المجاعة تهدد أهالي قطاع غزة

العالم - Wednesday 24 January 2024 الساعة 05:03 pm
غزة، نيوزيمن:

"يواجه 2.3 مليون فلسطيني في قطاع غزة ظروفاً مزرية وغير إنسانية، ويكافح المواطنون ببساطة من أجل اجتياز يوم آخر دون مأوى مناسب، وتدفئة، ومرافق صحية، وطعام، ومياه صالحة للشرب".

أوضح الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أن الجميع في غزة يعانون من الجوع، وربع السكان –أي أكثر من نصف مليون شخص- تهددهم المجاعة بسبب انعدام الأمن الغذائي. بالإضافة إلى الأمراض المعدية التي تتزايد مع انهيار النظام الصحي.

وقال: إن الأمم المتحدة تسعى جاهدة إلى تقديم المساعدة للمحتاجين، لكنه أشار إلى أن 153 من موظفي الأمم المتحدة قتلوا حتى الآن، وهذا يمثل "مصدر حزن لا نهاية له لنا جميعا".

وقتلت الغارات الإسرائيلية حتى يوم الثلاثاء 23/ 1/ 2024م، 25.490 فلسطينيا منذ بدء الحرب بحسب وزارة الصحة الفلسطينية. ووصل عدد الجرحى إلى 63.354 شخصا.

ويعاني قطاع غزة مجددا من انقطاع شبه تام لشبكة الاتصالات، وسط قصف إسرائيلي متواصل، بحسب الهيئات المنظمة للإنترنت في غزة. ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى زيادة وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع أنحاء قطاع غزة.

وتقول وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة: إن 570 ألف شخص في غزة معرضون لخطر المجاعة الشديد. خاصة في الشمال، بسبب الحصار الإسرائيلي المكثف الذي يمنع دخول المواد الغذائية والوقود إلى المنطقة.

وتظهر الصور التي تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي في الأيام القليلة الماضية الفلسطينيين وهم يحولون علف الحيوانات إلى دقيق للخبز بسبب نقص الغذاء.

حصار خان يونس

وفر آلاف النازحين الفلسطينيين من خان يونس جنوب قطاع غزة، بعد فرض الجيش الإسرائيلي حاصراً خانقاً على المدينة وسط عمليات إضافية غرب المنطقة.

وظهر نازحون يجلسون على جوانب الشوارع وعلى مقربة من شاطئ البحر، ويظهر الفيديو كذلك سيارات وشاحنات وجرارات تنقل عائلات وممتلكاتهم الأساسية، وحشوداً من الناس يسيرون، في حين تحدث العديد من الفارين عن مشاهد مرعبة.

وقال أحد النازحين من غزة: "هناك قتلى على الأرض. لقد تركناهم خلفنا. هناك أشخاص قتلوا داخل المنازل.. كنا نتوقع أن نموت في أي لحظة".

وقال العاملون في منظمة أطباء بلا حدود إنهم غير قادرين على اتباع أوامر الإخلاء الإسرائيلية للمنطقة المحيطة بمستشفى النصر في خان يونس، حيث تدوي أصوات "القنابل وإطلاق النار الكثيف" في مكان قريب. 

وقالت المنظمة: "مع اقتراب القصف العنيف والقتال من المناطق المحيطة بمستشفى ناصر، لن يتمكن المدنيون المصابون من الحصول على رعاية فورية أو عاجلة"، في حين قالت الأمم المتحدة: إن الوضع في المستشفيات بالمنطقة تدهور مع توسع العمليات العسكرية الإسرائيلية.

اعتقالات مستمرة

وواصل الجيش الإسرائيلي، مداهمات قرى وبلدات في الضفة الغربية واعتقل عدداً من الفلسطينيين وفق ما أفادت به مصادر محلية.

وقالت المصادر: إن الجيش الإسرائيلي، اعتقل الأربعاء، أربعة فلسطينيين بعد مداهمة لمنزلين في بني نعيم شرقي الخليل، وتخريب محتوياتهما. كما نصب الجنود عدة حواجز عسكرية على مداخل المدينة وبلداتها وقراها ومخيماتها، وأغلق الجيش طرقاً رئيسية وفرعية بالبوابات الحديدية والمكعبات الاسمنتية والسواتر الترابية.

واعتقلت قوات إسرائيلية، اليوم الأربعاء، أربعة فلسطينيين من نابلس، وأفادت مصادر محلية، بأن الجنود اعتقلوا شاباً بعد مداهمة منزله في مخيم العين غربي نابلس.

وأضافت إنّ الجيش الإسرائيلي تمركز في العديد من الطرق المؤدية للمخيم، كما اعتقل ثلاثة فلسطينيين بعد مداهمة منزلهم وتفتيشه بشارع السكة، والاعتداء على قاطنيه بالضرب.

كما شهدت بلدتي حارس وكفل حارس بمحافظة سلفيت، واعتقلت تسعة فلسطينيين. واقتحم الجيش الاسرائيلي بلدة الزاوية وسط إطلاق قنابل صوتية على فلسطينيين دون الإبلاغ عن وقوع إصابات، كما وضع حاجزاً عسكرياً على مدخل بلدة قراوة بني حسان.

وأفادت مصادر محلية لوكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، بأنّ اعتقالات طالت فلسطينيين في بلدة يعبد جنوب غرب جنين، وجاءت بعد مداهمة منازل في البلدة وتفتيشها. كما فجّر جنود إسرائيليون، منزلاً في قرية عوريف، جنوبي نابلس، كما اقتحموا المنطقة الجنوبية من القرية، وحاصروا منزلاً وفرضوا طوقاً في محيطه. واقتحم الجيش الإسرائيلي، مخيم الجلزون، وداهموا منزلاً واعتقلوا فلسطينيين اثنين.

حل الدولتين

وجدد الأمين العام للأمم المتحدة التأكيد على أن حل الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية هو الحل لإيقاف الحرب وإعادة إحلال السلام في المنطقة. محذراً من أن رفض اسرائيل هذا الحل سيؤدي إلى إطالة أمد الصراع الذي يهدد السلام العالمي إلى أجل غير مسمى.

وقال أنطونيو غوتيريش في الاجتماع الوزاري لمجلس الأمن: إن على المجتمع الدولي الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في بناء دولته المستقلة بالكامل، وإن الرفض الواضح والمتكرر لحل الدولتين على أعلى مستويات الحكومة الإسرائيلية "غير مقبول"، وأكد على أن ذلك هو الحل الوحيد لتلبية التطلعات المشروعة للشعبين الإسرائيلي والفلسطيني على حد سواء.

وشدد غوتيريش على ضرورة أن ينتهي الاحتلال الإسرائيلي، وتساءل عن البديل لحل الدولتين، فقال: "كيف سيبدو حل الدولة الواحدة مع هذا العدد الكبير من الفلسطينيين داخل تلك الدولة دون أي إحساس حقيقي بالحرية والحقوق والكرامة؟ سيكون ذلك أمرا لا يمكن تصوره".

وقال: إن حل الدولتين تعرض "للتشويه والتقويض وترك ليموت مرات عديدة" على مدى العقود الأخيرة، إلا أنه يظل السبيل الوحيد لتحقيق السلام الدائم والعادل في إسرائيل وفلسطين والمنطقة. وأضاف: "في هذا الوقت العصيب الذي يمر به الإسرائيليون والفلسطينيون يجب أن يُحفز كلا الطرفين، والمجتمع الدولي، على العمل بشجاعة وتصميم لتحقيق سلام عادل ودائم".