نشاط متزايد لاستئناف عملية السلام في اليمن وسط تحذيرات من تجاهل الجنوب
تقارير - Saturday 10 February 2024 الساعة 10:07 pmتزايدت، خلال الأيام الماضية، وتيرة التحركات الدولية والإقليمية من أجل استئناف العملية السياسية في اليمن والتي توقفت بالتزامن مع بدء التصعيد في البحر الأحمر بسبب الهجمات التي شنتها ميليشيا الحوثي الإرهابية، ذراع إيران في اليمن، على السفن التجارية المارة في المياه الدولية بالبحر الأحمر.
هذه التحركات تزامنت مع تجدد التحذيرات من محاولات تجاهل أو تغييب القضية الجنوبية ومطالب الجنوبيين بشأن حل قضيتهم حلاً عادلاً يفضي إلى منحهم الحق في تقرير مصيرهم واستعادة دولتهم.
وقام المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغد خلال الأسبوع المنصرم، برحلة مكوكية بدأت في الرابع من فبراير الجاري من العاصمة الإيرانية طهران التي التقى فيها وزير الخارجية أمير عبداللهيان وغيره من كبار المسؤولين وناقش معهم ضرورة خفض التوترات على المستوى الإقليمي، ومنع الارتداد لدائرة العنف الذي عانى منه اليمن حتى الهدنة التي توسطت فيها الأمم المتحدة عام 2022، وشدد على ضرورة الحفاظ على التقدم المحرز نحو وقف إطلاق النار على مستوى البلاد، واتخاذ إجراءات لتحسين الظروف المعيشية، واستئناف العملية السياسية برعاية الأمم المتحدة.
وفي السابع من فبراير زار غروندبرغ العاصمة السعودية الرياض التي التقى فيها رئيس مجلس القيادة الرئاسي، الدكتور رشاد العليمي وكبار المسؤولين والدبلوماسيين، بمن في ذلك سفير السعودية لدى اليمن محمد آل جابر، وسفراء الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، قبل أن ينتقل، الجمعة، إلى الإمارات ويلتقي المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات الدكتور أنور قرقاش، ووزير الدولة الإماراتي خليفة المرر لبحث أهمية الدور الإقليمي في توفير بيئة مواتية للحوار البناء في اليمن.
كما التقى غروندبرغ في أبوظبي بعضو مجلس القيادة الرئاسي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، عيدروس الزبيدي، لمناقشة استمرار الجهود نحو وقف إطلاق النار في جميع أنحاء البلاد، وتدابير لتحسين الظروف المعيشية، واستئناف عملية سياسية برعاية الأمم المتحدة.
لقاءات المبعوث الأممي تزامنت مع لقاءات مماثلة عقدها سفير الولايات المتحدة لدى اليمن، ستيفن فاجن، والمبعوث الأمريكي إلى اليمن، ليندركينغ مع قيادات الشرعية لبحث استئناف عملية السلام وتأثيرات التصعيد الحوثي في البحر الأحمر على جهود إحلال السلام.
في الأثناء، زار وفد حوثي العاصمة السعودية الرياض لاستكمال مباحثات خارطة الطريق واتفاق السلام الذي كان من المزمع إعلانه الشهر الماضي ولكن تأجل بسبب التعنت الحوثي وهجماته الإرهابية في البحر.
وبهذا الشأن، قال رئيس الوفد الحوثي محمد عبدالسلام، إن لقاءاتهم مع القيادات السعودية "نتج عنها تجاوز لأهم العقبات التي كانت تواجه خريطة الطريق، وهي الالتزامات التي يحاول إنجاحها المبعوث الأممي لليمن هانس غروندبرغ ليرسم من خلالها حلاً شاملاً لكافة الملفات المتعلقة بالعدوان الأمريكي السعودي على البلد"، وفق وصفه.
ونقلت جريدة الشرق الأوسط عن عبدالسلام قوله إن خريطة الطريق تضمنت حواراً سياسياً ولكنها بدأت بالملف الإنساني وما يتضمنه من فتح الطرقات والمطارات والموانئ والإفراج عن الأسرى، وكذلك استكمال الملف الإنساني ثم الملف العسكري ثم الملف السياسي.
وفي السياق قال أمين عام الأمانة العامة لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، فضل الجعدي، إن استئناف العملية السياسية لإحلال السلام يتطلب توفير ظروف ملائمة لبدء عملية سياسية شاملة ترعاها الأمم المتحدة، يسبقها اتخاذ خطوات جادة لوقف الانهيار الاقتصادي المتسارع لانقاذ الشعب ووضع حل القضايا وفي مقدمتها القضية الجنوبية في صدارة تلك العملية لضمان نجاحها وإنتاج سلام مستدام.
وبالرغم من اللقاءات التي جمعت رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي، مع المبعوث الأممي والسفير الأمريكي بشأن جهود إحلال السلام، إلا أن الخبير العسكري والأمني العميد خالد النسي، يرى أن الجنوبيين مغيبون عن تفاصيل اتفاق السلام المزمع إعلانه في ظل التقارب السعودي والحوثي، مؤكدا في تدوينة على منصة إكس، أنه وقت إعلان الاتفاق سيكون الجنوبيون أمام لحظة مصيرية وهي الموافقة والتوقيع أو الرفض الذي سيترتب عليه تغيير في المواقف والقرارات خاصة وأن اتفاق السلام المزمع إعلانه هو ضد إرادة وتضحيات وحقوق وأهداف شعب الجنوب.