لن تحكموا الجنوب ولن تبيعوه..
طريقكم الوحيد، تحررون شمالكم أو تتشردون أو تحببون ركب ذراع إيران وأقدامها.
اختاروا لكم طريقاً، وعليكم إدراك أن معارككم الفاسدة ضد الجنوب هي لخدمة الخيارين الثاني والثالث.
اختبار الوحدة ليس في عدن.. إلا إذا ستتوحدون مع الحوثي، وهذا سينقل الأمور لعنوان حرب آخر لا علاقة له بالوحدة ولا بالوطنية.
اختبار الوحدة هناك حيث تترجون الحوثي يفتح طريقاً واحداً أو يدفع مرتباً أو يبقي لكم بيوتكم وممتلكاتكم تحت سيطرته.
* * *
نجحت حملة كهرباء الحديدة ضد الحوثي، فقطعوها بحملة "عدن للعدنيين".
الانفصاليون عن معركة تحرير صنعاء.. أدعياء الوحدة أعداء الجنوب، يستخدمون الجنوب لحماية الحوثي، بوعي أو بدون وعي.
عدن عاصمة الجنوب، ولن تكون غير ذلك.. بالوحدة إذا تحرر الشمال أو بدونها ستبقى عدن عاصمة الجنوب.
وستحميها وتتحكم بها الضالع والصبيحة وأبين، مثلما تفعل قبائل طوق صنعاء.
وسيبقى شرط ازدهارها بحماية أبنائها ومن يعيش على أرضها من الذين لا يكونون يداً وصوتاً لأعداء أبناء ومصالح هذه المناطق المحيطة.
في صنعاء سحلت جثة عبدالرقيب عبدالوهاب في الشوارع لأنه بلا عصبوية محيطة.
وحين نجح الحوثي في ترغيب وترهيب هذه العصبوية المحيطة بصنعاء تخلت هذه العصبوية عن كبارها من أولاد الأحمر في 2013 وعلي محسن في 2014 وآخرهم كان الزعيم علي عبدالله صالح، رحمه الله.
المدن لا تحيا، والعواصم لا تستقر بالصراع مع محيطها، بل بالاستناد عليه وتقديره، ويقابل ذلك شرطاً للاستقرار علاقة محترمة مع مكونات المدينة نفسها، أبناء عدن أو صنعاء القديمة هم مقياس الاستقرار كما المحيط هو صد الحماية والسند.
ما تعيشه تعز حالياً هو انعدام هذا الوازن المهم، فماوية مع الحوثي والمخلاف مستفرد بالسيطرة العسكرية محاطاً بصراعات مصنوعة مع الحجرية الكبيرة التي تشمل جبل حبشي وصبر.
أبناء تعز المدينة شكلت عصبويتهم "ألوية الصعاليك" والتي عافرت وقاتلت وكانت مهمة في مواجهة الحوثي لكنها انهارت في الصراع مع المحيط.