تقرير أميركي: حماية السفن من هجمات الحوثيين أكثر تعقيدًا من مكافحة القرصنة

الجبهات - Tuesday 09 July 2024 الساعة 10:02 am
عدن، نيوزيمن:

مع إعلان القوة البحرية التابعة للاتحاد الأوروبي "أسبيدس" عن إنجازات في مجال الأمن البحري وحماية السفن التجارية من هجمات الميليشيات الحوثية، يبرز السؤال حول جدوى الاستراتيجية المتبعة لاستعادة الأمن والاستقرار في البحر الأحمر في ظل الهجمات المتصاعدة للميليشيات.

وركز تقرير نشره موقع "المونيتور" الأميركي على مهمة "أسبيدس" التي أطلقها الاتحاد الأوروبي في فبراير 2024، للتصدي للتهديد المتصاعد في البحر الأحمر. وما حققته المهمة البحرية من نتائج من مرافقة وحماية أكثر من 150 سفينة تجارية بنجاح، وتحييد العديد من التهديدات المعادية. 

التقرير أعده الكاتب فرانشيسكو سكيافي، وسلط الضوء على التحديات الكبيرة التي يواجهها الاتحاد الأوروبي في ردع التهديد الحوثي بشكل فعال، واستعادة الاستقرار في المنطقة.

وأشار التقرير إلى أن الهجمات الحوثية أثرت على الأوضاع الاقتصادية في أوروبا، فضلًا عن تأثيرها على التضخم العالمي، وعلى الرغم من هذه النجاحات، التي حققتها مهمة "أسبيدس" إلا أن تحديات كبيرة تواجه هذه المهمة، إذ تعد حماية السفن من هجمات ميليشيا الحوثي أكثر تعقيدًا من أنشطة مكافحة القرصنة، التي شارك فيها الاتحاد الأوروبي تقليديًا، وتتطلب حماية مستدامة للقوة في سيناريو قتالي كثيف. 

ويمكن أن تؤدي الزيادة المحتملة في هجمات ميليشيا الحوثي إلى استنفاد مخزونات الذخيرة بسرعة، ما يعقد جهود إعادة تسليح السفن الحربية بعيدًا عن الموانئ المحلية، ويشكل ضغطًا على أنشطة التنسيق التي تقوم بها قيادة الاتحاد الأوروبي، وفقا لتقرير موقع "المونيتور". وأكد أنه بالإضافة إلى ذلك، فإن الاتحاد الأوروبي يحتاج إلى المزيد من الأصول البحرية للانتشار السريع.

وتضيف البيئة الإقليمية، المتأثرة بحرب غزة والدعم الإيراني لميليشيا الحوثي، طبقة أخرى من التعقيد، فالمشهد المزدحم المتمثل في وجود مهام عسكرية متعددة، وجيوش أجنبية تعمل في المنطقة، يزيد تعقيد الصورة الاستراتيجية، ويثير تساؤلات حول مدى فعالية عملية دفاعية بحتة على المدى الطويل في تحييد التهديد الحوثي، وفق الموقع. 

وخلص التقرير الأميركي إلى القول إن نجاح عملية "أسبيدس" في ردع التهديد العسكري الحوثي لا يزال غير مؤكد، في ظل غياب إطار متماسك وشامل لمعالجة الأزمة، مشيرًا إلى تولي الذراع البحري الجديد للاتحاد الأوروبي مهمة خطيرة خارج نطاقه المعتاد، ما يجعل التحديات التي يواجهها في الحفاظ على عملياته، والحد من التهديد الحوثي تلقي بظلالها على احتمال استعادة الاستقرار في المنطقة. 

وتؤكد عملية "أسبيدس" التزام الاتحاد الأوروبي بالأمن البحري، واستقرار سلاسل التوريد العالمية، فهي مهمة دفاعية بحتة تهدف إلى حماية السفن التجارية التي تعبر باب المندب ومضيق هرمز. كما أنها ترتكز على قرار مجلس الأمن 2722، تبنت نهجًا مختلفًا عن مهمة حارس الازدهار بقيادة الولايات المتحدة، يقوم على تعزيز استقلالية الاتحاد الأوروبي ودوره كمزود للأمن البحري العالمي.

وأشار الموقع الأمريكي إلى أن أسطول الاتحاد الأوروبي تم تجهيزه بأنظمة أسلحة متقدمة، بما في ذلك صواريخ "أرض-جو" قصيرة وطويلة المدى (SAM)، وأنظمة أسلحة قريبة، ما يسمح لها بمواجهة مجموعة واسعة من التهديدات التي تشكلها ميليشيا الحوثي.