تعز كـ"قطاع منفصل" للفوضى.. هل يرسخ "العليمي" خطيئة هادي والإخوان؟

تقارير - Wednesday 26 October 2022 الساعة 09:19 pm
تعز، نيوزيمن، خاص:

أثار الكشف عن تكليف رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي للبرفسور عبدالقادر الجنيد، مسؤولاً على ملف تعز، الجدل بين أبناء المحافظة بالتزامن مع ما شهدته المحافظة خلال الساعات الماضية من أحداث ساخنة على الصعيد الأمني.

التكليف الذي تقول مصادر حكومية بأنه تم اتخاذه دون التشاور مع أعضاء مجلس القيادة الرئاسي، ووجِه بانتقادات من قبل ناشطي المحافظة على مواقع التواصل الاجتماعي الذين رأوا فيه محاكاة لعقلية مليشيات الحوثي بتعيين مشرفين على مؤسسات الدولة بدلاً من تعيين مسئولين عليها.

>> إغلاق ديوان المحافظة.. المشرف "الجنيد" يفجر الموقف بين الإخوان ومحافظ تعز

وفي محاولة للتخفيف من حدة هذه الانتقادات، نشر الجنيد منشوراً مقتضباً على صحفته في "الفيس بوك" قال فيه بأن الأمر مجرد "زيارة ورؤية تعز بعين طازجة"، مختتماً كلامه بالنفي: لا ملف، لا إدارة.

لكن الرجل نشر في اليوم التالي منشوراً كشف فيه وصوله إلى تعز وزيارته إلى الجبهات، وترافق ذلك مع مديح وثناء من نشطاء الإخوان، وهو ما ضاعف من الاعتراض على مهمته جراء الاتهامات الموجهة له بوجود علاقة له مع جماعة الإخوان المتهمة بالمسئولية عن مشهد الفوضى في تعز. 

الاعتراض على خطوة العليمي لا يقتصر على شخصية الجنيد وحسب، بل إنه انعكاس من حالة الإحباط الذي تعيشه تعز بعد مرور أكثر من 6 أشهر على تشكيل مجلس القيادة الرئاسي برئاسة الرجل، دون حدوث التغيير الذي كان يتوقعه أبناء المحافظة ضمن التوقعات المرتفعة التي تلت تشكيل المجلس بتصحيح الوضع في المناطق المحررة جراء 7 سنوات من الأداء الكارثي لسلطة هادي السابقة جراء سيطرة الإخوان على قرارها.

أداء كارثي مثلت تعز ومناطقها المحررة أوضح صورة له، من انهيار شامل للخدمات رغم نهب الإيرادات والدعم المقدم من الحكومة والتحالف، وذات الحال مع الجبهات التي توقفت بشكل تام منذ 5 سنوات بعد أن حولت جماعة الإخوان المعركة في تعز من معركة تحرير ضد الحوثي إلى معركة لتحرير المحرر للسيطرة عليه.

>> محافظ تعز يوقف الوكيل المخلافي بعد استقباله لـ"مشرف" العليمي

وبنجاح الجماعة في هذه المعركة بفرض سيطرتها على المحرر في تعز، تعمقت الفوضى الأمنية من المدينة إلى الريف، وبات مشهد الجريمة مألوفاً ومكرراً من مجاميع مسلحة قياداتها وأفرادها هم عناصر بالجيش والأمن وتحت سمع وبصر السلطة المحلية، في تجلٍ واضح لمشهد الفوضى.

هذا التجلي يقدم تشخيصاً للأزمة التي تعاني منها تعز، كأزمة في قيادة السلطات المدنية والأمنية والعسكرية باتت هي من تدير مشهد الفوضى أو في أسوأ الأحوال تتواطأ معه، ما جعل من إقالتها وإحداث تغيير شامل المطلب الأول للشارع في تعز كخطوة أولى نحو تصحيح الوضع وإنهاء الفوضى وهو ما عبرت عنه الاحتجاجات التي شهدتها المدينة العام الماضي.

لم تجد هذه المطالب والأصوات حينها طريقها إلى أذن هرم السلطة السياسية ممثلاً بهادي نتيجة النفوذ الإخواني الذي كان يحكم قبضته على مفاصل الشرعية، ومع طي صفحة الرجل وصفحة نائبه الجنرال علي محسن الأحمر بالإعلان عن المجلس الرئاسي مطلع أبريل الماضي عاد التفاؤل إلى الأوساط في تعز بإمكانية طي صفحة الفوضى.

>> العليمي يكلف الجنيد بملف تعز دون علم أعضاء مجلس القيادة

تفاؤل تضاعف مع قرارات التغيير التي أصدرها المجلس، وبلغ ذروته مع قرار إقالة محافظ الجوف الإخواني/ أمين العكيمي، مؤخراً وإعادة المحافظ السابق حسين العواضي الذي تآمر عليه الإخوان، ليعود إلى الأذهان قصة محافظ تعز السابق أمين محمود الذي تتشابه قصته مع قصة العواضي، وهو ما دفع بالعشرات من ناشطي تعز على مواقع التواصل الاجتماعي للمطالبة بعودته للمنصب. 

يرى نشطاء تعز في تجربة أمين محمود وما أحدثه من تغيير رغم فترته القصيرة التي لم تكمل العام، دليلاً واضحاً بإمكانية التغلب على مشهد الفوضى بشخصيات من خارج دائرة "مافيا الحرب" التي استأثرت بتعز كـ"قطاع منفصل" وهو التعبير الشهير الذي أدلى به وزير الدفاع السابق محمد المقدشي لتبرير حالة الجمود العسكري في تعز مطلع عام 2016م.

تعبير تحول إلى عنوان يلخص حقيقة ما تعيشه تعز منذ ذلك الوقت، كـ"قطاع منفصل" لجماعة الإخوان والقوى الحليفة لها ولمشاريع الفوضى الإقليمية المعادية للتحالف وللقوى الشريكة بالمعركة ضد الحوثي كالجنوب والمقاومة الوطنية، وأولى خطوات الإنقاذ تتجسد بالاستجابة لمطالب الشارع في تعز بإحداث تغيير شامل في قياداتها، بدلاً من تكليف مشرفين لها.