الكثير علق على اللقاء الأخير الذي جمعنا أنا وعددا من الزملاء الإعلاميين بالأخ معين عبدالملك رئيس الوزراء في أبوظبي مؤخراً.
البعض يستفسر هل في وديعة وما هو الجديد بخصوص الوضع الاقتصادي، والبعض غاضب من الزيارة، والبعض يفكر أن نحن ذهبنا من أجل مصالح شخصية وكل يفكر على هواه ووفق ما يريد.
الحقيقة أنه لقاء عادي جداً على هامش تواجدي في أبوظبي، وحبينا نستمع فيه من رئيس الوزراء عن المستجدات على الساحة ولا سيما الوضع الاقتصادي كونه الهم الأول للناس، وكيف يمكن الحفاظ اقتصادياً على ما تحقق من إنجاز.
اللقاء كان فيه معين هو المتكلم والمتحدث مع مقاطعة بسيطة من الحضور، حاولنا فيها استيضاح بعض الأمور والتركيز على بعضها..
أهم ما طرحت عليه موضوع فشل الشرعية في استعادة الاتصالات إلى عدن، والحقيقة لم أسمع جوابا شافيا منه بهذا الخصوص.
طرحنا أيضاً موضوع عدم تناسق عمل الحكومة ودوام بعض الوزراء في سيئون وتحويل الوزارات إلى مكسب حزبي وشخصي وما هي المعالجات الممكنة لوقف هذا العبث، وتحدث عن تغيير قادم بهذا الخصوص.
طرحت موضوع لماذا الحكومة حتى الآن لا يوجد لها موازنة عامة تعرف من خلالها حجم إيراداتها والنفقات والعجز المتوقع، لم أسمع إجابة كافية بهذا الخصوص.
طرحنا موضوع ضرورة عودة قناة عدن الحكومية إلى عدن بطاقم من أبناء عدن المتواجدين في الداخل، ووعد بالنظر إلى هذا الأمر.
تحدثنا حول موضوع العملة وكيف يمكن الحفاظ على استقرارها وهل هناك دعم من الاشقاء في التحالف، قال إن هناك وعودا بدعم ولكن مرتبط بإصلاحات بدأت بتغيير إدارة البنك المركزي، ولكنه لم يفصح عن موعد وزمن تقديم الدعم للبنك المركزي.
باقي الوقت كان كل الحديث لرئيس الوزراء يتحدث فيه عن صعوبة المرحلة التي يعمل فيها، والإنجاز الذي تم تحقيقه من خلال الإصلاحات وحجم المبالغ التي تم توفيرها من زيادة الجمارك وفرض ضرائب على سفن النفط ودور هذه المبالغ في تحسن سعر الصرف.
بالإضافة إلى دوره في محاولة البحث عن دعم جديد للحفاظ على ما تحقق من إنجاز في سعر الصرف، وأيضاً دعم لمشاريع جديدة من دول التحالف، وقال إن الإخوة في السعودية والإمارات وعدوا بدعم خلال الفترة المقبلة.
تحدث أيضا عن صعوبة العمل في ظل كل هذه التناقضات السياسية، وقال إن الأولوية يجب أن تكون في هذه المرحلة لوقف الانهيار الاقتصادي ومنع تقدم الحوثي صوب مناطق جديدة.
انتقد المزايدات الحزبية على التحالف العربي واعتبرها معرقلة لعمل الحكومة والتحالف وكانت عامل قوة للحوثي وأثبتت فشلها خلال الفترة الماضية.
قال إنه لن يدخل في صراع مع أحد غير الحوثي في هذه المرحلة، وأشاد بوزراء الانتقالي والانسجام الذي تعيشه الحكومة خاصة الوزراء الذين يداومون بعدن.
تحدث عن علاقته الجيدة مع الرئيس الزبيدي وقيادة الانتقالي وأشاد بدورهم.
تحدثنا معه عن بعض الشخصيات التي تستلم رواتب بالدولار وهي ضد التحالف العربي والشرعية وتخدم أجندة معادية، وقال إنه تم إيقاف رواتب عدد منهم.
تحدثنا عن موضوع استلام محافظ البنك المركزي راتب 40 ألف دولار، وقال إن ذلك مزايدات إعلامية وأن راتب المحافظ يعادل راتب وزير ولا يتجاوز 7500 دولار وبحدود مليون ريال نثريات.
تحدث عن ضرورة أن يواكب الإعلام التغيرات القادمة وأن يكون له دور فاعل على الساحة في مواكبة الانتصارات والإصلاحات، وشكا من إعلام الإخوان الذي قال إنه وصل لحد إقحام عائلته في الخلاف السياسي.
رأيي الشخصي:
معين يعمل في ظل بيئة شديدة التعقيد تتجاوز قدراته وإمكانياته، لكنه يحاول بقدر الإمكان أن يحقق إنجازا يختتم به مسيرته في رئاسة الوزراء.
يسعى لإيجاد دعم من التحالف العربي يعزز موقفه على الأرض واعتقد أن ذلك لن يحدث إلا بإصلاحات حقيقية.
معين مثله مثل غيره ما زال عدد من الحرس القديم والدولة العميقة بجواره ولهم دور كبير في التحكم بالمشهد وفق ما تحتاجه أحزابهم وتوجهاتهم السياسية.
المرحلة السابقة أثبتت ضعفه في حسم كثير من الملفات، ولا نعلم إذا حصل على الدعم من التحالف والمشروط بإصلاحات هل بالإمكان أن يحسم الملفات الهامة مثل ملف الاتصالات واستعادتها إلى عدن وغيرها من المؤسسات الهامة.
الأيام القادمة هي من تحكم وهي آخر فرصة له، إما أن يحقق نجاحا ويستفيد من التحالف أو يرحل عن السلطة بسجل خال من أي إنجاز.
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك