آل عواض مأرب والبيضاء في مواجهة مسلحي مران.. القضية وحروب الجغرافيا

تقارير - Tuesday 05 May 2020 الساعة 08:56 pm
البيضاء، نيوزيمن، مهيوب الفخري:

لطالما رجحت الجغرافيا كفة مليشيا الحوثي لا سيما في حروب صعدة ولعبت باستغلالها دوراً مهماً في اجتياح المحافظات الواحدة بعد الأخرى، لكنها تدرك اليوم وهي تمهد ميدان المعركة لقتال قبائل آل عواض في البيضاء أن الجغرافيا والديمغرافيا أيضاً تقفان هذه المرة في صف خصمها.

فبالنظر إلى التقسيم القبلي، تتمدد قبائل آل عواض على 3 مديريات متجاورة اثنتان منها في البيضاء هما ردمان ونعمان والثالثة في العبدية بمحافظة مأرب، والثلاث بين محررة (العبدية) وشبه محررة مثل ردمان والجريبات بنعمان.

>> قبائل مراد تلبّي داعي العواضي للنكف القبلي في البيضاء

كما لا يغفل الحوثيون أن مديرية ردمان تعيش (حكما ذاتيا) منذ أكتوبر 2017م بناء على اتفاق مبرم معهم عقب مقتل أحد أبناء القبيلة على يد أحد قادتهم.

فالعواضيون بذلك يعترفون أنهم تحت سلطة المليشيا (شكليا) وتبعا لذلك منعوا (الشرعية) من التمدد عبر مناطقهم، لكنهم بالمقابل أخلوها من أي تواجد مسلح للحوثيين الذين أرغموا أيضا على ترك إدارة المديرية لأبنائها واختيار من يرونه في سلطتها المحلية والتنفيذية.

وهذه المساحة الخالية من أي عائق عسكري تخدم كثيرا الشيخ العواضي في التموقع والتمترس وإمكانية الانتقال واﻹمساك بزمام المبادرة وبالتالي ألقى أعباء إضافية على المليشيا في حال عقدت العزم على قتاله.

كما أن ردمان معقل آل عواض تفي تسجيل صوتي.. العواضي يدعو آل عواض للدفاع عن مناطقهم

ربطها بقبائل عدة ليس فقط حد جغرافي بل ووشائج الدم والمصير المشترك مثل قبائل مر ومستنير التي تقف على الدوام في صف آل عواض وهو ما تفعله آل عواض معها، وكان آخر فزعات تلك القبائل مع آل عواض عام 2017م ضد الحوثيين وقد ذكرنا ما أسفرت عنه آنفا.

>> في تسجيل صوتي.. العواضي يدعو آل عواض للدفاع عن مناطقهم

وهذه القبائل البيضانية المجاورة ما ستعول عليها آل عواض في حربها مع الحوثيين في حال انطلقت شرارة المعركة كخط دفاع أول وعلى قدر الاستعداد واﻹيمان بالقضية والتزام العهود سيكون التصدي.

علاوة على ذلك، تمتاز مديرية ردمان بموقع جغرافي متميز يخدمها قبليا، فهي الرابط الجغرافي بين مديريات رداع وقبائلها شمالا لا سيما قبيلة قيفة المتاخمة لها وبين بقية مديريات المحافظة جنوبا كما ترتبط بقبائل مأرب أيضا برابط جغرافي آخر.

كما تتصل آل عواض بمديرية واحدة على الأقل تتواجد عليها قوات الجيش والمقاومة الشعبية ما يصعب مهمة إطباق الحصار عليها من قبل الحوثيين كما فعلوا مع حجور، وهو ما يعني نظريا أيضا إمكانية وجود خط إمداد وهو ما لم يتسن لغيرها من القبائل التي رفعت السلاح في وجه الحوثي مثل حجور.

>> جهاد الأصبحي.. امرأة قاومت طغيان الحوثي بشجاعة جيش

لكن المثير في الأمر أنه في حال اضطرت آل عواض فتح أبوابها لقوات الجيش وتغيير مسار المعركة بالتوغل عبر ردمان سيشاهد الحوثيون النسق الأول للجيش وقد وصل بدون إطلاق رصاص إلى أماكن لا يزال يجاهد للوصول إلى منتصفها منذ ديسمبر 2017م.