تستمر جماعة الإخوان المسلمين في اليمن بالسير خلف ضغائنها التي جعلت من البلاد مرتعاً لحروب الحوثية الإرهابية منذ تسليم صنعاء. هذه الضغائن تجرها إلى كشف مكنون تفكيرها وهوسها بالسلطة والاستحواذ على الثروة، فمنذ تشكيل مجلس القيادة الرئاسي وعزل "هادي" من قمة تسيد الشرعية وإفسادها، شعرت أن هذا المجلس هو حبل النجاة لما تبقى من أمل في حرب أثخنها الفساد، وكذلك جاء ليقطع دابر القوم "الإخواني" وتجفف منابع الهزيمة وسرقة المال العام، ولأنها جماعة لها سوابق إرهابية لا تختلف عن الحوثية الإرهابية، فإنها تشعر بل وتدرك أن دولة الإمارات العربية المتحدة تقف وراء عزل هادي وإنهاء حالة التردي والفساد الذي كان ينخر الشرعية من خلال القيادات الإخوانية المسيطرة على القرار والمشهد العام للشرعية.
مع كل الأحداث والظروف التي تجري في الجنوب سواءً على المستوى السياسي أو العسكري، نجد أن البوق الإخواني يعمل في إطار ماكينة على دوام الساعة في محاولة لصق أي أحداث أو اختلال بأطراف محلية وتلحق بها "المدعومة إماراتياً"، يكشف هذا الأمر عن وجود اختلال في التفكير السائد لدى الإخوان، وتفضح هذه الحالة عن القصور الذهني وعن التركيبة العقائدية المبنية على حمل الضغائن للآخرين وخاصة إذا كانوا يقفوا في وجه الإرهاب والفساد.
تنشر الأبواق الإخوانية أخباراً عن المجلس الانتقالي وتتبعه بصفة المدعوم إماراتياً، ومثله المقاومة الوطنية في الساحل الغربي، وليس هكذا وحسب، بل إن التصنيف ينتقل إلى الأفراد والأشخاص، مثل عوض الوزير "المدعوم إماراتياً" ، بمعنى أن كل من يقف في وجه الإخوان وسلطتهم وفسادهم ونهبهم للمال العام هو مدعوم إماراتياً.
من المهم أن الإمارات وقفت بشكل كبير مع اليمنيين وهذا الأمر نابع من انتماء عروبي وواجب قومي، بالإضافة إلى الاستراتيجية الإماراتية في مكافحة الإرهاب والتطرف في المنطقة والعالم، لذلك تقف الأبواق الإخوانية بالمرصاد لأي تحرك هنا أو هناك، من أجل إلصاق صفة الدعم الإماراتي، وهذا يحسب للإماراتيين الذين وقفوا مع اليمن، وصمدوا في وجه الإرهاب الإخواني الكبير الذي كان يسيطر على هرم الشرعية ومفاصلها.
تعتقد أبواق الإخوان أن صفة المدعوم إماراتياً لها رنة سلبية، وتعتقد أن الناس ينفرون من هذه الصفة أو يرفضون أن يكون هناك دعم إماراتي، الأمر في هذا أن تلك الأبواق لا تدرك الخدمة التي تقدمها للناس، لأن الناس قد شعرت فعلاً بأن المدعوم إماراتياً حقق إنجازات كبيرة، وخاض معركة وانتصر فيها، الناس أصبحت تدرك أن المدعوم إماراتياً يعمل في إطار تحقيق استعادة الدولة وصنعاء، بتخطيط وتكتيك دون إهدار للأموال أو نهبها.
المدعوم إماراتياً هو من حرر الساحل الغربي، وحرر الجنوب، واستعاد شبوة، ودافع عن مأرب، المدعوم إماراتياً هو من وقف أمام الحوثية الإرهابية بكل شجاعة ولم يهادن أو يستغل الحرب للإفساد ونهب حقوق الجنود بكشوف وهمية ومزورة، المدعوم إماراتياً له بصمته في المناطق التي يسيطر عليها، والناس تشعر بذلك وآخر دليل على ذلك كهرباء المخا التي أنارت بيوت المخاويين بسعر زهيد جداً.
إن العُقدة الإخوانية من المدعوم إماراتياً هي متجذرة نابعة من فقدان السيطرة على الثروة والسلطة، ونابعة من الشعور بالهوان والعجز التي رافقت الهزائم المتتالية التي صنعها فساد القيادات الميدانية وكذلك تلك التي كانت تحوم في مكتب "هادي" والجنرال الأحمر، إنها عُقدة لن تتوقف عن إلصاق كل ما يحدث في الجنوب بالمدعوم إماراتياً، لأن الإمارات بالنسبة للإخوان عدو، والإمارات لا تسير في خط واحد مع الجماعات الإرهابية، ولذلك من الطبيعي أن تفقد جماعة الإخوان صوابها وتصب جام غضبها على الإمارات وكل من يسير على نهج محاربة الإرهاب والتطرف وخاصة في اليمن، مثل المجلس الانتقالي الجنوبي والمقاومة الوطنية في الساحل الغربي -المدعومة إماراتياً- حسب ما تنظر إليه العُقدة الإخوانية.