بعد تشكيل مجلس القيادة الرئاسي وإزاحة هادي من قيادة الشرعية بعد سلسلة من التنازلات التي قدمها للجماعة الحوثية الإرهابية، لا يجب أن تكون أول مهامه الحديث عن السلام مع جماعة منبوذة شعبياً ومعزولة دولياً بسبب الجرائم التي ترتكبها ونهجها الطائفي التخريبي، السلام المنشود مع هذه الجماعة لم يحن وقته بعد، ولم تولد مؤشراته على الواقع ولم تتغير الجماعة الإرهابية في سلوكها الشيطاني، حتى يمكن الحديث عن سلام يمكن أن يُنهي كل مسببات الحروب التي تمتلكها هذه الجماعة.
السلام مع جماعة إرهابية يجب أن يحمل العديد من العوامل والمقومات التي تفرضه وبقوة وتضمن عدم عودة هذه الجماعة إلى الممارسات الإرهابية، منها العمل العسكري الذي يفرض السلام ويكسر شوكة الاستقواء الحوثية ويقلل من مصادر تمويلها ويقطع اليد التي تمولها بالمال والسلاح وتهرب لها تكنولوجيا المسيرات التي تقصف دول الجوار وتهدد مياه التجارة العالمية، الحرب وتوحيد الجبهات القتالية واستعادة الروح القتالية وحشد طاقات المجتمع للمعركة الأخيرة كل ذلك أبرز وأهم عوامل القوة التي سوف تفرض السلام وتُخضع الحوثية الارهابية لصوت العقل.
مجلس القيادة الرئاسي يحمل بذرة القوة والاستعداد لتوحيد جبهات القتال، واستعادة الشرعية لدورها الرئيسي في إنقاذ البلاد من السرطان الإيراني الذي ينهش في الجسد اليمني، كل أعضاء مجلس القيادة هم من المقاتلين الصناديد الذين يحملون مشروعاً وطنياً يتمثل بالتخلص من الذراع الإيرانية في المقام الأول وتأجيل كل القضايا الأخرى ريثما يتم إنجاز هذه المهمة الوطنية والإنسانية والأخلاقية، وهذا ما يجعل مؤشر استعادة السلام عن طريق الحرب مبشراً وممكناً.
لا طريق إلى السلام إذا لم تكن الحرب هي التي تقوده وهي التي تفرضه، وإلا لكانت الاتفاقات السابقة مبعث سلام تلتزم بها الجماعة الحوثية، ففي كل اتفاق أو هدنة تقوم هذه الجماعة باستغلاله وإعادة تموضعها وحشد قواتها ومن ثم الدخول في نقض تلك الاتفاقات وخرق الهدنة لتوضح عزمها المستمر على مواصلة الحرب وعدم خضوعها للسلام عن طريق الدبلوماسية أو الحوار.
الحرب وحدها مع الجماعة الحوثية الإرهابية هي طريق النجاة وتحقيق السلام، ولا يمكن للسعودية أو دول الخليج أن تكون في مأمن من مخاطر بقاء القوة العسكرية للجماعة الحوثية، حتى وإن تعهدت هذه الجماعة للسعودية بعدم استخدام السلاح والصواريخ ضدها أو التهديد بها، لأن الحوثية مشروع إيراني يملك استراتيجية طويلة المدى للسيطرة على المنطقة العربية، وسوف تستثمر إيران هذه القوة وهذا الإرهاب على فترات طويلة وضمن تكتيكات متنوعة، لذلك لا بد في التعامل مع هذه الجماعة يكون في فرض السلام عن طريق الحرب لا الدبلوماسية.
بعد إزاحة مسببات الهزائم والخذلان التي كانت الشرعية تتصف بها وتمثل نتائج لأعمالها ودورها في الحرب، أصبحت الآن بعد تشكيل مجلس القيادة الرئاسي مؤهلة لأن تخوض المعركة بشكل كامل وبتخطيط واضح وهدف واحد، كل عوامل النصر الآن متوافرة وقابلة للقياس، ولن يستغرق الأمر الكثير من الوقت لإنجاز معركة واحدة والوصول إلى صنعاء وقطع اليد الإيرانية التي تعبث بالوطن، كل الشعب جنوبه وشمالة سيكون على قلب رجل واحد لتحقيق هذا الهدف الذي طال انتظاره طيلة سنوات الحرب الماضية.