خبراء ومدنيون: إرهاب الحوثيين يزداد وحشية بتزايد أحكام الإعدام وقمع المعارضين

تقارير - Wednesday 07 February 2024 الساعة 04:17 pm
نيوزيمن، ترجمة خاصة::

قال خبراء ومدنيون: إن عهد الإرهاب الذي يمارسه الحوثيون في مناطق سيطرتهم ضد المواطنين ولا سيما المعارضين لسلطتهم، يزداد وحشية أكثر من أي وقت مضى مع تزايد عمليات الإعدام والجلد العلني مع الإخلال بحق المتهمين بمحاكمات عادلة..

ونقلت صحيفة التلغراف البريطانية الثلاثاء، عن خبراء ونشطاء مدنيين قولهم إن الحوثيين يقدمون صورة بطولية لأنفسهم في الدفاع عن فلسطين في الوقت نفسه يقومون بإسكات من يتجرأ على انتقادهم.

وذكرت الصحيفة أن سلطات الحوثيين تستهدف نشطاء حقوق الإنسان والمسؤولين الإعلاميين وحتى الصيادين في الأسابيع الأخيرة. وفي أعقاب سلسلة من الضربات الأمريكية والبريطانية على قواعد الحوثيين العسكرية، تعهدت الجماعة الإرهابية بمواصلة مهاجمة السفن في المنطقة، مما يهدد بمزيد من التصعيد في الشرق الأوسط، ولكن في الداخل، يعمل الحوثيون على تشديد قبضتهم على البلاد.

ونقلت التلغراف عن نيكو جعفرنيا، الباحثة في الشأن اليمني بمنظمة هيومن رايتس ووتش، قولها: “يستخدم الحوثيون هجماتهم في البحر الأحمر كغطاء لانتهاكاتهم الحقوقية في الداخل”.

وأضافت: "بينما ينشغل الحوثيون في الترويج للعالم بأنهم يدافعون عن الفلسطينيين في غزة ضد الفظائع التي ترتكبها إسرائيل، يقومون بإسكات اليمنيين الذين يجرؤون على انتقادهم".

وقالت السيدة جعفرينا: إن هناك ارتفاعا في حالات التعذيب والإعدام العلني في مناطق سيطرة الحوثيين منذ أن بدأوا بمهاجمة السفن في البحر الأحمر.

كما نقلت الصحيفة عن رشيد معروف، من وحدة الإعلام بالجيش اليمني، قوله إن "العديد من أحكام الإعدام صدرت بعد الحرب على غزة"، مضيفاً: "نحن جميعًا نفكر جديًا في مغادرة اليمن للعيش في الخارج. لا يوجد أمان داخل البلاد. الحوثيون لهم نفوذ كبير… وكلنا في خطر".

وأشار معروف إلى قضية الناشطة الحقوقية فاطمة العرولي، التي حكم عليها قبل أسبوعين بالإعدام بتهمة التجسس لصالح دولة الإمارات العربية المتحدة، التي تشارك في التحالف الذي تقوده السعودية ضد الحوثيين منذ عام 2015.


وتابع معروف متحدثا عن الناشطة العرولي: "لقد اعتقلها الحوثيون قبل عامين لدى عودتها من دبي"، لكنها الآن واحدة من عدد غير معروف من الأشخاص الذين حكم عليهم بالإعدام، ومن المفهوم أنه سيتم إعدامها في غضون أيام.

وقال معروف: إن محكمة حوثية أصدرت أيضاُ حكما بإعدام مراهق مدني يدعى خالد عتيق صالح العوادي، 15 عامًا، بعد أن تم القبض عليه لأول مرة من قبل الحوثيين قبل عامين، لافتاً إلى أن والدة الطفل العوادي ناشدت قيادة الحوثيين لإطلاق سراح ابنها كونه وحيدها، لكن دون جدوى.

وتابع: "المليشيات اغتالت العديد من الناشطين الإعلاميين. لقد تعرضت للعديد من التهديدات ومحاولات الاغتيال، واضطررت للسفر إلى الحدود مع السعودية للعمل هنا في منطقة عسكرية تعتبر أكثر أماناً من الداخل".

في السياق ذاته نقلت الصحيفة عن براء شيبان، الزميل المشارك في المعهد الملكي للخدمات المتحدة، أن استيلاء الحوثيين على السلطة القضائية في اليمن ساعد في تسهيل الجولة الأخيرة من عمليات الإعدام.

وقال شيبان: "محمد علي الحوثي، أحد كبار قادة الحوثيين، أشرف على تغيير الهيكل القضائي الذي منحه السيطرة على النظام القضائي مما يسمح للجماعة بشكل أساسي بتسريع الأحكام عندما تحتاج إلى ذلك".

وكان النظام القضائي في السابق يتألف من ثلاثة مستويات، حيث تنتهي أي عقوبة إعدام في يد المحكمة العليا، التي لها الرقابة النهائية.

وأضاف شيبان: "قام الحوثيون بتسريع هذه العملية برمتها التي كانت تستغرق في السابق ما يصل إلى عامين، وأصبح الآن يتم إصدار أوامر الإعدام على الأشخاص في غضون أيام"، مذكّرا بأمر المحكمة الحوثية الذي يسمح لقيادات الجماعة بمصادرة ممتلكات معارضيهم، مما مكنهم من الاستيلاء على ممتلكات وأصول أي شخص لا يروق لهم".

مأساة الصيادين

وتطرقت الصحيفة البريطانية إلى مأساة الصيادين اليمنيين منذ بدء التصعيد الحوثي في البحر الأحمر، ونقلت عن الناشط الحقوقي اليمني في اللجنة الوطنية للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان، غالب علي أحمد القديمي، قوله إن الصيادين المحليين قتلوا على يد الحوثيين بسبب اضطرارهم لخرق حظر الصيد الذي فرضته المليشيا الحوثية.

وأضاف القديمي إن "ثمانية صيادين من مديرية الخوخة اختفوا منذ شهر ولم يتم العثور عليهم حتى اللحظة"، في إشارة إلى أن تصريحه هذا كان قبل إعلان العثور على جثث الصيادين الثمانية مقتولين في إحدى الجزر الصخرية الصغيرة في البحر الأحمر.

لكن القديمي أشار أيضاً إلى أن "القوات البحرية الشرعية، قبل أسبوع من الإدلاء بتصريحه لصحيفة التلغراف، عثرت على جثتي صيادين اثنين ظهرت عليهما آثار إطلاق النار، ولم يتم التعرف على هويتيهما لأن الجثتين تحللتا بشكل كبير".

ويعتمد معظم سكان المناطق الساحلية المطلة على البحر الأحمر في اليمن على صيد الأسماك من أجل البقاء. ومن المرجح أن يؤدي حظر الصيد الذي فرضه الحوثيون إلى تفاقم مستويات المجاعة بين هؤلاء السكان.

وقال القديمي: "إن هذه العملية تحت مبرر حرب غزة والقضية الفلسطينية أدت إلى حرمان مئات الصيادين الذين يعيلون آلاف الأسر التي تركت دون مصدر دخل لها ولأسرها".