كيف استقبل الإيرانيون خبر وفاة رئيسهم
العالم - Wednesday 22 May 2024 الساعة 11:19 amتباينت ردود أفعال الإيرانيين عبر وسائل التواصل الاجتماعي بين الحزن والاحتفال بعد مصرع رئيس البلاد إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية في حادث تحطم مروحيتهما الأحد.
ورصدت وسائل إعلام دولية تعليقات الإيرانيين على خبر إعلان وفاة رئيسي في صفحته بموقع التواصل الاجتماعي إنستغرام، حيث أشاد بعضهم بجهود الرئيس الراحل، بينما عبر آخرون عن سعادتهم لموته مذكرين بجرائمه ضد المعارضين الإيرانيين في الثمانينيات وبقمع المتظاهرين السلميين وقتلهم قبيل وبعد توليه رئاسة البلاد.
وشارك بعض الممثلين والرياضيين الإيرانيين المعروفين، فيما تجمّع موالون للنظام الإيراني في طهران لأداء الصلاة والأدعية لرئيسي بعد انتشار أنباء الحادث، وحضرت حشود مراسم يوم الاثنين يوم إعلان وفاته.
وبالرغم من ذلك، كانت هناك الكثير من المنشورات التي تشارك التعليقات الساخرة والاحتفالية بموت رئيسي، حيث نشر بعض النشطاء الإيرانيين على موقع X، صوراً ومقاطع فيديو لألعاب نارية يتم إطلاقها في احتفال واضح. وفي التعليقات على صفحة الرئيس الراحل على إنستغرام، وصف أحد الأشخاص الحادث بأنه "خبر جيد"، بينما قال آخر إنه يأمل "ألا تتضرر الأشجار" عندما سقطت المروحية عليها، ومثل هذه التعليقات تم حذفها من الصفحة لاحقا، لكن بعد أن رصدتها عدة وسائل إعلامية.
وتطرقت بعض التعليقات إلى دور رئيسي فيما أصبح يعرف باسم "لجنة الموت"، التي تزامنت في الثمانينيات مع وجوده بمنصب نائب المدعي العام في طهران.
وكانت اللجنة المكونة آنذاك من أربعة أشخاص مسؤولة عن إعدام آلاف السجناء المسجونين بسبب أنشطتهم السياسية، وذلك بعد فتوى أصدرها آية الله الخميني، الذي كان المرشد الأعلى لإيران في ذلك الوقت.
كما أعاد بعض المستخدمين نشر مقطع فيديو لرئيسي وهو يتلو بيتا من شعر الشاعر الإيراني الشهير حافظ، خلال لقاء عقد مؤخراً مع الرئيس التركي. وقال: “كونوا سعداء، لأن الظالم لن يعود إلى وطنه أبداً"، في إشارة إلى إسرائيل وصراعها مع الفلسطينيين.
ونشر آخرون تعليقات انتقادية مستذكرين الأشخاص الـ167 الذين فقدوا أرواحهم على متن رحلة الخطوط الجوية الدولية الأوكرانية PS752، التي أسقطها الحرس الثوري الإيراني في يناير 2020، والتي قالت القوة الجوية التابعة للحرس الثوري إن وحدة دفاع جوي أخطأت في اعتبار الطائرة صاروخا أمريكيا، وتم سجن عشرة أشخاص بناءً على تلك الحادثة، لكن عائلات الضحايا تقول إنهم كانوا "ضباطاً من رتب منخفضة" ولم تتم محاسبة "الجناة الرئيسيين".
وكتب الإيراني حامد إسماعيل، الذي فقد زوجته وابنته على متن الطائرة ويعيش في كندا، على موقع X، أن رئيسي "يستحق أن يحاكم في محكمة عادلة لارتكابه جرائم ضد الإنسانية". وأشار إسماعيل، الذي أصبح الآن ناشطاً، إلى عمليات الإعدام التي جرت في الثمانينيات، وحقيقة أن رئيسي كان عضواً في المجلس الأعلى للأمن القومي عندما أسقطت الطائرة الأوكرانية، وكذلك رد فعل السلطات على موجة الاحتجاجات المناهضة للحكومة في عام 2019.
وقال: "لقد انتزعت فرصة تحقيق العدالة من الضحايا، لكن اسمه سيظل مرتبطاً بالظلام والإجرام في التاريخ". فيما أشار المعلقون أيضاً إلى موجة الاحتجاجات غير المسبوقة التي اندلعت عام 2022 بعد وفاة مهسا أميني، أي بعد عام من تولي رئيسي منصب الرئيس.
وتوفيت الفتاة البالغة من العمر 22 عاماً في قسم شرطة في عام 2022 بعد اعتقالها بزعم انتهاكها القواعد التي تلزم النساء بارتداء الحجاب.
كما أعاد بعض النشطاء الإيرانيين نشر مقاطع فيديو لوزير الخارجية أمير عبد اللهيان، ومنها رده على أحد المراسلين حيث قال: "لم يقتل أحد في الاحتجاجات". ونشروا رسما لمهسا أميني، إلى جانب آخرين ماتوا في الاحتجاجات في السنوات الأخيرة، ضمن خانة التعليقات على صفحة رئيسي على إنستغرام، وانتشر رسم ساخر يظهر وجه رئيسي في صورة ترويجية للمسلسل التلفزيوني Lost، والذي تدور أحداثه في أعقاب حادث تحطم طائرة.