تصريحات اجتياح رفح.. ردود فعل غاضبة وتحذيرات من تداعيات إقليمية وكارثة إنسانية
العالم - Monday 12 February 2024 الساعة 04:35 pmوسط تحذيرات عربية ودولية واسعة من خطورة وكارثية اجتياح الاحتلال الإسرائيلي لمدينة رفح الفلسطينية جنوب قطاع غزة، جدّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأحد 11 فبراير/ شباط 2024، التأكيد على مهاجمة رفح في جنوب قطاع غزة، معتبراً أن "عدم تنفيذ ذلك" سيعني "خسارة الحرب".
وفي مقابلة له مع قناة ABC NEWS الأميركية، زعم نتنياهو أن قواته ستهاجم رفح -التي تأوي نحو مليون و400 ألف نازح- "مع ضمان المرور الآمن للسكان المدنيين حتى يتمكنوا من المغادرة"، مشيراً إلى أنهم "يعملون على وضع خطة مفصلة لتحقيق ذلك".
وإزاء ذلك تتوالى ردود الفعل العربية والدولية والأممية على تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي، محذرة من مخاطر وتبعات ذلك، وما قد ينجم عن ذلك من مذابح دموية وجرائم إبادة جماعية بحق الفلسطينيين هناك.
الأونروا: الهجوم المحتمل على رفح سيكون كارثة
وقالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”: "إن الهجوم العسكري المحتمل لقوات الاحتلال الإسرائيلي على مدينة رفح جنوبي قطاع غزة وسط أهاليها الضعفاء المكشوفين تمامًا هو وصفة لكارثة”.
وأوضح المفوض العام لوكالة “أونروا” "فيليب لازاريني"، في تصريح صحفي السبت: "أن الكثيرين من أهالي رفح (والنازحين إليها) البالغ عددهم 1.4 مليون شخص، يعيشون في ملاجئ بلاستيكية مؤقتة (خيام) بالشوارع”.
(التعاون الإسلامي) تدين تصريحات اجتياح رفح
وأدانت منظمة التعاون الإسلامي بشدة تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بخصوص مواصلة العدوان العسكري على قطاع غزة ومخطط توسيعه على مدينة رفح، محذرة من "أن استمرار وتوسيع العدوان العسكري الإسرائيلي يأتي في إطار محاولات مرفوضة للتهجير القسري للشعب الفلسطيني من أرضه، وفي إطار الإبادة الجماعية، وسيؤدي إلى كارثة إنسانية ومجازر جماعية".
البرلمان العربي يحذر الاحتلال من اجتياح رفح الفلسطينية
البرلمان العربي حذّر هو الآخر من خطورة اجتياح الاحتلال الإسرائيلي لمدينة رفح الفلسطينية جنوب قطاع غزة، محملا الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عما قد يقع من مجازر ونزيف دماء لن تتوقف، في حال تنفيذ الاقتحام الذي وصفه بالكارثة.
وجدد البرلمان العربي في بيان له السبت، رفضه القاطع وإدانته الشديدة للتهجير القسري للمدنيين الفلسطينيين، كما طالب المجتمع الدولي ومجلس الأمن الدولي، وجميع دول العالم، بالتدخل العاجل لمنع توسع رقعة العدوان، وجرائم الإبادة الجماعية لرفح.
تحذيرات أممية من تداعيات إقليمية لا تحصى
وفي وقت سابق حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية من توسيع الاحتلال الإسرائيلي هجومه الشامل لقطاع غزة ليشمل مدينة رفح الجنوبية المكتظة بالسكان مما قد يؤدي إلى جرائم حرب.
وقال "يانس لاركيه" المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية للصحفيين في جنيف: إن "القصف العشوائي للمناطق المكتظة بالسكان قد يصل إلى جرائم الحرب بموجب القانون الدولي الإنساني".
في حين كان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش حذر أمام الجمعية العامة للمنظمة الدولية من "تداعيات إقليمية لا تحصى" لهجوم إسرائيلي بري محتمل على رفح، موضحاً أن "عملاً مماثلاً سيزيد في شكل هائل ما هو أصلاً كابوس إنساني".
الاتحاد الأروبي: اجتياح رفح كارثة إنسانية لا توصف
كرر الممثل الأعلى للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، السبت، تحذيرات الدول الأعضاء بالتكتل من أن العملية العسكرية الإسرائيلية المرتقبة في رفح جنوب قطاع غزة، ستقود إلى "كارثة إنسانية لا توصف"، وتوتر كبير مع مصر.
وقال على حسابه على منصة "إكس": "استئناف المفاوضات لتحرير الرهائن، ووقف العمليات العدائية، هو السبيل الوحيد لتجنب سفك الدماء".
واشنطن: لن نؤيد مهاجمة رفح دون حماية المدنيين
قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الأربعاء، إنه في ما يتعلق برفح "المسؤولية تقع على إسرائيل (...) لبذل كلّ ما في وسعها لضمان حماية المدنيين".. مضيفاً إن أي "عملية عسكرية تقوم بها إسرائيل يجب أن تضع المدنيين في الاعتبار أولا وقبل كلّ شيء".
وقالت واشنطن، الخميس، إنها لن تؤيد أي عملية عسكرية إسرائيلية في رفح دون إيلاء الاعتبار الواجب لمحنة المدنيين، ووصف بايدن الرد العسكري الإسرائيلي على هجوم "حماس" على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر بأنه "تجاوز الحد". وأضاف "يعاني العديد من الأبرياء من المجاعة. العديد من الأبرياء الذين يواجهون مشاكل ويموتون. يجب أن يتوقف ذلك".
مخاوف بريطانية- هولندية وتحذيرات ألمانية من كارثة إنسانية متوقعة في رفح
عبّر وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون، الأحد، عن قلقه الشديد، إزاء احتمال شن الجيش الإسرائيلي، لهجوم على رفح جنوب غزة، "حيث يتواجد تقريباً نصف سكان القطاع".
وقال كاميرون عبر منصة "إكس"، إن الأولوية يجب أن تكون لوقف فوري لإطلاق النار، وإدخال المساعدات الإنسانية، وتحرير المحتجزين، والمضي قدماً نحو هدنة دائمة.
فيما حذرت وزيرة الخارجية الهولندية هانكي برونز سلوت، الأحد، من الأوضاع المتردية في رفح، وسط احتمالات متصاعدة لشن هجمات إسرائيلية، وقالت وزيرة الخارجية الهولندية في سلسلة تغريدات عبر منصة "إكس"، إن الوضع في رفح "مقلق للغاية"، و"من الصعب أن لا تؤدي العمليات العسكرية على نطاق واسع في منطقة مكتظة بالسكان إلى وقوع العديد من الضحايا المدنيين، وكارثة إنسانية كبيرة.. هذا لا يمكن تبريره".
وفي سياق متصل حذرت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك من الهجوم المحتمل للجيش الإسرائيلي على رفح، لافتةً إلى أنه قد يشكل "كارثة إنسانية متوقعة".
وقالت الوزيرة في رسالة على صفحتها في منصة "إكس"، إن "المحنة في رفح تتجاوز فعلاً القدرة على الفهم. 1,3 مليون شخص يبحثون عن الحماية من القتال في منطقة محدودة جداً. هجوم للجيش الإسرائيلي على رفح سيشكل كارثة إنسانية متوقعة".
السعودية: تداعيات بالغة الخطورة لكارثة إنسانية وشيكة
عربيا حذرت المملكة العربية السعودية، السبت، من "التداعيات بالغة الخطورة لاقتحام واستهداف مدينة رفح في قطاع غزة"، مشيرة إلى أنها "الملاذ الأخير لمئات الألوف من المدنيين الذين أجبرهم العدوان الإسرائيلي الوحشي على النزوح".
وأكدت السعودية "رفضها القاطع وإدانتها الشديدة لترحيلهم قسرياً"، وجددت "مطالبتها بضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار".
وقالت وزارة الخارجية السعودية في بيان، إن "هذا الإمعان في انتهاك القانون الدولي والإنساني الدولي يؤكد ضرورة انعقاد مجلس الأمن الدولي عاجلاً لمنع إسرائيل من التسبب بكارثة إنسانية وشيكة يتحمل مسؤوليتها كل من يدعم العدوان".
الإمارات: الانعكاسات الإنسانية خطيرة
بدورها أعربت دولة الإمارات عن قلقها الشديد من مخططات واستعدادات الجيش الإسرائيلي لشنّ عملية عسكرية في منطقة رفح، جنوبي قطاع غزة، المكتظة بالنازحين الفلسطينيين، ومن الانعكاسات الإنسانية الخطيرة التي قد تتسبب بها العمليات العسكرية، محذرة في بيان نشرته الخارجية، من العمل العسكري الذي يهدد بوقوع المزيد من الضحايا الأبرياء، ويؤدي إلى استفحال الكارثة الإنسانية التي يشهدها القطاع.
وجدّدت الإمارات تأكيد إدانتها الشديدة لأي ترحيل قسري للشعب الفلسطيني الشقيق، وأية ممارسات مخالفة لقرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي والإنساني، داعية المجتمع الدولي إلى بذل كافة الجهود بدون إبطاء للوصول إلى وقف فوري لإطلاق النار لتجنّب المزيد من تأجيج الوضع في الأرض الفلسطينية المحتلة، وإلى دفع كافة الجهود المبذولة لتحقيق السلام الشامل والعادل، ومنع انجرار المنطقة لمستويات جديدة من العنف والتوتر وعدم الاستقرار.
رفض أردني وتنديد قطري
وإلى الأردن حيث أكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي أنه "لا يمكن السماح بحمام دم آخر في غزة"، وفي تصريحات صحافية حذّر المسئول الأردني من أن أي هجوم إسرائيلي على رفح "سيتسبب في مذبحة للأبرياء"، مشدداً على أنه "يجب على مجلس الأمن، والعالم أجمع، منع ذلك وإنهاء العدوان الذي وصم إنسانيتنا الجماعية".
من جهتها أدانت الخارجية القطرية في بيان لها "بأشد العبارات التهديدات الإسرائيلية باقتحام مدينة رفح بجنوب قطاع غزة"، محذرةً من وقوع "كارثة إنسانية في المدينة التي أصبحت ملاذاً أخيراً لمئات الآلاف من النازحين داخل القطاع المحاصر".
تحذيرات مصرية من نشاط عسكري في رفح
إلى ذلك قال وزير الخارجية المصري سامح شكري، إن بلاده تواصل اتصالاتها لوضع إطار يسمح بالتوصل إلى هدنة في قطاع غزة، وحذّر في مؤتمر صحافي بالقاهرة مع نظيرته البلغارية ماريا جابرييل، السبت، من أن "الأمر يتطور بشكل سلبي، والنشاط العسكري في رفح، ينبئ بمزيد من الضحايا المدنيين ووضع إنساني كارثي".
وأوضح المسئول المصري أن أي زيادة لرقعة الأعمال العسكرية في غزة "ستكون لها عواقب وخيمة"، مضيفاً إن الأمر لا يحتمل مزيداً من الضحايا المدنيين، ومزيداً من التدمير، وأكد وزير الخارجية المصري مجددا رفض مصر "لأي تصفية للقضية الفلسطينية"، قائلاً إن المفاوضات معقدة، وكل طرف يسعى لتحقيق أكبر قدر من مصالحه.
وكانت الرئاسة الفلسطينية قد أعربت، الجمعة، عن إدانتها واستنكارها ورفضها الشديد لتصريحات "بنيامين نتنياهو" رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بخصوص وجود خطط لمواصلة العدوان على رفح جنوبي قطاع غزة، وإخلاء الفلسطينيين منها، معتبرة ذلك تهديداً حقيقياً، ومقدمة خطيرة لتنفيذ عملية تهجير جديدة بحق الشعب الفلسطيني من أرضه.