفن وغواصات حربية أمريكية وبريطانية غارات على 60 موقعا لميليشيا الحوثي الإرهابية، فجر الجمعة، في صنعاء وتعز والحديدة وحجة وصعدة.

وفي حين قال مسؤولون عسكريون أمريكيون: إن الأهداف التي ضُربت هي مراكز تصنيع مسيرات ومخازن أسلحة تابعة للميليشيات، فإن الأخير اعترف بمقتل خمسة وإصابة ستة من عناصره جراء الغارات.

ولا يستبعد المهتمون بالشأن اليمني استغلال الميليشيات الحوثية لهذه العملية العسكرية المحدودة، داخليا في الحشد والتعبئة العسكرية لمواجهة العدوان وخارجيا بفرض شروطها خلال عملية السلام الحالية.

ولا يخفى على أحد أن حرص السعودية على تحقيق السلام وتقديمها التنازلات في سبيل ذلك يعتبر عامل قوة لتحقيق شروط الميليشيات الحوثية.

وعندما قامت الميليشيات في مهاجمة السفن التجارية بالبحر الأحمر بزعم نصرة أبناء غزة، سألت جريدة الشرق الأوسط السعودية المتحدث باسم الميليشيات محمد عبدالسلام حول ارتباط تأثير تلك العمليات على السلام الداخلي في اليمن، فأجاب: «نعتقد أن مسار الشأن اليمني لا يتأثر بما يجري في البحر الأحمر والبحر العربي من عمليات محدودة تستهدف إسرائيل فقط».

وقال عبد السلام: إن «العمليات في البحر الأحمر والبحر العربي لا علاقة لها بالملف اليمني أو مسار السلام والنقاش مع الأشقاء في المملكة برعاية عمانية، كون تلك العمليات مرتبطة بشكل محدد واضح؛ وهي تستهدف السفن الإسرائيلية أو التي لها علاقة بها أو متجهة إلى موانئ الكيان الإسرائيلي كموقف داعم للشعب الفلسطيني، ولتخفيف الحصار الخانق عليه، ولا تستهدف العمليات في البحر الأحمر والبحر العربي أي دولة أخرى في العالم غير إسرائيل، وهذه قواعد اشتباك فرضها الإسرائيلي من خلال فرضه حصاراً خانقاً يستهدف الغذاء والدواء، فضلاً عن القتل الوحشي اليومي للأطفال والنساء».

لكن الوضع الآن تغير وأصبح الحوثي هو يتعرض للهجوم، ومع هذا يرى رئيس مركز صنعاء للدراسات ماجد المذحجي، أن هذا الوضع لن يبدد فرص السلام الذي وصفه بالهش.

وقال المذحجي في حديث لقناة الحدث حول هذه القضية، "هذه الضربات المحدودة يمكن أن تحول دون تورط ‎الولايات المتحدة الأمريكية في مغامرة عسكرية كبيرة باليمن، وتستجيب للمخاوف بأنها لن تبدد فرص السلام الهشة، وتقول إن الولايات المتحدة استعادت معادلة الردع الاستراتيجية في جنوب ‎البحر الأحمر".

لكن ما يتفق عليه الجميع أن تحقيق السلام وإنهاء الحرب في اليمن سيتأخر لوقت أطول متأثرا بهذه الأوضاع التي قد تطول هي الأخرى.