محمد عبدالرحمن
" تمديد الهدنة".. جوزيف بايدن يحمل هداياه "للحوثية الإرهابية"
تستعد المنطقة لزيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، وتسعد السعودية لعقد قمة خليجية بوجود مصر والعراق والأردن في الرياض وبحضور الرئيس الأمريكي، ويستعد الحوثي لأن يسمع كلاماً من بايدن خلال القمة، أو بياناً صحفياً عقب القمة، أو تصريحا أو حتى تلميحاً، بضرورة أن تستمر الهدنة في اليمن، وأن تستمر حالة المعركة مع الحوثي على ما هي عليه الآن بدون أي تقدم أو استعداد، يستعد الحوثي لأن يكرر بايدن حديثه عن وجوبية تثبيت الهدنة وعدم الاعتراض على ما يحشده الحوثي من قوات قتالية وإعادة ترتيب صفوفه لخوض معركة جديدة بعد فترة الهدنة التي منحتها له إدارة بايدن.
الحوثي هو الوحيد الذي استبشر بزيارة بايدن وبحضوره إلى الرياض، لأنه يعرف أن الإدارة الأمريكية لها مصلحة في تثبيت الهدنة، والهدنة مصلحة حوثية أكبر، ولهذا يرحب بهذه الزيارة ويتمنى أن تتوج بالنجاح وبإقناع السعودية بتمديد الهدنة وفتح قنوات لتوسيع نطاقها ومنح الامتيازات للجماعة الحوثية، والتي سوف تعزز من سيطرته ومن ثم شرعنته ومن ثم تثبيته كخنجر على خاصرة الدول الخليجية وقرصان على باب المندب، وسكين تمزق أكباد اليمنيين.
لأول مرة سوف يستمع الحوثي إلى خطاب بايدن بشغف وتركيز كبير، وربما يكون مستعداً للخطاب بورقة وقلم لتدوين أبرز ما سيتحدث به، وخاصة في الفقرة التي يتطرق فيها عن اليمن وضرورة تمديد الهدنة، سيهتف بحياة بايدن ويعتبر هذه الهدنة التي جاءت "بضغط أميركي" هي هدية لا تقدر بثمن ووجب قبولها والامتثال لبنودها حسب ما تتماشى مع مكاسب جماعته وإعادة تهيئتها وترتيب صفوفها.
الهدنة منحة أمريكية للجماعة الحوثية، هذا الأمر لا ريب فيه، كما ذلك تعزيز السيطرة على صنعاء، لأن الإدارة الأمريكية وخاصة "الحزب الديمقراطي" يحمل في سياسته إحاطة السعودية ودول الخليج بالهلال الشيعي المليشاوي وتمكينه عسكرياً، لتبقى دول الخليج وخاصة السعودية في دوامة الصراع ومقارعة التهديدات الإيرانية والحيل والخدائع الأمريكية.
يريد الحوثي من قمة الرياض كلمة بايدن، وبنود حديثه في القمة، يريد أن يتلذذ بما سيتلوه بايدن، وما يجمله من دوافع ورغبة في تمديد هدنة لم يستفد اليمنيون منها بشيء، بل إنها عمقت من جراحهم، واستمرت الحوثية الإرهابية في تشتيت الشمل وفي سياسة ضرب القيم الاجتماعية وإزالة كل ما تبقى من أثر للتماسك الاجتماعي، وعمقت بسياستها الانفصالية الشرخ بين شمال اليمن وجنوبه.
يريد الحوثي أن يسمع من بايدن ومن وسط الرياض أهمية تمديد الهدنة، وأهمية تنفيذ كل بنودها من طرف الشرعية والسعودية تحديداً، يريد أن يسمع أن الهدنة لها أثرها الإيجابي على الوضع الإنساني وتحسين وصول المساعدات، يريد أن يسمع أن تمديد الهدنة سوف يحقق السلام والأمن على المستوى المحلي والإقليمي، هكذا يريد الحوثي أن يسمع بايدن، لأن الحوثية الإرهابية ترى في الهدنة التزاما من طرف الشرعية والسعودية ببنودها، وليس التزاماً حوثياً أيضاً.
يؤمن الحوثي أن الهدنة هي مَنحهُ الامتيازات وتوفير له الإمكانيات والموارد المالية عبر دخول المشتقات النفطية إلى ميناء الحديدة معفية من الضرائب التي يجب أن يتم توريدها إلى خزينة البنك المركزي في عدن، وبالفعل خلال الفترة الماضية من الهدنة حققت الحوثية ما أرادته، في مقابل ذلك لم تنفذ ما عليها من التزام ببنود الهدنة، ولهذا تريد من الإدارة الأمريكية أن تضغط بشكل قوي على تمديد الهدنة بوضعها الحالي، وليس تمديدها وتوسيع نطاقها لتفضي إلى حل سياسي شامل يضمن لليمنيين استعادة دولتهم وحياتهم وعاصمتهم، وليس تمديدها يضمن لليمنيين إزالة الخطر الإيراني الذي يعربد في صنعاء ومناطق الشمال.
لا تصدقوا ما تقوله الحوثية الإرهابية عن امتعاضها من هذه الهدنة، هي فقط تستخدم ذلك عبر وسائل الإعلام ضمن سياسة الحرب النفسية وتغريراً بأتباعها وخداعهم، أما في الحقيقة أن الهدنة تمثل هدية أمريكية جاءت عبر سلطنة عمان وبحضور الاستخبارات الأمريكية على طاولة واحدة مع فريق الحوثي المتواجد في السلطنة.