سنستعين بالكلمات الأنيقة على الأضداد، نشكل "نوستالجيا" بحجم أوجاعنا وأحلامنا، بحجم ذاكرتنا، ونجعل من الماضي مستقبلا جميلا، ومن المستقبل أفقًا مفتوحا لأفواج بهجتنا العارمة.
سنعيد ترتيب الأبجديات التي تعني بهذا الخوف؛ الخوف من اتساع الحب وفقدانه في آن، الخوف من أن نكبر بسرعة في عيون الآخرين فيفرون منا إلى أماكن مجهولة ومقفرة.
سنميط اللثام عن وجوه بائسة وحياة مليئة بالجنون، ونسكن مرتفعات لا تعرف سوى ندى الأحرف البهية، والكلمات الحانية، ونسائم المحيطات..
نحن لسنا ريبتوات أو أشجار تنتظر مواسم التلاقح لتقرر مستقبلها، نحن تلك الرغبات والعواطف، نحن القصص الطويلة والمبتورة الأطراف؛ مثل جريح حرب.
نحن توليفة من كل شيء له معنى، نتكئ على ثنائيات غير قابلة للتوحد، لنا أهدافنا ووسائلنا، ولنا قواعد الاشتباك الخاصة والضمير المتستر خلف الجذور.
نحن معدن غير أصيل كما يعتقد البعض، لكن دوالي الأيام وإيقاع أقدامنا فوق الرمال، وزلات خطواتنا، وتلويحة طفل على الشاطئ لطائرته الورقية؛ تجعل من ذواتنا لها شأن، ومن أحلامنا مساحات وارفة الظلال.
فلنمنح الآخرين جزءا من رغبات الذات لنشعرهم بأهمية وجودهم في الحياة، وأنهم ليسوا مجرد أرقام وأسماء في بطائق الهوية والسجل المدني، أو في طوارئ المستشفيات وشهادات المدارس والميلاد وروضات الأطفال.
حتى الأُميين منهم، كم هم أنقياء وهم يبادلوننا الابتسامة ودعوات خلود الرزق وصحة البدن، ليت للخلود وطنا.. حتى يعرف؛ مرارة فقدانه.
لنبقى على العهد أوفياء غايتنا البذل والعطاء، فالعطاء قد يكون مالا، قد يكون جهدًا، قد يكون عكازًا، قد يكون ظلًا أو ماءً؛ وقد يكون كلمة، نعم كلمة.... ولو في سياق حزين.